عدد الأمين العام لحزب الاستقلال نزار، الأسباب التي دفعت بقيادة الأحزاب إلى إعلان اصطفافها في المعارضة، مشيرا أن القرار جاء بعد تقييم موضوعي لحصيلة عمل حكومة سعد الدين العثماني. وأوضح بركة الذي كان يتحدث في ندوة صحافية بالرباط، بعد انتهاء أشغال المجلس الوطني لحزب الاستقلال اليوم السبت، أن السبب الذي جعل الحزب يتأخر في إعلام موقفه السياسي من الحكومة هو محاولة إجراء تقييم موضوعي لحصيلة الحكومة. وأبرز أن التقييم الذي أجراه الحزب بشأن حصيلة الحكومة، أبان أن هناك خلل في تعامل الحكومة مع القضايا الاجتماعية، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار، مشيرا أن ذلك يعود إلى عدم تفعيل الآليات التي تساهم في ضبط قوانين السوق، من قبيل عدم إخراج مجلس المنافسة لحيز الوجود. كما سجل بركة أن حزبه لاحظ وجود هدر للإصلاحات والزمن السياسي، مشيرا أن الحكومة تتوفر على فرصة ذهبية للاصلاح، غير أن بعد مرور أزيد من سنة على تعيينها إلا أن المغاربة مازالوا ينتظرون النتائج، وخاصة في مجال التعليم والقضاء والجهوية المتقدمة وتفعيل الأمازيغية. وانتقد الأمين العام لحزب الاستقلال طريقة تعامل الحكومة مع مجال الاستثمار، مشيرا أن هذا الملف لم يعرف أي اصلاحات عميقة من شأنها أن ترفع معدل النمو، وهو ما يزيد من تزايد معدل البطالة، معتبرا أن هذا الأمر يخلق الإحباط داخل المجتمع وهو شيء خطير، بحسب تعبيره. واعتبر أن الحكومة تتعامل مع الاحتجاجات التي يعرفها المغرب بمنطق رجال المطافئ، وهو ما يجعل المجتمع يفقد الثقة في المؤسسات الرسمية، متسائلا أين الحكومة من أجل تدارك الأمر، مشيرا إلى نظام "الرميد" مثلا لم يحل مشكل الولوج الى الخدمات الصحية بالرغم من انخراط أزيد من 10 ملايين مغربي به. وأكد أن الحكومة لم تستجب لطلب الاستقلاليين من أجل وضع تصور للخروج من أجل الأزمة، وهو ما جعل الحزب يقرر التموقع في المعارضة، معتبرا أن الحزب سيعمل من خلال موقعه الجديد على التحضير من أجل أن يكون في الأغلبية الحكومية المقبلة، مؤكدا أن حزب الاستقلال له منظور بخصوص النموذج التنموي الجديد، وسيعلن عنه الحزب في المستقبل. وبشأن التحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة من أجل مواجهة اختيارات الحكومة الاقتصادية والسياسية، أكد بركة أن التحالف بين الأحزاب يكون إما حول البرامج السياسية أو البرنامج الحكومي عندما يكونوا في الحكومة، مشددا على أنه لا يمكن أن نتحدث عن تحالف بين الاستقلال والبام. وأوضح أن الحزب سيعمل في مقابل ذلك على التنسيق خلال الفترة المقبلة مع أحزاب المعارضة بما فيها حزب البام، غير أنه أكد في الآن ذاته على أن التنسيق يمكن أن يكون أيضا مع أحزاب الأغلبية في الحكومة بخصوص المسائل الوطنية، مشددا على أن الأهم بالنسبة لحزب الاستقلال هو أن يمتلك تصورا واضحا حول وضعه السياسي.