استنفرت، أحداث العنف والاعتداءات التي عرفتها جامعة ابن زهر بأكادير، والتي طالت طلبة ينحدرون من أقاليم الجنوب الشرقي، فعاليات مدنية وسياسية ونقابية ومنتخبة بإقليم تنغير، والتي التأمت، مساء أمس الخميس، في لقاء تواصلي، انصب حول مستجدات الاعتداءات التي يقودها طلبة موالون لجبهة البوليساريو ضد الطلبة الأمازيغ. اللقاء الذي دعت إليه فعاليات مدنية بإقليم تنغير، عرف حضور مجموعة من الأحزاب السياسية بالإقليم، وهيئات منتخبة، ومدنية ونقابية، ونشطاء في الحركة الثقافية الأمازيغية، ومجموعة من الطلبة وأوليائهم، وانصب حول مستجدات ما يقع من عنف بجامعة ابن زهر، وهجوم فصيل طلابي يتبنى الطرح الانفصالي، على طلبة إقليم تنغير، وجهة درعة تافيلالت، والطلبة الأمازيغ بالجامعة بشكل عام. وأدانت جل التدخلات، خلال هذا اللقاء التواصلي، الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها طلبة إقليم تنغير، والجنوب الشرقي، بجامعة ابن زهر بأكادير، من لدن طلبة موالون لجبهة البوليساريو الانفصالية، مشددين على أن ذلك يقع أمام أعين السلطات الأمنية، ومطالبين بأن تتحمل هذه الأخيرة مسؤوليتها في توفير الأمن للطلبة، داعين إلى إحداث قطب جامعي متكامل بجهة درعة تافيلالت لوقف هذه الاعتداءات. وفي هذا الصدد، قال الناشط الأمازيغي، موحى رحماوي وهو أحد المشاركين في هذا اللقاء التواصلي، إن هذا الأخير "جاء لتدارس الأحداث والدفع بمطالبة السلطات الأمنية لتحمل مسؤولياتها في توفير الأمن والأمان لكافة الطلبة بجامعة ابن زهر وكل جامعات المملكة وخاصة طلبة أسامر وحمايتهم من هجمة انفصالي البوليساريو وحلفائهم، وبالتالي تحميل مسؤولية تطور الأحداث للدولة وأجهزتها الأمنية وللجامعة بصفة خاصة". وأضاف رحماوي في حديث لجريدة "العمق"، أن "طلبة وطالبات أسامر ، خاصة طلبة إقليم تنغير، يتعرضون لممارسة مقيتة من طرف مكون طلابي يسمي نفسه الطلبة الصحراويين يتبنون الطرح الانفصالي، ضد كل حامل البطاقة الوطنية ذات الرمزين PA PB هذه الممارسات تطورت بشكل مؤسف لاعتداءات بالضرب والشتم بستة الألفاظ النابية بل والتهديد بالقتل وطردهم من الجامعة وتهديد الطالبات بالاغتصاب، و ذلك منذ يوم 16 أبريل 2018". وسجل المتحدث، "روح المسؤولية و شجاعة التبني المبدئي السلمية و تنزيله من قبل طلبة الحركة الثقافية الأمازيغية التي ما فتئت منذ 2009 وهي تطالب وتلح على جميع مكونات الساحة الجامعية للتوقيع على ميثاق شرق ضد العنف والإقصاء"، مضيفا بقوله: "نحييهم عاليا لعدم انجرارهم لمستنقع العنف الذي يحاول هذا الفصيل جرهم إليه منذ 2015". وشدد على أن اللقاء جاء "للتأكيد على ضرورة توفير الدولة للأمن وحماية جميع المغاربة وضمان حرية التنقل للجميع وتطهير الجامعة من المظاهر المسلحة ومحيطها"، مؤكدا "على ضرورة تطبيق العدالة المجالية ورد الاعتبار لجهتنا المحكورة وأول شيء تأسيس قطب جامعي متكامل يستجيب لحاجيات سوق الشغل وإلغاء التمييز بين الطلبة بإلغاء جميع امتيازات الطلبة المنحدرين من أقاليم الجنوب فالمغاربة سواسية في الواجب والحقوق". من جهته، حمل علي موساوي، نائب رئيس جماعة تنغير، في تصريح لجريدة "العمق"، الدولة مسؤولية أمن وسلامة الطلبة والطالبات بجامعة ابن زهر، داعيا إلى إبقاء الحرم الجامعي فضاء للعلم والتعلم تسود فيه قيم التسامح والسلم ومكانا يسع للجميع. وعبرت مختلف الفعاليات المشاركة في هذا اللقاء الذي دعا إليه فرع منظمة تماينوت وفعاليات مدنية، عن رفضها وتنديدها بكل أشكال العنف ولكل مظاهر العنصرية والكراهية داخل الجامعة، محملة الدولة مسؤولية حماية جميع الطلبة والطالبات من بجامعة ابن زهر من اعتداءات موالين للجبهة الانفصالية "البوليساريو"، داعين في السياق ذاته، مختلف الفصائل الطلابية إلى توقيع ميثاق لنبذ العنف داخل الجامعة.