قالت جمعية مغربية تعنى بالأطفال ذوي صعوبات التعلم إن وزارة التربية الوطنية أقصت هذه الفئة من إجراء جديد يهم امتحانات الباكالوريا لهذه السنة، واعتبرت ذلك تمييزاً في حقهم. وقالت بشرى المير، رئيسة جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم والديسليكسيا، إن مضامين مذكرة تكييف امتحانات الباكالوريا مع الأشخاص ذوي الإعاقة، الصادرة يوم الأربعاء، تتضمن إقصاء لفئة الديسليكسيا، وتعني عسر القراءة لدى الأطفال. واعتبرت جمعية البشرى لاضطرابات وصعوبات التعلم والديسليكسيا أن هذا الأمر "تمييز وظلم في حق فئة الديسليكسيا، الذين يعانون في صمت، ويتألمون". وأشارت المير، في حديث لهسبريس، إلى أن تضمن المذكرة لعبارة "يستفيدون بصفة حصرية حول الإعاقة الذهنية والتوحد والصم، أثارت نوعاً من الإحساس بالتمييز والظلم، على اعتبار أن المصابين بالديسليكسيا، الذين يعانون من عسر في القراءة وكذا عدم القدرة على فهم الرياضيات ومواد أخرى، يشكلون 8% إلى 10% من الفئات في وضعية إعاقة بالمغرب". المير عبرت عن أسفها لكون المصابين بالديسليسكيا لن يشملهم التكييف في الامتحان، وسيجتازونه بطريقة عادية، وهو ما اعتبرته يشكل "أساساً للحقد الذي سيكونه هذا التلميذ الذي يوجد في حالة مراهقة على نظام تعليمي لم ينصفه مستقبلاً"، مشيرةً إلى أنه "السبب الرئيس في رسوب بعض التلاميذ، وفي عدم الفهم". من جهة أخرى، نفت فاطمة وهمي، المسؤولة الرسمية عن التواصل في وزارة التربية الوطنية، في تصريح لهسبريس، أي إقصاء لهذه الفئة، وأكدت أن الأشخاص المصابين بالديسليكسيا يدخلون ضمن الأشخاص الذين يعانون من إعاقة ذهنية الذين تضمنتهم المذكرة. جدير بالذكر أن وزارة التربية الوطنية أصدرت، مذكرة حول تكييف امتحانات الباكالوريا لفائدة المترشحين في وضعية إعاقة، تشمل العديد من الإجراءات لتمكين مترشحي الباكالوريا جميعاً من اجتياز الامتحانات بمنطق تكافؤ الفرص بين التلاميذ. وحددت الوزارة عدة ضوابط لتكييف اختبارات الامتحان الجهوي الموحد للسنة الأولى من سلك الباكالوريا والامتحان الموحد لنيل شهادة الباكالوريا لفائدة المترشحين في وضعية إعاقة برسم دورة 2018، وحصرت التكييف لفائدة المترشحين في "الفئات التي تتواجد في وضعية إعاقة ذهنية، وحالات التوحد، والمترشحات والمترشحين الصم". كما حددت المذكرة صيغة التكييف في تحويل الأسئلة المفتوحة للاختبار الأصلي الذي سيتم اعتماده، المستند في الإطار المرجعي للإشهاد المتعلق بالامتحانين الجهوي والوطني، إلى وضعيات اختبارية مغلقة أو شبه مغلقة، من صنف صحيح أو خطأ، والاختيار من المتعدد وأسئلة الوصل وأسئلة الترتيب، والأسئلة ذات الإجابة القصيرة، وملأ الفراغات، وغيرها من أصناف الوضعيات الاختبارية المنتمية إلى هذا الصنف من الأسئلة. وضمت المذكرة مطالبة المترشح بتعليل مقتضب لجوابه كلما اقتضت ذلك ضرورات تقويم ما هو منصوص عليه في الإطار المرجعي للاختبار، ويهم هذا التكييف جميع مواد الامتحان، ما عدا مكونات المواد التي يتعذر فيها تماما اعتماد صنف الأسئلة المغلقة. ويشير مصطلح ديسليكسيا (Dyslexia) إلى صعوبة التعامل مع الكلمات، واشتهر به كل من وينستون تشرشل، والفنان بابلو بيكاسو، والعالم ألبرت أينشتاين، وكذا الملاكم محمد علي كلاي، والفنان ليوناردو دافنشي. وقد عرّفته الرابطة الدولية لعسر القراءة والكتابة بأنه اضطراب له تأثيره الأساسي على الأعصاب، وفي معظم الأحيان له صلة وراثية، يتسبب في صعوبة تعلم ومعالجة اللغة بدرجات متفاوتة الشدة، وفي الصعوبات التي تتجلى في اللغة استماعا وتعبيرا، ويتضمن مشاكل في النطق، والقراءة والكتابة والإملاء، والخط، وأحيانا في الرياضيات. *صحافية متدربة