دقت الفدرالية المغربية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ ناقوس الخطر جراء ارتفاع وتيرة مغادرة الكفاءات المغربية المتخصصة خارج الوطن، في وقت يحتاج إليها سوق الشغل. وحسب الأرقام التي كشفها مسؤولو الفدرالية فإن الكفاءات عالية المهارة، والتي غالباً ما تدرس قرابة 12 سنة بعد البكالوريا، تختار مغادرة الوطن بحثاً عن فرص عمل محفزة وظروف عيش جيدة. وتُكون معاهد المغرب بمختلف أنواعها ما بين 6000 إلى 7000 كفاءة سنوياً بخبرة في تخصصات مرتبطة بتكنولوجيا المعلومات، لكنه يفقد ما بين 10 و20 في المائة منها بسبب الهجرة نحو الخارج. وتقول الفدرالية، التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن عدد الكفاءات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ يبقى رقماً ضعيفاً وغير كاف للسوق الوطنية، وإن هجرة نسبة منها يفاقم الوضع أكثر فأكثر. ويربط عدد من المهتمين بموضوع مغادرة الكفاءات المغربية المتخصصة أسباب هذه الهجرة بالبحث عن وضعية مادية أفضل، وتوفر شروط العيش الكريم بالمفهوم الجديد المرتبط بمحيط يضمن الحرية والإبداع والاختيار والانفتاح. ولوحظ في السنوات الأخيرة تكاثر وكالات الهجرة نحو عدد من الدول، والتي تقدم خدمات تسهيل إعداد ملفات للشباب ذوي الخبرة والكفاءات العالية بشروط أقل تعقيداً، حتى أصبح سن الهجرة منخفضا مقارنة مع العقود الماضية. ويرى هشام العراقي الحسيني، نائب الفدرالية، في تصريح لهسبريس، أن هجرة الكفاءات المتخصصة في مجال تكنولوجيا المعلومات مرتبطة بالرغبة في البحث عن مشاريع كبيرة، خصوصاً أن هذا القطاع يتطور بسرعة، في وقت لا يواكبه المغرب بنفس وتيرة الدول الأخرى. وأضاف الحسيني، الذي يشغل منصب مدير عام ميكروسوفت المغرب، أن عدداً من الشركات الفرنسية، ويصل عددها إلى خمس، تزور المغرب وتقوم ب"عملية اصطياد" الكفاءات لفائدة شركات أخرى في الخارج. وحسب الحسيني، يجب أن يكون الوضع متوازناً في هذا الصدد، ويضيف: "لا يجب أن تغادر الكثير من الكفاءات، وفي الوقت نفسه لا يجب ألا تغادر قط، لأنه يتعين على المغرب أن يكون منفتحاً، خصوصاً في مجال المعلوميات والتكنولوجيا". ويؤكد هشام العراقي الحسيني على ضرورة تطوير قطاع ترحيل الخدمات "الأوفشورينغ" ليتجاوز 70 ألف مشتغل، والتوجه نحو الجهات عوض التركيز على الدارالبيضاء والرباط وفاس. وإذا كان البعض يرى أن هجرة الكفاءات نحو الخارج تشكل خسارة للمملكة، فإن آخرين يرون أنها مفيدة لأنها تتيح الانفتاح ومراكمة الخبرة والتجربة ثم العودة إلى أرض الوطن. وتسعى فيدرالية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوفشورينغ في مخططها للسنتين المقبلتين المرتكز على التكوين والتكوين المستمر إلى مواكبة التطورات التي يفرضها التحول الرقمي في العالم، وتكوين المستخدمين وفقاً لها. كما تضع الفدرالية نصب أعينها رهان تطوير وتقوية عرض المغرب في ما يخص قطاع الأوفشورينغ، الذي يساهم، حسب العراقي، بمليون دولار من العملة الصعبة، ناهيك عن تشغيل الآلاف من الشباب. وتُراهن الفدرالية على العمل إلى جانب وكالة التنمية الرقمية، المؤسسة حديثاً، من أجل تقوية الخدمات الإلكترونية للمقاولات من أجل تقوية إنتاجية وتنافسية المقاولات التي تستثمر في التكنولوجيات الرقمية. جدير بالذكر أن الفدرالية تأسست 1989 للمساهمة في تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصال بالمغرب، إضافة إلى دمج الجيل الجديد من المقاولات، ودعم الإبداع والبحث والتطوير، والسهر على مسايرة تكنولوجيات المعلومات وتطورها على الصعيد الدولي.