يسعى المغرب إلى فرض ضرائب على أنشطة موقع إيربنب الخاص باستئجار المنازل وموقع بوكينغ لحجز الفنادق ابتداءً من السنة المقبلة، بهدف حماية الصناعة السياحية. وحسب ما أفاد به مهدي الطالب، مدير مديرية التقنين والتطوير والجودة بوزارة السياحة لوكالة بلومبيرج الدولية، فإن الإيجارات المعروضة على بوابة إيربنب ستخضع للضريبة ابتداءً من سنة 2019. وأضاف المسؤول في وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية أن هذا الأمر سيؤدي إلى سد الفراغ القانوني الذي يضر بأكثر 3800 فندق ومئات وكالات الأسفار العاملة في المغرب. وحسب الوكالة المتخصصة في الأخبار الاقتصادية فإن مسؤولي الضرائب في المملكة المغربية سيستعينون بمفتشي الفنادق السريين ومخبري وزارة الداخلية لضمان تنفيذ هذا الأمر. وأضاف المصدر أن السلطات المغربية ستتجه إلى دعم منصات السفر المحلية عبر الإنترنيت من أجل تقديم عروض جذابة لمواجهة كبار المواقع المتخصصة في هذا الصدد من قبيل موقع بوكينغ. وأشار المسؤول في وزارة السياحة، في حديث لوكالة بلومبيرج، إلى أن هذه التغييرات المرتقبة جزء من جهود المملكة من أجل مواجهة واقع جديد يؤثر على الرؤية الإستراتيجية للتنمية السياحية في البلد، ولفت إلى أن 60 في المائة من السياح القادمين إلى المغرب، والبالغ عددهم أكثر من 10 ملايين، يخططون عطلهم بأنفسهم، ما يعني أنهم يتجنبوا المسار التقليدي عبر المرور لوكالات الأسفار التقليدية. وقد لجأ حوالي 20 ألف شخص إلى موقع إيربنب لاستجار منازل في المغرب. ويعد المغرب الدولة الثانية في القارة الإفريقية بعد جنوب إفريقيا في توسع أنشطة هذا الموقع. هذا الأمر يضع قطاع السياحة أمام تحديات، خصوصاً أن إيرادات السياحة تصل إلى 7 مليارات عام 2017، كما أن القطاع يدر نصيباً أكثر من العملة الصعبة ويمثل حوالي 10 في المائة من الاقتصاد الوطني. وحين سيطبق المغرب هذا التضريب سينضم إلى عدد من الدول التي سلكت النهج نفسه لتنظيم سوق الإيجار السياحي قصير المدى، وتجنب ضياع عائدات مهمة من الضرائب، لتجنب الإضرار بالقطاع السياحي التقليدي. وسبق أن أكد مصدر من وزارة السياحة، لجريدة هسبريس، عقد لقاءات مع مسؤولي الموقع الأميركي "إيربنب" في أفق إخضاعه لمسطرة التضريب بهدف إحقاق المساواة بين القطاعين المهيكل وغير المهيكل. وأسس موقع "إيربنب" Airbnb سنة 2008، وهو فضاء يتيح تأجير مساكن عبر العالم، في حوالي 65 ألف مدينة عبر 191 دولة، ويوفر خدمة التواصل للسياح مع السكان المحليين. وتقوم فكرة الموقع على قيام الشخص المضيف بإنشاء صفحة تعريفية خاصة بالمكان الذي يؤجره، سواء غرف أو منزل، كما يكون بإمكان المضيف التواصل مع النزلاء عبر نظام مراسلة خاص للحديث في التفاصيل. ويرى مهنيو قطاع السياحة في المغرب أن هذا يدخل ضمن ما يسمى le commerce collaborative، إذ تتم المعاملة بين الناس لتأجير الغرف أو المنازل دون المرور عبر وكالات الأسفار، ويعتبرونه ضمن القطاع غير المهيكل. أما موقع بوكنيغ فهو متخصص في الحجوزات عبر الإنترنيت، ويوفر خدماته في الفنادق ومنازل الإيواء وأيضاً المنازل الخاصة للسكان، وهو الآخر من المواقع المعروفة عالمياً في مجال الحجز السياحي، ويقدم تخفيضات من حين إلى آخر.