طالب عدد من النشطاء الفايسبوكيين حكومة سعد الدين العثماني بضرورة حماية الطلبة المنتمين إلى الحركة الثقافية الأمازيغية داخل الحرم الجامعي بابن زهر بمدينة أكادير، والتدخل الفوري لإنهاء الاحتقان داخل الجامعات التي أسست من أجل العلم والمعرفة وحمل الكتاب والقلم وليس الأسلحة البيضاء، وفق تعبيرهم. وقد جاءت هذه الدعوة تفاعلا مع الأخبار الواردة من الحرم الجامعي سالف الذكر والتي تفيد بأن الفصائل الطلابية الموالية للجمهورية الصحراوية الوهمية فرضت حظر التجول على هؤلاء الطلبة، ومنعهم من اجتياز الامتحانات "شعبة الأمازيغية". ويأتي هذا الاحتقان بعد توجيه أصابع الاتهام إلى الحركة الثقافية الأمازيغية بوقوفها وراء وفاة أحد الطلبة الانفصاليين، يوم السبت الماضي، متأثرا بجروح خطيرة؛ وهو الاتهام الذي رفضته الحركة الثقافية الأمازيغية، مشيرة إلى أن مناضليها ومناضلاتها قادمون من أجل التحصيل العلمي، عكس بعض الفصائل الأخرى، يقول حمو الجبلاني طالب سابق بجامعة ابن زهر بأكادير. وفي هذا السياق، قالت سميرة بن عيسى، ناشطة أمازيغية، في تدوينة على صفحتها "فايسبوك"، "نحن أبناء الجنوب الشرقي كتب علينا أن نعيش القهر في مناطقنا والحكرة في أماكن التحصيل العلمي". وزادت الناشطة: "لم أعد أشك في أن الدولة لها نصيب في المعاناة التي يعيشها الطالب الأمازيغي أثناء وجوده بأكادير أو مراكش"، مؤكدة أن "مطلب إحداث جامعة بجهة درعة تافيلالت تضم جميع الشعب أمر ضروري وملح لإنهاء هذا الكابوس"، وفق تعبيرها. من جهته، كتب لحسين شنوان، ناشط أمازيغي ومنسق لجنة متابعة ملف مقتل الطالب الأمازيغي عمر خالق سابقا، "يجب أن نسأل الأجهزة الأمنية التي أوعزت إلى عملائها العمل على نسف وتشويه لجنة متابعة ملف الشهيد ازم لأنها احتكمت للمؤسسات وللقضاء"، وزاد: "يجب أن تتصلوا بهم اليوم ليدلوا بدلوهم ويقترحوا مخرجات الأزمة التي أشعلوها والفوضى التي حاولوا جاهدين خلقها". وكتب آخر يدعى سعيد القابوري: "طلبة الجنوب الشرقي معرضون للتصفية الجسدية من انفصاليين والسلطات الأمنية تتفرج وتنتظر وقوع كارثة أمام أعينها"، مضيفا "على آباء الطلبة والطالبات أن يجتمعوا ليتوجهوا إلى أكادير من أجل حماية أبنائهم وضمان اجتياز الامتحانات"، مسترسلا "الحل من أجل عدم تكرار هذه المخاوف وهذه الكوابيس يجب إحداث جامعة بجهة درعة تافيلالت، قصد ضمان أجواء التحصيل العلمي والمعرفة لأبناء أسامر"، وفق تعبيره. موحى اوحا، ناشط أمازيغي، أكد أنه "لا مفر من إحداث جامعة بالجنوب الشرقي"، مضيفا: "إن لم تتحمل الدولة والجامعة مسؤولياتها في حماية الطلبة بأكاديرومراكش، فعلى أهل الجنوب الشرقي والأمازيغ عموما أخد زمام المبادرة بواحدة من اثنتين؛ إما توجه آباء وأولياء الطلبة جميعا إلى أكاديرومراكش لحماية أبنائهم لاجتياز باقي امتحاناتهم، أو استدعاء أبنائنا وبناتنا من جامعات مراكشوأكادير ومكناس وسحب ملفاتهم الجامعية في انتظار إحداث جميع الشعب بالملحقات الجامعية الموجودة بالرشيدية وورزازات إلى حين إحداث جامعة كاملة ومتكاملة بالجهة"، يقول موحى اوحا. وزاد المتحدث: "يكفينا من دفع الضحايا سجناء وشهداء ومعطوبين، فنحن نرسل أبناءنا للدراسة وليس للقتال من أجل الدراسة"، مشددا على أن "وزارة الداخلية تتحمل المسؤولية في ما يقع، خصوصا أنها لا تستطيع استثبات الأمن وحماية الطلبة من فصائل هدفها التخريب وتسويق صورة سوداوية على الأمن داخل الحرم الجامعي". وعلاقة بالموضوع، علمت جريدة هسبريس الإلكترونية، من مصادر جد مطلعة، أن مدينة تنغير ستحتضن، يوم الخميس المقبل ليلا، لقاء ستحضره جميع الفعاليات السياسية بالإقليم ورؤساء المجالس المنتخبة والبرلمانيين وفعاليات المجتمع المدني، من أجل مناقشة معاناة طلبة إقليم تنغير، الذين يمارس عليهم العنف بجامعة ابن زهر بأكادير من قبل طلبة موالين لجبهة البوليساريو الانفصالية. وقالت المصادر ذاتها إن اللقاء سيناقش إمكانية صياغة مطلب مشترك لتوجيهه إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لإحداث جامعة متكاملة بجهة درعة تافيلالت، لانعدام شبه تام للأمن بباقي الجامعات الحالية، مبرزة "انه من المحتمل إعلان السنة الدراسية المقبلة سنة بيضاء إلى حين إحداث جامعة بالجهة".