بالرغم من أن الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى دولة كوبا، شهر أبريل الماضي، كانت زيارة خاصة من أجل الاستجمام، إلا أن النظام الجزائري لم يهدأ له بال منذ هذ الزيارة، حيث حرك آلته الدبلوماسية بقوة في هذا البلد اللاتيني لدفع الحكومة الكوبية إلى التأكيد على موقفها الداعم لانفصال الصحراء عن المغرب. تحركات النظام الجزائري، والذي تربطه علاقات قوية بالنظام الكوبي حيث أن البلدان كانا ينتميان للمعسكر السوفياتي البائد، تمخضت عن تنظيم زيارة لنائب وزير الخارجية الكوبي مارسيلينو ميدينا غونزاليس إلى مخيمات تندوف بالجنوب الجزائري، حيث تقيم جبهة البوليساريو الانفصالية معسكراتها. وقال غونزاليس في تصريح له في اليوم الأول من زيارته للمخيمات الأحد 7 ماي، "إن وجودي هنا كممثل للحكومة الكوبية هو تأكيد على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين ، حيث ناقشنا السبل الكفيلة بتوطيد هذه العلاقات كما تدارسنا آفاق تطوير العمل التعاوني المشترك". كما أكد على موقف بلاده "المبدئي والثابت والداعم لكفاح الشعب الصحراوي وحقه في تقرير المصير والاستقلال". الملك محمد السادس يقتحم معاقل الجزائر والبوليساريو في أميركا اللاتينية هذا وكانت مصادر دبلوماسية قد أعلنت عن وصول الملك محمد السادس وعائلته في 7 أبريل إلى العاصمة الكوبية هافانا، علما أن الصحف الكوبية لم تتطرق إلى الزيارة، لكن صحفيا في وكالة "فرانس برس" شاهد الملك المغربي خارجا من فندق كبير في العاصمة الكوبية الأربعاء. الملك محمد السادس في زيارة إلى كوبا وكانت الرباط قطعت العلاقات مع كوبا بعد اعتراف هافانا ب "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" التي أعلنتها جبهة البوليساريو عام 1976. وفي غياب أي تأكيد رسمي، ذكرت مصادر إعلامية استقتها "أندلس برس"، أن الملك محمد السادس انتهز فرصة زيارته لهافانا للقاء مسؤولين كوبيين، ما قد يشير إلى بوادر تطبيع العلاقات بين البلدين، الشيء الذي أثار مخاوف النظام الجزائري.