ركزت الصحف الصادرة اليوم الاثنين في بلدان أوروبا الغربية على تحديات ما بعد البريكزيت بالنسبة لميزانية الاتحاد الأوروبي وعلى المفاوضات المرتقبة هذا لأسبوع لتشكيل الحكومة في ايطاليا والعلاقات عبر الأطلسية مع الولاياتالمتحدة في أعقاب زياراتي الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة الالمانية ميركل لواشنطن والتحدي الذي تمثله اللغات الجهوية بإسبانيا. فبخصوص تحديات ما بعد البريكزيت، ركزت الصحف البلجيكية على الانعكاسات المحتملة للبريكزت على ميزانية الاتحاد الأوروبي بالنسبة للمرحلة ما بين 2021 – 2027. وتحت عنوان " يجب منح أوروبا الوسائل من أجل التحرك " كتبت (لاليبر بلجيك) في عمود لها أن المفوضية الأوروبية ستقدم بعد غد الأربعاء مقترحها حول الإطار المالي متعدد السنوات للفترة ما بين 2021 – 2027 والذي " تريده أكثر طموحا من سابقه " من أجل سد الثغرات التي سيحدثها انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي تقدر بحوالي عشر مليار أورو. من جانبها، أكدت (لوسوار) أنه مع انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يفقد هذا الأخير أحد أكبر المساهمين فيه. وأضافت أن " المفوضية بدأت عملها بتقليص في الميزانية تراوح ما بين 6 و7 في المائة أي 94 مليار أورو من بين ألف و392 مليار التي يمكن توقعها بالنسبة للإطار المالي متعدد السنوات. وفي إيطاليا، اهتمت الصحف بالمفاوضات المرتقبة هذا لأسبوع بين حركة خمس نجوم والحزب الديمقراطي لتشكيل الحكومة. و نقلت صحيفة (لاريبوبليكا) عن الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي ماثيو رينزي قوله إنه لا يمكن تجاهل نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في الرابع من مارس، وبالتالي "الذين خسروا في هذه الاستحقاقات لا يمكنهم المشاركة في الحكومة الجديدة" والمسؤولية تقع على عاتق الفائزين. وأضافت أن رينزي أكد أن الأحزاب التي فازت هي التي مطالبة بالخروج من مأزق تشكيل حكومة جديدة و أشارت اليومية إلى أن الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي أعرب عن استعداده لعقد لقاء مع زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو في الأيام القليلة الماضية ، لكنه في نفس الوقت "لن يمنح ثقته للحكومة المقبلة". وبالنسبة لصحيفة (لاستامبا) فإن الحزب الديمقراطي لا يستطيع التخلص من رينزي و"غروره الذي لا حدود له"، ما يعني أن باقي قيادي الحزب عاجزين عن اتخاذ أي قرار بشأن تشكيل ائتلاف حكومي دون موافقته . واعتبرت ان رينزي بتصريحاته هذه يغلق الباب أمام أي اتفاق محتمل بين خمس نجوم والحزب الديمقراطي ، فهو يصر على ان تبدأ الحركة و رابطة الشمال مشاوراتهما من جديد و أن يقوما بتنزيل وعودهما "المثيرة للمدهشة" على أرض الواقع. واعتبرت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) أن تصرحات رينزي تؤكد أنه لا فائدة ترجى من "انتظار اجتماع رئاسة الحزب الديمقراطي المرتقب عقده يوم 3 ماي المقبل لمعرفة القرار النهائي للحزب فأي تحالف محتمل مع خمس نجوم هو جد مستبعد. واهتمت الصحف الالمانية بالعلاقات عبر الأطلسي مع الرئيس الأمريكي ترامب في أعقاب زيارتي الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشارة ميركل لواشنطن، وبمطالبة وزيرة الدفاع الالمانية فون دير ليين بزيادة النفقات المخصصة للجيش الألماني. وكتبت صحيفة (دي فيلت) أنه "في أوروبا ،في العقود القليلة الماضية، تعودنا على تحمل الأمريكيين للجزء الأكبر من حمايتنا في التحالف الغربي"، في حين تم تحقيق فوائض تجارية كبيرة مع الولاياتالمتحدة، مضيفة أنه "منذ فترة طويلة حذر خبراء السياسة الخارجية من أن هذا لا يمكن أن يكون اتفاقا مستداما. والآن ينظر ترامب إلى الوضع ويتساءل عن حق إذا لم تكن هذه صفقة سيئة للولايات المتحدة". من جانبها قالت صحيفة "كولنر شطات انتسياغر" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يرى الحياة على أنها معركة كبيرة، ويعتقد أن الولاياتالمتحدة عوملت بشكل غير عادل ، والآن يريد استعادة شعار"أمريكا أولا "، وهو ما يعتقد أن بلاده تستحقه. و لذلك، تضيف اليومية، فانه على الرغم من تدخلات باريس وبرلين ، فمن الضروري الاستعداد لانهاء الاعفاءات من التعريفات الجمركية الامريكية على الصلب والألمنيوم. من جانبها ترى صحيفة "هانوفر الغماينه تسايتونغ" أن "ماكرون وميركل لا يختلفان فقط في أسلوب ونطاق أدائهما، مشيرة الى أن أول مخاطب لامريكا في أوروبا هي فرنسا، فيما ميركل تعد الخيار الثاني، مما يعتبر في رأي اليومية بمثابة تراجع لالمانيا، لكنها لا ترى ذلك أمرا سيئا بل "إنه يقوي صوت أوروبا في العالم ". وبخصوص ميزانية الجيش الالماني، أكدت صحيفة "اوسنابروكر تسايتونغ" أنه "بدون حقنة مالية قوية ، لا يمكن جعل الجيش الألماني يحتل مكانة متقدمة"، مضيفة أن أي أحد يشكك في ذلك ما عليه الى الاطلاع على تقرير المفوض ، الذي يشخص بدقة وضعه الحالي. واعتبرت الصحيفة أن وزيرة الدفاع الالمانية فون دير ليين تحتاج إلى المزيد من المال وكذا لاستراتيجية لمواجهة المشاكل الهيكلية. وفي إسبانيا ركزت الصحف على التحدي الذي تمثله اللغات الجهوية بإسبانيا وكذا على المشهد السياسي الجديد بجهة مدريد بعد استقالة رئيسة الجهة كريستينا سيفوينتيس . وكتبت صحيفة ( البايس ) أن " المعركة السياسية للغة تمتد لجهات ومناطق أخرى خارج جهة كتالونيا مشيرة إلى أن منطقتي فلانسيا نافارا وجزر البليار تعرف اعتماد سياسة لسانية جهوية تقتفي أثر النموذج الاستقلالي بكتالونيا . وأكدت الصحيفة أن قضية اللغة ستتموقع كأحد الرهانات الكبرى خلال الانتخابات الجهوية المقررة في عام 2019 . من جهتها قالت صحيفة ( إلموندو ) إن بعض الزعماء التاريخيين للنقابات بجهة كتالونيا قد حذروا من استغلال دعاة الاستقلال بالمنطقة للمسيرات والمظاهرات التي تحتفي بعيد الشغل لفاتح ماي . وأشارت الصحيفة إلى أن بعض القادة في النقابات المركزية يخشون من الانجراف في بعض نقابات الأغلبية التي اخترقها دعاة الانفصال والتي تحاول التأثير على التعبئة الاجتماعية . وبدورها أكدت صحيفة ( أ بي سي ) أن " قضية سيفوينتيس " أعطت دفعة قوية للحزب الليبرالي ( سيودادانوس ) الذي يسعى إلى أن يصبح القوة السياسية الأولى بجهة مدريد حسب ما أفرزته نتائج استطلاع للرأي . وأوضحت أن الحزب الشعبي سيفقد في حالة تنظيم الانتخابات 12 مقعدا بالبرلمان الجهوي ليحتل بذلك المركز الثاني مناصفة مع الحزب الاشتراكي العمالي.