بعد اللقاء الذي عقده مع وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وزيارته إلى مخيمات تندوف عقب التطورات الأخيرة بالمنطقة العازلة، التقى كولين ستيوارت، رئيس بعثة "مينورسو"، بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في مقر المنظمة الأممية بنيويورك. وكشفت مصادر هسبريس أن كولين ستيوارت رفع تقريراً إلى غوتيريس بخصوص تطور الأوضاع بالمنطقة العازلة وردود الفعل المغربية جراء التوغلات العسكرية لميليشيات تنظيم البوليساريو شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء؛ وذلك أياماً قبل تقديم التقرير السنوي لمجلس الأمن الدولي نهاية شهر أبريل الجاري. وتمر العلاقة بين المغرب وبعثة المينورسو بأزمة صامتة غير مسبوقة زادت حدتها بعدما وصف الكندي كولين ستيوارت ممثل البوليساريو في الأممالمتحدة، أحمد البخاري، لحظة حلوله بتندوف لتقديم العزاء فيه، ب"سفير" الجبهة. وكان المسؤول الأممي بالصحراء قد كتب بسجل التعازي عبارة: "على إثر وفاة الزميل السفير بوخاري أحمد، أتقدم باسمي ونيابة عن الأممالمتحدة والأمين العام، السيد أنطونيو غوتيريس، بتعازينا الحارة إلى أسرة وأصدقاء وزملاء الفقيد"؛ ما أثار غضب الرباط على اعتبار أن صفة "سفير" لا يحملها إلا ممثلو الدول التي تتمتع باعتراف الأممالمتحدة، وهو ما لا تحظى به الجبهة الانفصالية. وبلغ التوتر بين المغرب وبعثة المينورسو أوجه عندما رفعت المنظمة المسؤولة عن وقف إطلاق النار بالصحراء تقريراً إلى الأممالمتحدة تؤكد من خلاله أنها "لم تلحظ أي تحركات لعناصر عسكرية تابعة للبوليساريو"، ردا على رسالة وجهها عمر هلال، ممثل المغرب لدى الأممالمتحدة، إلى غوستافو ميازا كوادرا، رئيس مجلس الأمن، بشأن وجود تحركات عسكرية خطيرة وتغيير للواقع على أرض المناطق العازلة. وتعالت الأصوات بالصحراء المغربية المنددة بما تعتبره "تستراً واضحاً لبعثة المينورسو على تجاوزات ميليشيات الجبهة الانفصالية"، وهو ما دفع "إعلان العيون" الذي وقعه زعماء الأحزاب السياسية المغربية، أغلبية ومعارضة، إلى جانب جمعيات مدنية وأعضاء منتخبين وأعيان قبائل، إلى تنبيه الأممالمتحدة إلى ضرورة عدم التساهل مع هذه التصرفات الاستفزازية والتعامل معها بما تفرضه مسؤولية صيانة الأمن والاستقرار. ودعا الموقعون على نداء العيون بعثة المينورسو، ومن خلالها المنتظم الدولي، إلى اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة والرادعة "لإجبار البوليساريو على الانسحاب من هذه المناطق، وإزالة كل مظاهر محاولاته الهادفة إلى إحداث واقع جديد بالمنطقة".