بعد توقف دام لأزيد من شهرين للاحتجاجات بمدينة جرادة، عاد نشطاء الحراك إلى التنسيق من أجل اتخاذ خطوات من شأنها إطلاق سراح المعتقلين، حيث عمدوا إلى إطلاق عرائض توزع على السكان من أجل توقيعهم ضد تهمة التحريض على الاحتجاج، التي يتابع على خلفيتها معتقلو الحراك القابعون بسجن وجدة. وأوضحت مصادر من داخل حراك جرادة، في حديثها مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المنسقين يتجولون بنقاط حاسي بلال والمنار والمسيرة وولاد عمر، من أجل جمع التوقيعات وتسليمها إلى دفاع المعتقلين، كورقة ضغط على المحكمة لتُسقط تهمة تحريض المعتقلين للسكان على الاحتجاج بالمدينة". وأضافت المصادر ذاتها أن "الحراك يحاول إعادة بناء نفسه، حيث من المنتظر أن تعقد اجتماعات جماهيرية بمنطقة حاسي بلال، من أجل حسم في مسألة منسقي لجان الأحياء، الذين سيتكلفون بخوض نقاشات مع سكان الأحياء، تنتهي بتسطير برنامج جديد، تهدف خطواته أساسا إلى إطلاق سراح المعتقلين". وفي السياق ذاته، أوضح عبد الحق بنقادى، محامي المعتقلين، أن "خطوة التوقيعات تجسد السلوك الحضاري والمدني لسكان جرادة، وستشكل ضغطا معنويا على القضاء؛ لكن أن تؤثر على قرار القاضي، فمن الصعب جدا قول ذلك، لأنه سبق لهيئة الدفاع أن قدمت عريضة وقع عليها 1000 شخص في ملف مصطفى الدعينن وآيت الغازي، دون جدوى". وأضاف بنقادى، في تصريح لهسبريس، أن "الجلسات الاستئنافية للمعتقلين الأربعة، الصادرة في حقهم أحكام نافذة، ستعقد في 14 من ماي الجاري؛ فيما حوكم أمس اثنان من القاصرين. وأورد محامي معتقلي حراك جرادة أن "المعتقلين الأربعة لا يزالون يعانون من العزل ومن ضيق وقت الفسحة، حيث تَمْنَحُهُمْ إدارة السجن نصف ساعة صباحا ونصف ساعة مساء؛ وهو ما دفع بالمعتقل أمين مقيلش إلى مقاطعتها بشكل نهائي"، مسجلا أن "الحالة الصحية لجميع المعتقلين متدهورة، جراء ظروف الاعتقال". وتجدر الإشارة إلى أن لجنة دعم الحراكات الشعبية، التي تَضُمُ العديد من التنظيمات السياسية والحقوقية والنقابية، تعتزم تنظيم وقفات احتجاجية غدا الجمعة، في مختلف المدن المغربية، تحت شعار "منخرطون في الحراك الشعبي لتحقيق مطالبه العادلة وإطلاق سراح المعتقلين"، تنزيلا للبرنامج المعلن عنه في ندوة 30 مارس الماضي.