اهتمت الصحف الصادرة اليوم الخميس في بلدان أوربا الغربية باقتراح المفوضية الأوروبية لميزانية الاتحاد الأوروبي لما بعد البريكزيت و بإعلان منظمة ( إيتا ) الانفصالية عن حل هياكلها ومتاعب الرئيس الأمريكي في ضوء التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وكتبت صحيفة (ليكو) البلجيكية أن المفوضية تريد الحفاظ على الميزانية الأوروبية رغم انسحاب بريطانيا واستغلال هذه الظرفية " لإعادة توزيع الأوراق على حساب السياسات التقليدية للاتحاد ". ومن أجل ذلك، تضيف الجريدة، " تلغي المفوضية بشكل تدريجي الامتيازات الممنوحة لبعض الدول الأعضاء، مطالبة بخلق موارد جديدة خاصة، لن تكون الدول مطالبة بدفعها ". وتحت عنوان " يونكر يفضل الواقعية على الطموح "، أشارت (لوسوار) إلى أن رئيس الجهاز التنفيذي اعترف بأن وضع إطار مالي للاتحاد الأوروبي متعدد السنوات صعب أكثر من أي وقت مضى بسبب " الفراغ الذي أحدثه الانسحاب البريطاني " وأيضا بسبب الأدوار الجديدة التي سيضطلع بها الاتحاد الأوروبي. من جانبها، اعتبرت (لاليبر بلجيك) أن المفوضية الأوروبية، ومن خلال اقتراحها للإطار المالي متعدد السنوات، لن يكون باستطاعتها تلبية مطالب الجميع. وأفردت الصحف الالمانية تعليقاتها لنفس الموضوع إذ كتبت صحيفة (نويه اسنابروكر تسايتونغ) تحت عنوان "ميزانية الاتحاد الأوروبي تنمو - بمليارات جديدة من برلين"، أن المفوضية الأوروبية قدمت خطتها، لكنها لقيت انتقادات، معتبرة أن الطريق إلى حل وسط طويل ، ليس فقط من وجهة نظر بولندا. وأوضحت اليومية أنه من المتوقع الرفع من ميزانية الاتحاد الأوروبي على الرغم من الانسحاب المزمع لبريطانيا من الاتحاد - من بين أمور أخرى ، من خلال مليارات إضافية من المساهمات من ألمانيا. وأشارت الى أن المفوضية الأوروبية اقترحت أمس الأربعاء تخصيص ميزانية إجمالية قدرها 1279 مليار يورو للفترة من 2021 إلى نهاية عام 2027. وكتبت صحيفة "راينشه بوست" انه في إطار خطة المفوضية الاوروبية، يجب على ألمانيا أن تدفع أكثر في المستقبل، مشيرة الى أنه إذا كانت ألمانيا ستدفع أكثر من ذلك بكثير ، يجب أن يكون واضحا أيضا كيف ستستفيد ألمانيا من الاتحاد الأوروبي في المستقبل، كم من الأموال سوف تتدفق مرة أخرى؟ وهل سيكون هناك تضامن في سياسة اللاجئين؟ يجب أن تكون الإجابات على هذه الأسئلة مرتبطة على وجه السرعة بزيادة ميزانية الاتحاد الأوروبي، وفق اليومية. وأبرزت أن غالبية الألمان مؤيدون لأوروبا وأن ألمانيا ليست مجرد ممول لأوروبا بل هي أيضا دعامة إيديولوجية في الاتحاد الأوروبي حيث تعتمد المزيد من الدول على المصالح الوطنية فقط، مؤكدة أنه يجب عدم فقدان هذا الدعم الألماني. من جانبها، نبهت صحيفة "شتراوبينغر تاغبلات" أنه "يجب على الاتحاد الأوروبي نفسه ، وعلى أعضائه أيضا ، أن يتوقفوا عن الحديث عن الكيفية التي يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتصرف بها في المستقبل ، بل عليهم أن يتحركوا الان ، ولا يكفي أن نوجه أصابع الاتهام إلى بروكسل النهم"، مبرزة أنه عليهم أن يقرروا ما يتوقعونه من الاتحاد الأوروبي - ثم تمويله. وحسب الصحيفة ، فان مقترحات مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الميزانية غونتر أوتينغر تنص أيضا على أنه يمكن قليص المدفوعات من بروكسل إلى الدول الأعضاء في حال انتهاك سيادة القانون. وفي إسبانيا اهتمت الصحف بإعلان منظمة ( إيتا ) الانفصالية عن حل هياكلها وانتهاء دورتها التاريخية بالإضافة إلى إمكانية تقديم إيلسا أرتادي كمرشحة جديدة لمنصب رئيسة جهة كتالونيا. وقالت صحيفة ( البايس ) إن منظمة ( إيتا ) الانفصالية أعلنت في رسالة وجهتها للوسطاء الذين أشرفوا على نزع سلاحها أنها قد حلت كل هياكلها وأنها قررت إنهاء " دورتها التاريخية " . وأوضحت الصحيفة أن البيان الأخير لهذه المنظمة الانفصالية الذي يؤكد رسميا حلها سيتم نشره اليوم الخميس عشية انعقاد الاجتماع الدولي المزمع عقده في ( كامبو- لي بان ) بفرنسا لتأكيد نهاية ( إيتا ) . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن حوالي 20 إرهابيا من منظمة ( إيتا ) سيكونون مسؤولين عن الحماية السرية ل " إرث هذه المنظمة الانفصالية " من خلال اللجنة التقنية المؤقتة لإدارة وتدبير انعكاسات مبادرة هذه المنظمة المسلحة والتي سيرأسها ديفيد بلا آخر زعيم معروف ل ( إيتا ) الانفصالية . وأشارت إلى أن منظمة ( إيتا ) ترغب في أن تظل هذه الهيئة سرية من أجل تجنب تعقيدات الوضعية القانونية والقضائية لأعضائها الذين يوجد أغلبهم في السجون. وفي موضوع آخر أكدت صحيفة ( أ بي سي ) أن التكهنات قد انطلقت حول إمكانية حلحلة قضية تشكيل الحكومة المحلية المقبلة لجهة كتالونيا وذلك قبل انتهاء الموعد النهائي لتنصيب رئيس جديد المقرر يوم 22 ماي الجاري . وأضافت الصحيفة أن الحل قد يتمثل في إيلسا أرتاديس الناطقة باسم لائحة " جميعبا من كتالونيا " التي يقدوها الرئيس السابق كارليس بيغدومنت، مشيرة إلى أن أرتاديس تتلقى حاليا دعم الحزب اليساري الجمهوري بكتالونيا ويمكنها أن تصبح مرشحة جديدة لمنصب رئيسة الجهة في أعقاب اجتماع المجموعة البرلمانية التابعة ل "جميعا من أجل كتالونيا " المقرر يوم السبت المقبل ببرلين ( ألمانيا ) حيث يوجد حاليا بيغدومنت . وفي سويسرا سلطت الصحف اليومية الضوء على متاعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، وخاصة التحقيق في التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية. وتحت عنوان "استياء ترامب من التسريبات في التحقيق في القضية الروسية" ، كتبت صحيفة "لوتون" أن الرئيس الامريكي "تعرض للفضائح من خلال نشر الصحافة للاسئلة التي يرغب في ان تطرح عليه من قبل المدعي الخاص المكلف بالقضية الروسية ، روبرت مولر ". ويشير محتوى الأسئلة التي أرسلت إلى البيت الأبيض إلى أن فريق مولر مهتم بعرقلة محتملة لسير العدالة من جانب الرئيس الأمريكي ، وفق الصحيفة، مشيرة إلى أنها لا تشير إلى أن دونالد ترامب يعتبر مشتبها في التحقيق. من جانبها، ذكرت صحيفة "تريبيون دو جنيف" بمعلومات تفيد بأن الرئيس ترامب قد يكون أملى نشرته الإخبارية الصحية لعام 2015 ، وهي "الوثيقة التي قدمته بأنه الشخص الذي يتمتع بأفضل حالة صحية يمكنه دخول البيت الأبيض". وتشير الصحيفة إلى أن شهادة الطبيب هارولد بورنشتاين على قناة (سي إن إن) تحرج الرئيس الأمريكي ، الذي يعاني بالفعل من مشاكل بسبب قضية التدخل الروسي. ووفقا لصحيفة "فانت كاتر أور" ، تبقى فرضية مباشرة مسطرة عزل الرئيس ترامب احتمال بعيد جدا في الوضع الحالي للأمور، مضيفة ان هذا الاجراء ، يتخذ شكل محاكمة أمام السلطة التشريعية. وفي فرنسا واصلت الصحف التعليق على اعمال العنف التي تخللت استعراض فاتح ماي بباريس ، اذ كتبت صحيفة (لوموند) ان استعراضات فاتح ماي تعتبر تقليديا لحظة للفرح،والاجواء الودية، حيث يشارك الناس رفقة عائلاتهم من اجل تخليد اليوم العالمي للعمال، مشيرة الى ان المشاركين كان لديهم الحق في النزول الى الشارع في أول فاتح ماي خلال ولاية ماكرون خاصة وان الاسابيع الاخيرة عرفت تعبئة مستخدمي السكك الحديدية والموظفين والمتقاعدين والطلبة، ومستخدمي اير فرانس. لكن في باريس ، تضيف الصحيفة، افسدت اعمال العنف الاحتفالات، مبرزة ان الصدامات مع رجال الامن وتخريب الممتلكات غطت على مطالب النقابات. من جهتها ذكرت صحيفة (ليبراسيون) انه تم منذ نحو قرن داخل الحركة العمالية رفض اعمال العنف التي تلجأ اليها الاقليات لايقاظ ضمير الجماهير، مضيفة ان اللجوء الى هذه الممارسات في الوقت الراهن لا يمكن الا ان يبرر تدخل الشرطة، وتعزيز التيارات اليمينية، والتشويش على الحركة النقابية. اما صحيفة (لوفيغارو) فاكدت من جانبها انه يبدو ان اعمال العنف كانت متوقعة ، متسائلة لماذا تم السماح بحدوث ذلك، مشيرة الى انه لم يتم تسجيل أي خسائر في الارواح كما اعطيت الاوامر للشرطة بعدم الاصطدام مع مثيري الشغب.