يتصارع أربعة نجوم كبار من الطراز العالمي من أربع قارات مختلفة على مقعدي ثمن النهائي بمونديال كأس العالم 2018 في روسيا، هم خاميس رودريجيز، روبرت ليفاندوفسكي، ساديو ماني وشينجي كاجاوا، اللاعبون الأبرز بمنتخبات كولومبيا وبولندا والسنغالواليابان بالمجموعة الثامنة للبطولة. فالقارات الأربعة الأكثر عشقا لكرة القدم، أوروبا وأمريكا الجنوبية وأفريقيا وآسيا، تتنافس في مجموعة واحدة بالمونديال وهي أيضا المجموعة الأكثر توازنا في البطولة العالمية التي تقام كل أربعة أعوام. فكولومبيا، المتأهلة لربع نهائي النسخة الماضية في البرازيل، وبولندا، أحد رؤوس المجموعات بالمونديال، تعدان الأوفر حظا لتخطي الدور الأول، لكن لا يمكن استبعاد مفاجأة على يد السنغال بكرتها المثيرة تحت قيادة ساديو ماني، أو اليابان التي تعتمد على أسلوب لعب منظم. "لوس كافيتيروس" سيبحثون في روسيا عن تكرار إنجاز 2014 على أقل تقدير، لكنهم سيسعون إلى ذلك دون وصفهم بالمنتخب الأوفر حظا لتصدر المجموعة بعد التأهل المعقد إلى المونديال. ويعد خاميس، قائد المنتخب الكولومبي، اللاعب الأهم في صفوف فريق المدرب الأرجنتيني خوسيه بيكرمان، خاصة بعدما استعاد في بايرن ميونخ الثقة والأهمية اللتين كانتا مفقودين في ريال مدريد. وإلى جانب اللاعب رقم 10، تبرز أيضا أسماء كبيرة في صفوف كولومبيا، المصنفة ال16 عالميا، كراداميل فالكاو جارسيا (موناكو)، ديفيد أوسبينا (أرسنال)، خوان كوادرادو (يوفنتوس)، إدوين كاردونا (بوكا جونيورز)، سانتياجو أرياس (ايندهوفن)، لويس مورييل (إشبيلية)، كارلوس باكا (فياريال، معار من ميلان)، أو المدافعين الشابين، دافينسون سانشيز (توتنهام) وييري مينا (برشلونة). وسبق لكولومبيا أن التقت بمنافسيها الثلاثة في المونديال من قبل: فازت مرتين وتعادلت في أخرى أمام اليابان، منافسها الأول في روسيا يوم 19 يونيو، كما فازت أربع مرات وتعادلت مرتين وخسرة واحدة أمام بولندا، التي ستواجهها يوم 24 يونيو، وتعادلت مرة وحيدة أمام السنغال، التي ستختتم معها مبارياتها في دور المجموعات يوم 29 يونيو. -بولندا ونجمهما ليفاندوفسكي ستصطدم كولومبيا بمنتخب بولندا في صراع محتمل على الصدارة بقيادة نجم المنتخب الأوروبي، روبرت ليفاندوفسكي، زميل خاميس في بايرن ميونخ، حيث سيخوض البولنديون ثامن مونديال لهم بعد الغياب عن نسختي جنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014. ويعود البولنديون للمونديال كأحد رؤوس المجموعات بعد تصفيات شبه مثالية تحت قيادة مدرب محنك، آدم نافالكا، بعدما حققوا الفوز في ثماني مباريات وتعادلوا في واحدة وخسروا في أخرى، لتحتل بولندا حاليا الترتيب العاشر عالميا في تصنيف الفيفا. ونجح ليفاندوفسكي قائد "النسور البيضاء"، في تصدر هدافي التصفيات بتسجيله ل16 هدفا، ليعيد منتخب بلاده إلى نهائيات المونديال بعد غياب دام 12 عاما. ويعد فويتشيك تشيزني (يوفنتوس) وكاميل جليك (موناكو) ولوكاس بيتشيك (بروسيا دورتموند)، وكاميل جروشيسكي (هال سيتي) وأركاديوز ميليك (نابولي) وجريجورز كريتشوفياك (وست بروميتش)، إلى جانب "ليفا" هم العمود الفقري للمنتخب البولندي الذي يمزج بين عنصري الخبرة والشباب. -اليابانوالسنغال.. والسعي لدخول سباق ثمن النهائي يثق المنتخب الياباني، الذي ضمن منذ أغسطس من العام الماضي التأهل لنهائيات المونديال تحت قيادة البوسني وحيد خليلوزيتش، كرابع منتخب يحجز تذكرته للعرس العالمي بعد أصحاب الأرض والبرازيل وإيران، في تحقيق المفاجأة واستغلال تعثر أي من الكولومبيين أو البولنديين. وسيخوض منتخب "الساموراي" نهائيات المونديال السادسة لهم على التوالي بهدف السعي لتكرار أو تجاوز إنجاز بلوغ الدور ثمن النهائي في نسختي 2002 على أرضهم و2010 في جنوب أفريقيا. وسيسعى المنتخب لتحقيق هذا الأمر تحت قيادة فنية جديدة، مع المدرب الوطني أكيرا نيشينو، الذي تولى مسؤولية المنتخب الآسيوي قبل انطلاق البطولة بنحو شهرين، بعد إقالة خليلوزيتش المفاجئة. ويعد شينجي كاجاوا (بروسيا دورتموند) وكيسوكي هوندا، الذي يلعب الآن في صفوف باتشوكا المكسيكي، من أبرز اللاعبين في منتخب اليابان رغم دورهما الثانوي خلال فترة خليلوزيتش. يضاف إليهما لاعبون آخرون برزوا في القارة العجوز كيوتو ناجاتومو (جالاتا سراي، معار من انتر ميلانو)، ومايا يوشيدا (ساوثامبتون)، هيروكي ساكاي (مارسيليا)، ماكوتو هاسيبي (اينتراخت فرانكفورت)، جاكو شيباساكي (خيتافي)، تاكاشي إنوي (إيبار) ويويا أوساكو (كولن). أما السنغال، رغم أنها ستشارك للمرة الثانية في المونديال، إلا أنه لا ينبغي نسيان إنجازها المحقق في المرة السابقة ببلوغها ربع النهائي في نسخة 2002، عندما فازت في دور المجموعات على فرنسا وأطاحت في ثمن النهائي بالسويد. ويقود مدرب "أسود التيرانجا"، أليو سيسيه، الذي كان قائدا للمنتخب في مونديال كوريا الجنوبيةواليابان قبل 16 عاما، مجموعة من اللاعبين المهاريين يتقدمهم نجم هجوم ليفربول، ساديو ماني، ومعهم أسماء ساطعة ككاليدو كوليبالي (نابولي)، إدريسا جاي (إيفرتون)، شيخو كايوتي (وست هام)، موسى سو (بورصا سبور)، مباي نيانج (تورينو) وكيتا بالدي دياو (موناكو). تأهلت السنغال إلى المونديال بعد تصفيات لم تعرف فيها الهزيمة، وتفوقت على مجموعة قوية ضمت منتخبات جنوب أفريقيا، الرأس الأخضر وبوركينا فاسو، محققة أربعة انتصارات وتعادلين، لتحجز مقعدها عن جدارة للبطولة الأعرق في العالم. وشهدت التصفيات حالة من الجدل بعد إعادة مباراة السنغالوجنوب أفريقيا في أرض الأخيرة لاتهام حكم المباراة بالتلاعب، ليقرر الفيفا إعادتها ويعاقب الحكم بالإيقاف، ليفوز "أسود التيرانجا" بثنائية نظيفة بعد أن كانوا خسروا في اللقاء الملغي بهدفين لواحد بسبب ركلة جزاء غير صحيحة ل"البافانا بافانا". ويعلم المدرب الوطني للسنغال أن اجتياز دور المجموعات سيعتمد بشكل كبير على امكانيات ماني، أغلى لاعب أفريقي على حساب زميله في الفريق الانجليزي، محمد صلاح (مصر) ومدافع مانشستر سيتي، اريك بايلي (كوت ديفوار). وتمتلك السنغال خط هجوم قوي بعد ضم مباي نيانج، الذي خاض اول مباراة له مع السنغال في اكتوبر 2017، اضافة الى بالدي ومعهما ماني. بهذا الشكل ستتصارع كولومبيا، بولندا، اليابانوالسنغال على بطاقتي التأهل للدور ثمن النهائي في مجموعة متوازنة لملاقاة منافسين محتملين هما بلجيكا وانجلترا، بالمجموعة السابعة التي تضم أيضا تونس وبنما.