تناولت الصحف الصادرة اليوم الأربعاء ببلدان أوروبا الغربية خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الثلاثاء أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ، بالإضافة إلى عدد من المواضيع الوطنية والدولية المتفرقة. ففي فرنسا كتبت صحيفة(ليبراسيون) ان الرئيس ايمانويل ماكرون، استهدف الاحزاب السلطوية المحافظة بالبرلمان الاروبي، آملا في تقسيم المجموعة ذات الاغلبية من اجل فرض تحالفه سنة 2019 . واضافت الصحيفة ان ماكرون اطلق الثلاثاء بستراسبورغ حملته في افق الانتخابات الاروبية لماي 2019 ، برده على اسئلة النواب الاروبيين ،مشيرة الى انه ليس من قبيل الصدفة ان يختار الرئيس هذا التاريخ من اجل الاستجالة لدعوة انطونيو تاجاني رئيس البرلمان الاروبي. وقالت الصحيفة ان ماكرون اعلن انه لم يتخلى عن أي من مشاريعه الاصلاحية للاتحاد الاروبي التي تم الاعلان عنها في شتنبر الماضي بالسوربون حتى ولو تعثرت، معتبرة انه قام بها هذه الزيارة من اجل التموقع ضمن جهوية المشهد السياسي الاروبي المقبل ذلك ان الجمهورية الى الامام، لا حضور لها على المستوى الاروبي، اذ لا تتوفر على منتخبين بالنظر الى عدم الانتماء الى أي من العائلات السياسية. من جهتها كتبت صحيفة (لوفيغارو) ان الرئيس ماكرون يرغب في ضم النواب الاروبيين الى حواره الصعب مع المانيا. وقالت الصحيفة ان خطاب ماكرون امام البرلمان الاروبي، استهدف على الخصوص العمل على زعزعة الجمود الالماني الى غاية الصيف المقبل، ثم العمل على تغيير الوضع في الانتخابات الاروبية لماي 2019 . وخصصت الصحف البلجيكية عناوينها لتصريحات تفيد احتمال قيام ثلاث شركات بلجيكية بتصدير مواد كيماوية إلى سوريا، ولخطاب الرئيس الفرنسي أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورغ. وأكدت (لوسوار) تحت عنوان " تصدير منتوجات كيماوية بلجيكية إلى سوريا " أن ثلاث شركات بلجيكية باعت مكونا من غاز السارين لمقاولات سورية على الرغم من منع هذا النوع من الصفقات منذ 2014. من جانبها، علقت (لاليبر بلجيك) على خطاب إيمانويل ماركون أمام البرلمان الأوروبي، حيث اعتبرت أنه " ليس من الضروري أن نتفق مع جميع الخلاصات التي جاء بها، والحلول التي يقترحها، ولا أن نكون مؤيدين لسياسته لنرى أن رؤية ماكرون سديدة بخصوص مخاطر الجمود وغياب النتائج الملموسة على المشروع الأوروبي، وأيضا على الديمقراطية في القارة العجوز في وجه الانحرافات السلطوية واللا ليبرالية. أما جريدة (ليكو)، فأكدت في عمود تحت عنوان " ماكرون يوقظ أوروبا " أنه " في أول زيارة رسمية له للبرلمان الأوروبي، جاء الرئيس الفرنسي للتحضير لانتخابات 2019، ووضع أسس حزب سياسي أوروبي جديد، وضمان على ألا يتحول هذا الاقتراع، في فرنسا، إلى محاسبة حصيلته الوطنية المثيرة للجدل ". وفي ألمانيا، ترى صحيفة "فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ" أنه "من الضروري الدفاع عن الديمقراطية الأوروبية ضد أولئك الذين يرفضونها ويرون في القومية خلاصا من كل شرور هذا العالم، معتبرة أن الديمقراطية الأوروبية لها عيوبها ونقاط ضعفها، لكن سيكون من الحماقة التغاضي وتقبل تراجعها. من جانبها، كتبت صحيفة "دي فيلت" أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون حدد المشكلة المركزية هنا والآن في جملة واحدة "إن الإجابة ليست الديمقراطية السلطوية ، بل هي سلطة الديمقراطية ". وبالنسبة لصحيفة "نوبه اسنابروكر تسايتونغ" فإن الاتحاد الأوروبي يدعم السلام في الدول التي خاضت الحروب لأجيال، مبرزة "أن أوروبا تؤيد حرية الفرد والرأي ، وليس حرية تقييد حقوق المواطنين ، كما يفعل السياسيون المتسلطون مثل فيكتور أوربان في هنغاريا. لذا يجب على برلين ألا تترك باريس تحت المطر بسبب رغبتها في تطوير المجتمع". من جانبها، أعربت يومية "راينشه بوست" أن ماكرون يستحق استجابة مدروسة من قبل ميركل، وأنه ليس من الضروري تتبع خطاه من جميع النواحي ، ولكن أفكاره بشأن إصلاح الاتحاد الأوروبي تستحق الدراسة ، بما في ذلك صندوق النقد الأوروبي الذي يعمل على استقرار دول منطقة اليورو. إنه غني عن القول، بحسب الصحيفة، أن هذا الصندوق يجب أن يعتمد مبدأ المساءلة الديمقراطية، مؤكدة أنه "يجب ألا تفشل أوروبا بسبب أوجه القصور والمتطلبات المستمرة لان هذا "سيكون مثيرا للشفقة". وفي إسبانيا، توقفت الصحف عند قضية رئيسة جهة مدريد، كريستينا تشيفوينتيز، التي أعلنت أمس الثلاثاء تخليها عن شهادة الماستر التي يشتبه في أنها حصلت عليها عن طريق الاحتيال في وقت تزايدت فيه الضغوط عليها من أجل تقديم استقالتها. فتحت عنوان " قيادة الحزب الشعبي تحذر من التكلفة السياسية لقضية تشيفونيتيز " كتبت (لاراثون) أن القيادة الوطنية للحزب الشعبي تشن حملة داخلية تروم التخفيف من الانشغالات بخصوص التداعيات الممكنة لهذه القضية على الحزب. من جانبه، توقفت (إل موندو) عند الرسالة الموجهة لتشيفوينتيز لجامعة الملك خوان كارلوس للتعبير عن قرارها التخلي عن دبلوم الماستر، واصفة هذا القرار بالشعور بالندم. وركزت (إل باييس) على قرار تشيفوينتيز بعدم الاستقالة، على الرغم تخليها عن شهادتها. وفي إيطاليا، ركزت تعاليق الصحف على تكليف الرئيس الإيطالي لرئيسة مجلس الشيوخ بتشكيل حكومة جديدة، و كذا تطورات الأوضاع في سوريا. في مقال بعنوان "حكومة.. كازيللاتي تبدأ مهمة تحقيق التوافق الصعب" ، كتبت صحيفة (لاريبوبليكا) أنه من المنتظر أن يعقد رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريللا اليوم الأربعاء اجتماعا مع رئيسة مجلس الشيوخ ماريا كازيللاتي من أجل تكليفها ببحث فرص تشكيل حكومة جديدة عبر إجراء محادثات مع قيادي الأحزاب. و اعتبرت اليومية أن المهمة التي ستناط برئيسة مجلس الشيوخ في "غاية التعقيد" وتأتي عقب فشل جولتين من المشاورات بالقصر الرئاسي، و بعد مرور شهر ونصف على الانتخابات التشريعية، مضيفة أنها ستركز على بحث فرص التوفيق بين الأحزاب، خاصة تحالف اليمين واليمين المتطرف وحركة خمس نجوم من أجل تشكيل ائتلاف حكومي بينهما. وذكرت بأنه في تاريخ الجمهورية الإيطالية هذه هي المرة الثانية ، التي تكلف فيها امرأة باستكشاف سبل تشكيل حكومة جديدة ، بعد نيلدي جوتي في عام 1987. وحسب صحيفة (لاستامبا ) فإن رئيسة مجلس الشيوخ ستشرع على الفور وبمجرد تكليفها رسميا بالمهمة التي أنيطت بها ، إذ ستقوم أولا بإعداد جدول أعمال المحادثات التي ستجريها مع جميع القوى السياسية ، على غرار المشاورات الرسمية التي جرت خلال الأسبوعين الماضيين ، معتبرة انه قد يكون من الضروري إجراء جولات أخرى من المحادثات لتعلن الوسيطة في نهاية المطاف عن نتيجة لقاءاتها مع قيادي الأحزاب. وأشارت اليومية إلى أن الحزب الديمقراطي منقسم حول المشاركة في الحكومة المقبلة بين مؤيدين للتحالف مع رئيس حركة خمس نجوم لويجي دي مايو و بين من يصرون على التموقع في المعارضة عوض المساعد على الخروج من المأزق السياسي. على صعيد آخر أكدت صحيفة (كوريري ديلا سير) أن إيطاليا تشدد على ضرورة إيجاد حل متفاوض بشأنه للأزمة السورية لمنع وقوع مجازر جديدة محتملة. ونقلت عن رئيس الوزراء الإيطالي في حكومة تصريف الأعمال، باولو جينتيلوني، قوله أمس الثلاثاء في إحاطة بالبرلمان، أن الأزمة السورية يمكن حلها عبر "الحوار بمشاركة روسيا كطرف استراتيجي وليست كخصم" لوقف المأساة الإنسانية" بهذا البلد ، مضيفا أن السنوات الماضية أبانت عن "عدم واقعية استخدام القوة لإزاحة الأسد" ، و أظهرت بأن المفاوضات تبقى شرطا لا محيد عنه.