قالت مصادر من ما تُسمى ب"السفارة الصحراوية" بدولة كوبا، إن الطائرة الكوبية التي سقطت عقب إقلاعها من مطار العاصمة هافانا، أمس الجمعة، خلفت مصرع شخصين اثنين من جبهة البوليساريو الانفصالية. وذكر التلفزيون الرسمي الكوبي أن أزيد من مائة شخص لقوا مصرعهم في حادث تحطم طائرة ركاب من نوع بوينغ 737، أمس الجمعة، بعيد إقلاعها من مطار هافانا. وقال الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، إن هناك ثلاثة ناجين من الحادث مصابين بإصابات خطيرة، من بين 114 من الركاب وأفراد الطاقم. ولم تعرف بعد جنسيات من كانوا على متن الطائرة، في حين قالت وسائل الإعلام الرسمية إن الطاقم أجنبي، دون أن تدلي بمزيد من التفاصيل. وكشف مصادر من تنظيم البوليساريو أن الشخصين اللذين توفيا هما من خريجي الطلبة الصحراويين بكوبا، الذين يتم إرسالهم من مخيمات تندوف إلى كوبا لإتمام الدراسة والتأطير العسكري الميداني. وتستقبل مدارس وجامعات العاصمة الكوبية هافانا مئات الطلبة الانفصاليين الذين يصحبون فيما بعد من قيادات وكوادر التنظيم، حيث يساهمون في الترويج للأطروحة الانفصالية من مواقع مختلفة عبر العالم، خصوصا في منطقة أمريكا اللاتينية التي تعتبر بالنسبة للجبهة مصدرا رئيسيا للدعم السياسي والدبلوماسي وسلسلة الاعترافات الدولية التي حظيت بها ما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية". ومنذ سبعينيات القرن الماضي، تقدم كوبا للتنظيم الانفصالي دعماً ماليا وعسكريا في قطاعات حيوية، من قبيل التعليم والصحة وتدريب التلاميذ والطلاب على حمل السلاح وخوض الحرب. ورغم عودة العلاقات بين المغرب وكوبا، بعد قطيعة دامت 37 عاما بسبب دعم هذه الجمهورية لجبهة البوليساريو، فإن رفاق كاسترو يواصلون تقديم الدعم اللازم للميليشيات المقاتلة، آخرها زيارة رسمية قام بها القيادي الانفصالي خطري أدوه، الأسبوع الماضي، إلى العاصمة الكوبية. وكانت الخارجية المغربية قد أعلنت في أبريل 2017 أن قرار عودة العلاقات يندرج "في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية من أجل دبلوماسية استباقية ومنفتحة على شركاء ومجالات جغرافية جديدة"، مؤكدة أن ملك البلاد أعطى تعليماته بافتتاح سفارة للمملكة في العاصمة الكوبية هافانا في أجل قريب. وفي وقت سابق، انتقل الملك محمد السادس إلى كوبا رفقة عائلته في زيارة غير رسمية، وتحديدا إلى جزيرة كايو سانت ماريا، وهي أول زيارة من نوعها لملك مغربي إلى هذا البلد منذ إعلان القطيعة. وقطع المغرب علاقاته الدبلوماسية مع كوبا عام 1980، بسبب الدعم الكبير الذي تقدمه لجبهة البوليساريو. وما تزال كوبا إحدى الدول التي تعترف ب"الجمهورية الوهمية".