تسبب اعتزام الشركة الأمريكية المتخصصة في إنتاج أسلاك السيارات «دلفي» تغيير اسمها إلى اندلاع احتجاجات وسط عمالها بمصنعها بطنجة، حيث تناقل العديد منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد احتجاج وسط مقرها وتدخل لقوات الأمن لفض إضرابهم. شركة دلفي، التي تشغل الآلاف من الشباب في وحدتها الصناعية بطنجة، قرّر مسؤولوها تغيير اسمها؛ وهو القرار الذي دفع العمال إلى الدخول في إضرابات منذ أيام، وقالوا إن هذه الخطوة ستترتب عنها آثار قانونية ليست في صالحهم قال بلاغ للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، فرع طنجة، إن "احتجاجات العمال بساحة الشركة طالها تدخل أمني خطير"، مشيرةً إلى أنه "جرى قمعهم الاثنين بشكل عنيف أثناء اعتصامهم على قرار الشركة القاضي بتغير اسم الشركة من Delphi إلى شركة Aptive SERVICE MAROC". وأشارت الجمعية الحقوقية إلى أن هذا القرار "سينجم عنه آثار قانونية تمس بحقوق العاملات والعمال، متمثلاً في إبرام عقود عمل مع الشركة باسمها الجديد مما قد يهدد حقوقهم المكتسبة المتعلقة بالأقدمية ويسهل عملية تسريحهم وفصلهم تعسفياً". ودعت الجمعية إلى ضمان الحق في الإضراب والاحتجاج للعمال وفقاً لما ينص عليه الفصل ال22 من الدستور، كما طالبت مسؤولي الشركة والسلطات المحلية ب"تبني منهجية الحوار في التعاطي مع مثل هذه القضايا والبحث عن مخارج الحلول الممكنة والمنصفة للعاملات والعمال". وظهر محمد اليعقوبي، والي جهة طنجةالحسيمةتطوان، في فيديو يحاور المحتجين منذ يومين، ويحاول ثني المعتصمين وإقناعهم، كما أشار مسؤول بشركة في دلفي في الفيديو نفسه إلى قرار هذه الأخيرة التراجع عن قرار تغيير الاسم والاحتفاظ بالحالي. وأشارت تصريحات لعدد من العمال أنهم تفاجئوا باستلام أجرهم الشهري الأخير باسم شركة "أبتيف" عوض "دلفي"، بالرغم من أنهم لم يوقعوا أي عقد أو وثيقة مع الشركة تحت هذا الاسم الجديد؛ وهو الأمر الذي دفعهم إلى الإضراب. وحسب بعض المصادر الحقوقية في طنجة، فإن العمال قرروا الاستمرار في الاعتصام والاحتجاج بعدما لم تلتزم الشركة الأمريكية بما وعدت به، حيث طالبوا بتطبيق إرجاع الاسم كي لا تضيع حقوقهم واعتبارهم يشتغلون في شركة حديثة التأسيس. ولدى شركة دلفي، المعروفة عالمياً في مجال صناعة أسلاك السيارات، ثلاث وحدات صناعية بالمغرب، في كل من مدن طنجة ومكناس والقنيطرة، وتشغل آلاف الشباب والشابات، عن طريق اتفاقيات توقعها مع الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات.