تناولت الصحف الصادرة اليوم الجمعة ببلدان أوروبا الغربية التصعيد العسكري غير المسبوق بين إيران وإسرائيل بالإضافة إلى عدد من المواضيع السياسية الوطنية. ففي سويسرا، وتحت عنوان "يجب على أوروبا أن تدير رأسها نحو الشرق"، كتبت صحيفة "تريبيون دو جنيف" أن الشرق الأوسط يظل البؤرة التي تتولد فيها التوترات العالمية. وتعتقد الصحيفة أنه يتعين على الدول الأوروبية التعاون مع موسكو ، التي "وضعت نفسها في موقع مثالي لتكون أكثر قدرة على الاستماع إليها من قبل كل من إسرائيل وإيران من أجل إيجاد حل سياسي للوضع في الشرق الأوسط". وتحت عنوان "إسرائيل ، ذراع الولاياتالمتحدة المسلح ضد إيران" ، كتبت يومية "لو تون" أن تزايد حدة التوترات حاليا يبدو أنه يعكس عملية إسرائيلية تم إعدادها مسبقا إلى حد كبير ، إن لم تكن منسقة مع إدارة دونالد ترامب. . من جانبها ، كتبت صحيفة "فانت كاتر اور" أن إسرائيل تقف على أهبة الاستعداد للانتقام الإيراني المحتمل بعد عدة عمليات ضد المصالح الإيرانية في سوريا. وأضافت اليومية "لقد زادت هذه التوترات بسبب الشكوك المحيطة بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران ، والذي اعلن دونالد ترامب الانسحاب منه ليلة الثلاثاء". وفي إسبانيا، ركزت الصحف على تجدد التوتر في منطقة الشرق الأوسط واختيار كارليس بيغدومنت الرئيس السابق للحكومة المحلية لجهة كتالونيا شخصا جديدا كمرشح لرئاسة هذا الإقليم . وأكدت صحيفة ( البايس ) أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران أثار توترا عسكريا جديدا بالمنطقة كما بينت ذلك الهجمات العسكرية التي نفذتها القوات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في سوريا . وأضافت الصحيفة أن الوضعية المتأزمة في منطقة الشرق الأوسط تسببت في ارتفاع أسعار النفط وهو الارتفاع الذي سيكلف إسبانيا 5 ر 5 مليار أورو زيادة في فاتورة الطاقة لديها . ومن جهتها كتبت صحيفة ( إلموندو ) أن الرئيس السابق للحكومة المحلية لإقليم كتالونيا كارليس بيغدومنت الذي يقيم حاليا بألمانيا هربا من متابعة القضاء الإسباني اختار " دمية " جديدة كمرشح لرئاسة ( الجينيراليتات ) بجهة كتالونيا بهدف مواصلة التمرد . وأشارت الصحيفة إلى أن الأمر يتعلق بكيم طورا أحد القوميين المدافعين عن استقلال الإقليم الذي دخل حديثا إلى اللعبة السياسية مضيفة أن بيغدومنت رئيس الكتلة الانفصالية ( جميعا من أجل كتالونيا ) أمر بمواصلة طريق الانفصال . وحول نفس الموضوع أكدت صحيفة ( لاراثون ) أن كارليس بيغدومنت " فرض دميته " كيم طورا كمرشح جديد من أجل ضبط ومواصلة التحكم والمراقبة على مختلف الهيئات والمؤسسات الكتالانية خلال المرحلة الانتقالية " . وأضافت الصحيفة أن تنصيب كيم طورا على رأس الحكومة المحلية للإقليم الذي من المقرر أن يجري الأسبوع المقبل لا يمكنه أن يتم إلا إذا امتنع حزب ( ترشيح الوحدة الشعبية ) عن التصويت خلال جلسة التنصيب . وفي بلجيكا، تناولت الصحف التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران في سوريا، والتقدم الهام في مفاوضات تشكيل الحكومة في إيطاليا. وكتبت (لاليبر بلجيك) أن زمن التحذيرات الشفوية قد ولى، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق قذائف نسبت إلى إيران اتجاه شمال إسرائيل. وأضافت أن إسرائيل ردت على الفور وقامت " باستهداف جميع البنيات التحتية العسكرية الإيرانية في سوريا ". وأشارت إلى أنه وبعد أسابيع من التوتر تجاوز العدوان الخطوط العسكرية الأولى على مستوى هضبة الجولان. من جانبها، قالت (ليكو) إنه وأمام مخاطر التصعيد، يحاول الروس إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني كما هو الشأن بالنسبة للأوروبيين الذين يلتزمون باحترام الاتفاق مع الحرص على توسيع مجال تطبيقه. وفي موضوع آخر، اهتمت (لوسوار) بمشاورات تشكيل الحكومة في إيطاليا، مشيرة إلى أن انسحاب سيلفو بيرلوسكوني يفتح الطريق للعصبة وحركة خمس نجوم لتشكيل الحكومة. وكتبت الجريدة أن زعيمي العصبة وحركة خمس نجوم طالبا بمهلة إلى غاية الإثنين المقبل من أجل وضع برنامج مشترك وتقديمه لرئيس الجمهورية. وفي ألمانيا، اهتمت الصحف بمنح جائزة شارلمان للرئيس الفرنسي ماكرون وبتداعيات انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران. وانتقدت صحيفة "اخنر تسايتونغ" كلمة المستشارة الالمانية ميركل خلال حفل تسليم جائزة شارلمان، معتبرة انها رفضت الإجابة عن رؤى وأفكار إيمانويل ماكرون لتجديد أوروبا، مؤجلة الاعلان عن المقترحات الألمانية الفرنسية لشهر يونيو ، وبالتالي فوتت فرصة للاعلان عن رسالة مشتركة في جائزة شارلمان وأخيرا بعث إشارة بأن ألمانيا إلى جانب الرئيس الفرنسي. وأضافت اليومية أن الرئيس الفرنسي كان بارعا في: المحتوى والبلاغة وفي وضوحه وشجاعته النموذجية ، للتأثير في الناس وإلهامهم. وهذا ما تفتقر إليه المستشارة الالمانية التي تبدو مترددة. من جانبها، أشارت صحيفة "باديشه نويستن ناخريشتن" أن ماكرون على حق في دعوة أوروبا إلى القوة والوحدة ، مبرزة انه "حتى الآن ، هذه الكلمات النبيلة قد تلاشت بسرعة ، ولكن الآن هبت ريح التغيير، يبدو أن المواطنين يشعرون بنفس الشيء أيضا ، وفقا لاستطلاعات الرأي الأخيرة. واضافت اليومية ربما كانت هناك حاجة الى السياسة الخارجية المدمرة لترامب لوضع أوروبا على المسار الذي طال انتظاره. وبخصوص انسحاب اللولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قالت صحيفة "لايبتسيغر فولكس تسايتونغ" انه في تفاعل دبلوماسي مع روسيا والصين ، يمكن للأوروبيين الآن الحفاظ على الاتفاق قدر الإمكان - وللمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية ، عزل الولاياتالمتحدة حول قضية سياسية عالمية كبرى. وتابعت أن البعض يعتبر هذا أمرا عظيما ، ويعتقدون أن أوروبا تزداد قوة في الأزمة. لكن في الحقيقة ، فإن الوضع الجديد يبعث على الشعور بالقلق أكثر من الفخر .