كشف الموقع الأمريكي "إير بي إن بي"، الذي يتيح تأجير أماكن للسكن، أن المغرب يحتل المرتبة الثانية على المستوى الإفريقي من حيث البلدان التي يختارها مستخدموه، بعد دولة جنوب إفريقيا التي احتلت المرتبة الأولى. وأضاف الموقع، الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة في مجال تأجير المساكن الخاصة، أن نشاطه در 61 مليون دولار على الخواص المغاربة هذه السنة، ويوفر إلى حد الساعة حوالي 21 ألف سكن خاص بالتأجير في مختلف مدن البلاد. وحسب تقرير نشره الموقع ذاته فإن خدمات التأجير الخاصة به بدأت في المغرب سنة 2010، إذ بدأ عدد من المغاربة في اقتراح سكن للتأجير لفائدة السياح، سواء الأجانب أو المغاربة. وشهد إقبال الزائرين على هذه الخدمة ارتفاعاً بنسبة 68 في المائة خلال فاتح يناير وفاتح شتنبر مقارنة مع السنة الماضية. وما بين شتنبر 2016 وشتنبر 2017 استقبلت المملكة عبر هذا الموقع حوالي 297 ألف "ضيف"، أي ما يعادل نصف ما تستقبله دولة جنوب إفريقيا، التي تحتل المرتبة الأولى قارياً باستقبال حوالي 651 ألف زائر في السنة. وتشير الأرقام إلى أن أرباح مسكن واحد معد للكراء عبر الموقع في المغرب تصل إلى 1300 دولار أمريكي، أي ما يعادل تقريباً 12 ألف درهم سنوياً. وفي المجموع بلغت عائدات الأسر المغربية من هذا النشاط قرابة 22 مليون دولار في سنة واحدة. كما يتجلى من خلال هذه الأرقام والإحصائيات السنوية التي أعلنها الموقع من عاصمة جنوب إفريقيا في الأيام الماضية أن زوار المغرب عبر هذا الموقع أنفقوا 39 مليون دولار، ليبلغ مجموع ما ضخوه في الاقتصاد الوطني حوالي 61 مليون دولار. يشار إلى أن موقع "إير بي إن بي" جرى تأسيسه سنة 2008، وهو فضاء يتيح تأجير مساكن عبر العالم، في حوالي 65 ألف مدينة عبر 191 دولة، ويوفر خدمة التواصل للسياح مع السكان المحليين. وقد استعمل الموقع للحصول على مسكن حوالي 1.2 مليون شخص في إفريقيا خلال السنة الماضية. وتقوم فكرة الموقع على قيام المضيف بإنشاء صفحة تعريفية خاصة به وبالمكان الذي يؤجره، تضم توصيات من أشخاص آخرين وتقييمات من نزلاء المكان، كما يكون بإمكان المضيف التواصل مع النزلاء عبر نظام مراسلة خاص للحديث في التفاصيل. ويوفر السكان المحليون خدمات كراء الشقق الفردية أو المشتركة، أو استئجار منزل بأكمله، والاختيار الأخير هو الذي يشكل أكبر منتوج يقبل عليه زوار الموقع، بنسبة 64 في المائة، حسب أرقام الموقع الأمريكي. الأوروبيون احتلوا المرتبة الأولى في الإقبال على هذه الخدمة في إفريقيا، إذ يشكلون نسبة 46 في المائة، و31 في المائة من إفريقيا والشرق الأوسط، و15 في المائة من أمريكا الشمالية، و4 في المائة من آسيا. تطور نشاط موقع airbnb أصبح يثير قلق وكالات الأسفار المغربية، إذ بات جار به العمل في مختلف دول العالم، ويدخل ضمن ما يسمى le commerce collaborative، إذ تتم المعاملة بين الناس لتأجير الغرف أو المنازل دون المرور عبر وكالات الأسفار، وهو يعتبر ضمن القطاع غير المهيكل. فوزي الزمراني، رئيس الفدرالية الوطنية لوكالة الأسفار، قال في تصريح لهسبريس إن خدمات الموقع في الخارج تطبق عليها الضريبة الجماعة وضريبة إنعاش السياحة، لكن دون الضرائب على الأرباح، خصوصاً أن المعاملات المالية تتم مباشرة في الحسابات البنكية للمضيف. وأضاف الزمراني أن أرباب المنشآت الفندقية مثل الرياضات أصبحوا يعرضون خدماتها عبر الموقع نظراً لانخفاض التكلفة، عكس ما تفرضه مثلاً وكالة بوكينغ، وبالتالي لا يتم التصريح بهذه المنشآت المستقبلة للسياح ولا تخضع بالضرورة للضرائب، ما يعني أنها تفقد الدولة إيرادات مهمة. وأوضح المتحدث أن انتعاش هذا النشاط ستكون له عواقب مستقبلاً على الاقتصاد، وزاد: "إذا انتشرت خدمات الموقع ستصبح الفنادق خاوية على عروشها من السياح، ويتم التوجه نحو هذا القطاع غير المهيكل، رغم أن القانون المغربي الذي ينظم قطاع الفنادق ينص على أن الاستضافة لدى السكان يجب أن تكون خاضعة للتصريح بالنسبة للضيوف والأرباح".