في شكل احتجاجي فريد، قام مجموعة من شبان منظمة العفو الدولية- فرع المغرب بتنظيم تظاهرة تخللت قرعا للطبول وعروضا مسرحية في الهواء الطلق، تنديدا باستمرار عقوبة الإعدام في التشريعات المغربية. واستعرض الشبان والشابات، في العرض الذي نظم مساء اليوم الخميس أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، عرضا مسرحيا يُبَيِّنُ حجم الصراع الذي تخوضه المنظمات المناهضة لعقوبة الإعدام، من خلال تصوير النقاش بين هذه المنظمات والسلطة التي تدافع عن إقرار العقوبة في القوانين الجنائية. العروض، التي لم يمنعها تهاطل الأمطار من الاستمرار، نَشَّطَهَا فاعلون مغاربة وآخرون من إفريقيا جنوب الصحراء، ورفعت شعارات إلغاء عقوبة الإعدام نظرا لقسوتها، وظُلْمِهَا في أغلب الأحيان، إضافة إلى تدني مستوى الجريمة في المجتمعات التي لا تطبق عقوبة الإعدام، مقارنة مع المجتمعات التي تنفذها، معتبرين إياها تشجيعا على العنف. واستقطبت العروض المقدمة العديد من المواطنين، الذين حجوا إلى الشارع للمشاهدة، متفاعلين معها بالتصفيقات والهتافات المناهضة لعقوبة الإعدام؛ في حين رفع نشطاء منظمة العفو الدولية لوحات فنية وتعبيرية تندد باستمرار العقوبة في المغرب. وفي السياق ذاته، أكد محمد السكتاوي، المدير العام لفرع أمنيستي بالمغرب، أن المنظمة اختارت أن تحتفي بصدور تقرير مناهضة الإعدام، من خلال الفن والشباب الذين يُعَبِرُونَ على طريقتهم بالصراخ ودق الطبول من أجل أن تسمع حكومة المغرب صوت الشباب المدافع عن الحق في الحياة. وأضاف السكتاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه التظاهرة هي رسالة إلى كل الفنانين والمبدعين المغاربة، لاطلاعهم على أدوارهم الأساسية في الدفاع عن حقوق الانسان، مردفا أن الفن هو أقوى سلاح للدفاع عن القيم الكونية، وداعيا جميع الفاعلين السياسيين ومختلف الأحزاب إلى الدفاع عن الحقوق وفي مقدمتها الحق في الحياة. وأكد المتحدث ذاته أن "العرض شارك فيه العديد من الشبان المتحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، بغية تحية القارة التي تشكل حاليا طليعة القارات التي تدافع عن الحق في الحياة، وننتظر أن يكون للمغرب دور طلائعي داخلها في مناهضة عقوبة الإعدام". ووجه السكتاوي رسالة إلى الشباب المغربي الذي لا يزال يعتقد أن عقوبة الإعدام تردع الجريمة، مؤكدا أن النظام التعليمي هو الذي يكرس هذه النظرة الاختزالية، موضحا أن الحسم مع مشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية كفيل بإلغاء كل الجرائم التي تحدث في صفوف المجتمع.