تركز اهتمام الصحف العربية الصادرة، اليوم الجمعة، على عدة مواضيع، أبرزها الملف السوري، وبرنامج إيران النووي، والتحضيرات لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي لعام 2020، والحرب في اليمن، وقضية النازحين السوريين في لبنان. ففي مصر، اهتمت الصحف المحلية بالأمطار التي عرفتها أنحاء متفرقة من مصر، حيث كتبت صحيفة (الجمهورية)، أن الأمطار الغزيرة التي شهدتها غالبية المحافظات المصرية، أول أمس، كانت إنذارا شديد اللهجة لكافة الإدارات المحلية لتعيد حساباتها واستعداداتها تحسبا لأي طوارئ قد تحدث مستقبلا خاصة أن الأمطار كشفت الكثير من عيوب المحليات. وتابعت اليومية، في افتتاحيتها، "حان الوقت لكي نحول مياه السيول والأمطار من نقمة إلى نعمة يستفاد منها في تنمية الموارد المائية وزيادة المساحات المزررعة، خاصة بالمناطق النائية والتجمعات الصحراوية التي تعاني من ندرة المياه وملوحة التربة، إضافة إلي تخزينها للاستفادة منها في مواسم الجفاف". وكتبت (الأهرام)، في افتتاحيتها، أن الأمطار الغزيرة التي سقطت على بعض مناطق القاهرة والجيزة، ووصلت إلى حد السيول في مناطق سيناء والبحر الأحمر، كشفت عمق الأزمة التي تعيشها أجهزة الحكم المحلي التى تتفاجأ بالكارثة بعد وقوعها دون أدنى استعداد أو تحسب لأي أزمة طارئة. وبخصوص الملف السوري، كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال لأحد كتابها، أنه "أصبح مثيرا للانتباه بقوة لكل المتابعين والمهتمين بتطورات الأوضاع على الساحة السورية، ذلك الاصرار الواضح من جانب كل القوى الاقليمية والدولية، المتورطة والغارقة في الوقائع والأحداث الدموية الجارية والمشتعلة هناك، على استمرار حالة الاقتتال والدمار والخراب على ما هو عليه من تفجر وتصاعد دون أمل في انفراجة أو تهدئة تفتح الباب لتوافق أو تؤدي لسلام". وتابعت الصحيفة أنه عكس ذلك "يزداد الأمر سوءا في كل يوم، ويزداد إصرار كل القوى على إحباط أي محاولة للتهدئة أو للتوافق على غلق المنافذ المؤدية لوقف القتال، أو توقف شلال الدم المتدفق والمسفوح دون حساب بطول وعرض الخريطة السورية طوال السنوات السبع الماضية وحتى الآن". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها أنه في الوقت الذي تسير الأمور في شبه الجزيرة الكورية إلى "حلحلة الأزمة بين الكوريتين بعد إعلان بيونغيانغ نيتها نزع سلاحها النووي، وإعلان زعيمها تخليه عن برنامج الصواريخ الباليستية النووية، تظل الأضواء مسلطة على برنامج إيران النووي الذي يشكل خطرا داهما على المنطقة والعالم". وأضافت الصحيفة أنه على الرغم من عقد اتفاق دولي بعد سنوات طويلة و"جهود مضنية حول البرنامج النووي الإيراني، إلا أن الشكوك حول صدق نوايا طهران في التخلي عن طموحاتها العدوانية لامتلاك السلاح النووي الذي ستهدد به، ليس فقط جيرانها العرب، بل أمن واستقرار العالم ككل آخذة في التزايد، بسبب نهج طهران الرامي إلى زعزعة الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة، الأمر الذي أعاد الجدل حول ضرورة إعادة النظر في هذا الاتفاق الذي يرى الكثيرون أنه لا يعطي الضمانات الكافية لردع نوايا إيران العسكرية النووية". وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الخليج) في مقال لأحد كتابها أن القوى والأحزاب السياسية العراقية انشغلت بسؤال واحد ما زال يحكم كل أدائها، وتفاعلاتها مع الانتخابات البرلمانية التي من المقرر أن تجرى يوم 12 ماي المقبل. وأكدت أنه كان من المفترض أن تهتم الأحزاب والقوى السياسية بالبحث في كيف يمكن أن تخرج هذه الانتخابات عن قواعد اللعبة التقليدية، وبالتحديد عن قواعد (الكتل الطائفية المغلقة)، وسيطرة الدورين الأمريكي والإيراني على مسار العملية الانتخابية ونتائجها، "لكن للأسف غابت المشروعات السياسية الحقيقية عن أولويات الكتل الانتخابية، وقد أدى ذلك إلى مطالبات بتأجيل الانتخابات، وبالذات من الكتل والأحزاب السنية التي تضررت كثيرا من الحرب ضد إرهاب (داعش)، وأدت إلى نزوح مئات الآلاف من مناطق تواجدهم وإقامتهم، كما ظهرت مطالبات ودعوات واسعة لمقاطعة الانتخابات بسبب ما اعتبر فشلا للطبقة السياسية في إدارة أزمات البلاد، وارتفاع معدلات الفقر، والبطالة". واعتبرت أن الوجود الأمريكي يعاني الآن "التأثيرات السلبية "لتوجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، الأمر الذي دفع إلى التساؤل عن مدى تأثير هذا التوجه في الوجود الأمريكي في العراق خاصة، مع تزامن إجراء الانتخابات العراقية مع موعد إعلان ترامب موقفه من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، ما يعني أن واشنطن سوف تكون مضطرة على إبقاء وجودها العسكري، ومن ثم السياسي في العراق لمواجهة ما تعتبره "خطرا إيرانيا " فضلا عن أطماع الرئيس الأمريكي في نفط العراق، ما يعني أن الانتخابات العراقية سوف تبقى محاصرة داخل "قواعد اللعبة التقليدية". وفي قطر، نوهت صحيفة (الراية)، في افتتاحيتها، بكلمة قطر، التي ألقاها أمس الخميس مندوبها لدى منظمات الأممالمتحدة بفيينا خلال أشغال اللجنة التحضيرية لمؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لعام 2020، والتي تم التأكيد من خلالها على أن "تفاقم الأزمات الدولية والإقليمية مع ترسخ الاعتقاد في عدة دول بدور الأسلحة النووية في العقائد العسكرية والأمنية"، أصبح يفرض على نحو أولوي "تبني مبادرات وخطوات من الدبلوماسية الدولية المتعددة الأطراف للتخفيف من حدة هذا التوتر، وإعادة الثقة الى العمل الدولي المشترك"، مع الالتزام الفعلي باتفاقية حظر الأسلحة النووية وأيضا بتدابير الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال تطوير برامج الطاقة النووية السلمية. واعتبرت الصحيفة أن اتفاقية حظر الأسلحة النووية التي أقرتها الأممالمتحدة وتبنتها 122 دولة العام الماضي "ت عتبر خطوة إيجابية" في اتجاه ترجمة المطالب بحظر أسلحة الدمار الشامل ومن بينها الأسلحة النووية، وأن "الآمال معقودة على مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي لعام 2020 من أجل إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية"، لافتة الانتباه الى أنه وعلى الرغم من مرور 50 عاما على توقيع هذه المعاهدة فإن العالم "ما يزال بعيدا عن تحقيق تقدم ملموس في ركائزها الثلاث، وذلك بسبب طبيعتها التمييزية". وعلى صعيد آخر، نشرت صحيفة (الشرق) مقالا تحت عنوان "سبل تصحيح صورة الإسلام وبناء حوار فعال مع الآخر"، سجل كاتبه أن من أساسيات الحوار مع الغرب، الذي يمثل، برأيه، "تحديا كبيرا يواجه كل مسلم في القرن الحادي والعشرين"، أن يتميز بالتكافؤ، في ظل توافر رغبة وإرادة فهم الآخر ومحاولة التعرف عليه واحترامه، لافتا الى أن سيطرة الصناعات الإعلامية والثقافية الغربية وخاصة الأمريكية منها على تدفق الأخبار والمعلومات في العالم، حال دون قدرة الإعلام العربي على الحوار والنقاش والمواجهة، واكتفائه بدلا من ذلك بالتبعية والاستهلاك. واعتبر كاتب المقال أن التخلص من هذا الوضع واكتساب القدرة على المواجهة وتحقيق الندية المطلوبة لحوار فعال "يتطلب استثمارا منظما ومنهجيا في الصناعات الإعلامية والثقافية لتقديم مخرجات إعلامية وثقافية وعلمية تخاطب الآخر بلغته ومنطقه"، مستحضرا في هذا الصدد، من بين أمور عديدة ضرورة على الخصوص؛ "استخدام وسائل الإعلام الجديدة واستغلال التكنولوجيات الجديدة" و"تفعيل دور الدبلوماسية العربية في محاورة الآخر وبناء الجسور" و" تفعيل الحوار مع المجتمع المدني في الدول الغربية"، وكذا "تفعيل الحضور الثقافي العربي الإسلامي في الغرب". وفي الأردن، واصلت صحيفة (الرأي) الحديث عن "يوم الأسير" الفلسطيني، مشيرة إلى أنه مع آواخر مارس المنصرم، بلغ عدد الأسرى في السجون الإسرائيلية 6500 أسيرا يواجهون مختلف أنواع التعذيب والمعاناة والإهمال، منهم 63 أسيرة، (بينهن 21 أم و11 قاصرات)، إضافة إلى 350 طفلا، و500 معتقل إداري يواصلون احتجاجاتهم على طريقة اعتقالهم ومصادرة حريتهم المحرمة دوليا والتي تفتقد لأي لائحة اتهام. وأضافت أن قضية الأسرى، كقضية مركزية ومحورية، تتطلب مشاركة واسعة وفاعلة من خلال البرنامج الوطني الخاص بفعاليات "يوم الأسير"، مشيرة إلى أنه يتوجب على كافة أطراف الحركة الوطنية الفلسطينية، رغم كل الظروف والمنعطفات الآنية بالغة الدقة، القيام ببلورة تصور واستراتيجية واضحة في مقاربة ومتابعة قضية الأسرى؛ بالاستمرار في النضال والكفاح ضد الاحتلال، والمزاوجة بين العمل السياسي والمقاوم. وفي الشأن المحلي، اهتمت (الدستور) بنتائج استطلاع الرأي الذي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية، بخصوص تقييم عمل الحكومة بعد مرور عام ونصف على تشكيلها، مشيرة إلى أن نتائج الاستطلاع أظهرت أن 68 في المائة من المستجوبين يرون أن الأمور تسير في الاتجاه الخاطئ، بينما يرى 74 في المائة من المستجوبين أن الأوضاع الاقتصادية أسوأ مما كانت عليه سابقا، حيث أظهرت النتائج أن أهم المشكلات التي تواجه الأردن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بنسبة 33 في المائة تلتها مشكلة البطالة بنسبة 21 في المائة. ووفقا للتوقعات المستقبلية، تضيف الصحيفة، أفادت النتائج أن 26 في المائة من المستجوبين يرون أن وضعهم الاقتصادي سيكون أفضل بينما ارتفعت نسبة من يقولون أنه سيكون أسوأ مما هو عليه الآن لتصبح 50 في المائة، كما أن ما نسبته 75 في المائة من المستجوبين من قادة الرأي العام و79 في المائة من العينة الوطنية، يرون أن الحكومة نجحت في مواجهة الإرهاب عسكريا وأمنيا وإيديولوجيا. وفي البحرين، كتبت صحيفة (أخبار الخليج)، في مقال رأي، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقر في ختام زيارته، التي استغرقت ثلاثة أيام للولايات المتحدةالأمريكية، بفشله في إقناع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بالتشبث بالاتفاق النووي مع إيران. وأوضحت أن عدم قدرة الرئيس الفرنسي ماكرون على إحداث تغيير جوهري في الموقف الأمريكي تجاه الاتفاق النووي "يعني باختصار فشلا أوروبيا في نفس المهمة"، حيث كانت زيارة ماكرون لواشنطن لا تهدف إلى تمثيل الموقف الفرنسي فحسب، بل الموقف الأوروبي بأكمله. وأضافت أنه في الوقت نفسه يعيش النظام الإيراني "حالة من الهستيريا السياسية منذ أشهر"، وتزداد وتيرة هذه الحالة مع قرب دخول شهر ماي، حيث في منتصفه الموعد المضروب لإعلان ترامب موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق النووي مع إيران، موضحة أن "تصريحات الإيرانيين لاتتوقف عبر وسائل الإعلام مابين تهديد ووعيد تجاه واشنطن" في حالة انسحابها من الاتفاق النووي. من جهتها، أبرزت صحيفة (البلاد) أن نجاح تحالف دعم الشرعية في اليمن باختراق قيادات ميليشيات الحوثي، والوصول للمطلوب الثاني، صالح الصماد،" ألقى بظلاله المرعب على تحرك بقية قيادات الميليشيات التي بدأت تشعر بالخطر والإرتباك، واختفت بشكل شبه كامل عن المشهد الميداني منذ الإعلان عن مقتل الصماد بغارات جوية في مدينة الحديدة غرب اليمن". وأوضحت الصحيفة أن جميع قيادات الميليشيات الحوثية غابت أمس الأربعاء عن حضور المسيرة التي ظلت تحشد لها منذ أسابيع وأطلقت عليها "مسيرة البنادق"، بمدينة الحديدة، في مؤشر اعتبره مراقبون، دلالة واضحة على أن الرعب يسيطر على هذه القيادات وباتت تشعر بالخطر، مع تضييق الخناق عليها ميدانيا، واختراق تحصيناتها الأمنية استخباراتيا. وفي لبنان، توقفت صحيفة (اللواء) عند البيان الصادر عن الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في بروكسل بخصوص مسألة النازحين السوريين، والذي تضمن عبارات اعتبر الرئيس ميشال عون بأنها تتناقض مع السيادة اللبنانية وقوانينها، مثل "العودة الطوعية" و"العودة المؤقتة" و"إرادة البقاء" والانخراط في سوق العمل وغيرها. وأضافت أن وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل، بعد أن سبق له الإعلان عن رفضه لمضمون هذا البيان، دعا، خلال مجلس الوزراء، الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس مجلس النواب، نبيه بري لاتخاذ موقفين مماثلين، مشيرة إلى أن الوزير سيجعل من هذا الموضوع أولوية الأولويات بعد الانتخابات النيابية، "لأن تمرير مصطلحات جديدة في هذه الملف يثير قلق لبنان ومخاوفه من أمر خطير يتم تحضيره وإخفائه". وفي نفس السياق، أشارت (الأخبار) إلى أن الرئيس عون اعتبر أن ما ورد في هذا البيان يتعارض مع الدستور اللبناني و"يعرض الوطن للخطر، لأنه توطين مقنع للنازحين السوريين في لبنان"، وأعلن رفضه للبيان، "خصوصا ما ورد فيه حول العودة الطوعية والعودة المؤقتة وإرادة البقاء والانخراط في سوق العمل، وغيرها من عبارات تتناقض وسيادة الدولة اللبنانية وقوانينها ". وذكر رئيس الجمهورية، تضيف اليومية، بأن "الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح السوري في لبنان هو في العودة الآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى المناطق الممكنة داخل سورية، مع احترام مبدأ عدم الإعادة القسرية، خاصة وأن العديد من المناطق السورية بات يسودها الأمن".