على إيقاعات سمفونية خالدة، رسمت المغنية الإسبانية "ماريا خوصي سواريز" لوحات كوريغرافية كلاسيكية نقلت جمهور العاصمة الرباط إلى عوالم روحانية تسمو فيها الكلمة والإيقاع؛ وذلك في فعاليات "أيام الصداقة الإسبانية المغربية". ودشّنت سواريز عرضها، مصحوبة بعازف البيانو "ميگيل ويرتاس"، بسمفونية موسيقية تنهل من موسيقى الأوبرا العالمية، مكسرة صمت وهدوء المكتبة الوطنية بعذوبة صوتها، وافتتحت سهرتها بأغان من ألبومها الأخير "إذا انزلق الثلج"، فيما غازلت التراث المغربي بأداء قصائد الشاعرة المغربية عائشة البصري وجعلها ملحمة إنسانية شامخة، واقتحمت الحضارة الأندلسية بأغنية "قرطبة"، لتبحر من جديد في قصائد مغربية للشاعر محمد بنيس. خابيير گالفان، مدير معهد ثيرفانتس بالرباط، قال في تصريح لهسبريس: "هذا الشهر يعد موسماً للصداقة بين المغرب وإسبانيا؛ لذلك خصصنا هذه الأمسية للاحتفال والاحتفاء بهذه العلاقة التي تجمع البلدين مع المغنية الإسبانية ماريا خوصي سواريز مرفوقة بعازف البيانو ميگيل، ومُشاركة شعراء مغاربة قدّموا أبياتهم الشعرية عن طريق الإلقاء، وأعادتها الفنانة الإسبانية على شكل ملحمة موسيقية". وأضاف المتحدث نفسه أنّ "هذا المزيج المُدهش بين العربية والإسبانية يؤكد على متانة العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا، والدّور الذي تلعبه الثقافة في توطيدها أكثر"، مبرزاً أنّ البلدين تجمعهما قواسم مشتركة، ويسعيان إلى توطيدها من خلال الفن والثقافة. منْ جِهتها، أعْربت المغنية الإسبانية ماريا خوصي سواريز عنْ سعادتها بتجاوب الجمهور المغربي مع أغانيها، وقالت إن "هذا التجاوب يعكس العلاقة الطيبة التي تجمع إسبانيا بالجارة المغرب". وأضافت المغنية الإسبانية، التي اختتمت سهرتها بالغناء بالعربية من خلال تقديم أغنية "سيدي منصور"، "لم يكن من السهل تقديم أغنية باللغة العربية، لكن أردت أنْ أهديها للجمهور المغربي وأتقاسم معه حب هذه الأغنية".