بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهها إلى الحكومة في العرض السياسي الذي قدمه أمام دورة المجلس الوطني لحزب الاستقلال، استغلّ نزار بركة، الأمين العام لحزب "الميزان"، الندوة الصحافية، التي عقدها لاحقا، لمهاجمة الحكومة، وذهب إلى وصف أسلوب تعاطيها مع مطالب المغاربة ب"ردّ رجال المطافئ". وقال بركة إن الحكومة لا تتوفر على سياسة استباقية ولا على استراتيجية هيكلية للاستجابة لمطالب المواطنين، مضيفا أن "الحكومة الحالية كانت لديها فرصة ذهبية لإجراء إصلاحات عميقة، لأنّ ولايتها خالية من أي استحقاقات انتخابية، وبالتالي فهي تتوفر على الزمن الكافي للعمل، ولكنها لم تستغل هذه الفرصة الذهبية". وأعلن حزب الاستقلال، اليوم السبت، في دورة أبريل لمجلسه الوطني، عن تموقعه في المعارضة، بعدما اختار أن يقدم "المساندة النقدية" للحكومة خلال السنة ونصف الماضية. وقال البركة إن هذا القرار جاء بعد تقييم موضوعي لأداء الحكومة، انتهى إلى حتمية التموقع في المعارضة. وجوابا عن سؤال عما إن كان هذا القرار راجعا إلى رفض حزب العدالة والتنمية التخلي عن حزب التقدم والاشتراكية، وضم حزب الاستقلال إلى الحكومة، قال بركة: "نحن لم نتموقع في المعارضة لأننا لم ننضم إلى الحكومة، بل لأن الفريق الحكومي لم يأخذ بعين الاعتبار المساندة النقدية التي قدمناها له طيلة سنة ونصف". سحْب المساندة النقدية من الحكومة والتموقع في المعارضة، يكشف عن رغبة حزب الاستقلال في التحضير، منذ الآن، للعودة إلى الأغلبية الحكومية، بعد الانتخابات التشريعية لسنة 2021، إذ لم يُخف بركة أن حزبه يسعى إلى تحقيق هذا الهدف، إذ قال: "تموقُعنا في المعارضة، اليوم، هو من أجل أن نكون في الأغلبية مستقبلا". واستطرد زعيم الاستقلاليين قائلا إنّ حزبه، الذي ركَّز كثيرا في عرضه السياسي أمام مؤتمري المجلس الوطني عَلى الجانب الاقتصادي، "يملك تصوُّرا واضحا للنموذج التنموي الجديد، الذي سيحل العديد من الإشكاليات المجتمعية"، مشيرا إلى أن الحزب سيُقدِّم الخطوط العريضة لهذا التصور بعد شهر رمضان القادم. وبخصوص أحزاب المعارضة، التي سينسّق معها الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بعد تموقعه في المعارضة، قال بركة إن "التنسيق سيكون مع جميع أحزاب المعارضة، ومنها حزب الأصالة والمعاصرة، وفدرالية اليسار"، مضيفا "سننسق مع الحكومة، أيضا، في كل القضايا التي تخدم مصلحة المواطنين".