بالرغم من عودة العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وجنوب إفريقيا إثر مصافحة وصفت بالتاريخية بين الملك محمد السادس وجاكوب زوما، رئيس جنوب إفريقيا السابق، استقبل سيريل رامافوسا، رئيس البلاد الحالي، إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، في أول لقاء رسمي بينهما منذ انتخابه رئيساً قبل حوالي سنة. وكان المغرب وجنوب إفريقيا قد اتفقا، خلال قمة الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي نهاية نونبر 2017 بأبيدجان، على العمل معا من أجل "مستقبل واعد"، إذ تقرر في هذا الإطار "تعيين سفيرين من مستوى عال بكل من الرباطوبريتوريا"، وتجاوز وضعية جود العلاقات الدبلوماسية التي ميزت العلاقات الثنائية منذ عقود، بسبب اعتراف بلاد مانديلاً بتنظيم البوليساريو الانفصالي. القائد الجديد لجنوب إفريقيا دعا القادة الأفارقة إلى "الالتزام أخلاقيا بإجبار الحكومة المغربية على منح البوليساريو استقلالها في منطقة الصحراء"، مؤكداً أن جنوب إفريقيا لم تغير موقفها من قضية الصحراء. وتابع رامافوسا: "إن المعاناة التي يمر بها أهالي الصحراء في مخيمات تندوف دليل على أن هذا الاستعمار يجب أن ينتهي؛ لأنه إهانة لنا كشعوب إفريقية". موقف رئيس جنوب إفريقيا يأتي ليؤكد عزم هذا البلد الإفريقي الاستمرار في خيار العداء التاريخي إلى المملكة المغربية، بعدما تفاءلت الرباط خيراً بتعيينه خلفاً لجاكوب زوما، بعد تجاهله في أول خطاب له إعلان تحديد بلاده لطروحات البوليساريو ذات الطبيعة الانفصالية. بيان مشترك صادر عن سيريل رامافوسا وزعيم البوليساريو عقب زيارة الأخير إلى بريتوريا أكد فيه رئيس جنوب إفريقيا أن "المملكة المغربية، بانضمامها إلى الاتحاد الإفريقي، أصبحت ملزمة بالتقيد بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، لا سيما الحاجة إلى احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال". وجدد رئيس جنوب إفريقيا تأكيده على مواصلة الدعم الذي تقدمه بلاده إلى الجبهة الانفصالية، كما أعرب عن "ارتياحه لنوعية وعمق التعاون الثنائي"، بحسب نص البيان، الذي عبر عن دعمه إزاء الجهود التي يبذلها هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء، "الرامية إلى الجمع بين الطرفين وتعبئة المنتظم الدولي لتنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة بشأن الصحراء". وفي خطوة تهدف إلى ضرب التقارب الدبلوماسي بين الرباط وعدد من العواصم الإفريقية، خصوصا بعدما سحبت غالبية الدول الإفريقية اعترافاتها بالجمهورية الوهمية، يقوم "كبير الانفصاليين" خلال الأسبوع الجاري بزيارات مكوكية إلى الدول الداعمة بعد صفعة قرار مجلس الأمن الأخير، إذ توجه بعد جنوب إفريقيا إلى بوتسوانا ثم زمباوي سعياً منه لإيجاد منفذ جديد بعد انسداد الأفق وتراجع الاعتراف الأممي.