بعد التحركات المتسارعة حول قضية المغرب الأولى على مستوى الرباط ومجموعة من العواصم الدولية، تعقد قيادات الأحزاب السياسية بالمغرب، بعد غد الاثنين، اجتماعاً رفيعاً بمدينة العيون للتنديد بالاستفزازات الأخيرة للبوليساريو بالمنطقة العازلة التي هي جزء من التراب الوطني. وسيعقد الوفد الحزبي، في كبريات مدن الصحراء، اجتماعا موسعا مع المنتخبين وممثلي المجتمع المدني والساكنة المحلية والقبائل الصحراوية، في إطار التعبئة الجماعية التي أعلن عنها المغرب بعد محاولة البوليساريو تغيير الوضع التاريخي والقانوني في المنطقة العازلة. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن اللقاء سيتوج ب"إعلان العيون" للتأكيد على وحدة الجبهة الوطنية الداخلية ،وجاهزيتها للتصدي لهذه التحركات الاستفزازية وأي صنف من التوغلات العسكرية. وقال امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، في تصريح لهسبريس، إن "التحرك نحو العيون هو تعبير على موقف جماعي بمشاركة جميع الفعاليات السياسية للدفاع عن قضية الصحراء، وأيضاً لإثارة انتباه المنتظم الدولي إلى أن منظمة الأممالمتحدة وبعثة المينورسو عليهما الالتزام بما تعهدتا به". وأضاف المسؤول الحزبي نفسه: "لقاء العيون هو برنامج مشترك، معارضة وأغلبية، سنلتقي فيه مع المنتخبين وممثلي الساكنة والقبائل الصحراوية، للتعبير عن موقفنا من التطورات الأخيرة التي تقع فوق الأقاليم الجنوبية". سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة، أوضح أن مبادرة زيارة الأحزاب السياسية إلى الأقاليم الجنوبية، وإلى مدينة العيون بالذات، انطلقت من الأحزاب الممثلة في البرلمان. وقال في تصريح لهسبريس: "اللقاء يهدف إلى الالتقاء بمنتخبي هذه الأحزاب السياسية، والبرلمانيين، وأعضاء مجالس الجهات، وأعضاء مكاتب مجالس العمالات والأقاليم، ورؤساء الجماعات الترابية، وعدد من الأعيان الآخرين من الصحراء". وتابع: العثماني "زيارة العيون تأتي لإبراز الموقف الموحد للنخبة السياسية والأحزاب السياسية للتصدي لأي خروقات يمكنها المس بالسيادة الوطنية، وبالقضية الوطنية الأولى". وكانت صور فضائية قد بينت أن ميليشيات البوليساريو تخطط بجدية لنقل مقر "وزارة دفاعها" الوهمية، المتضمنة لمكاتب قائد الأركان العامة للمليشيا المسلحة وقادة الوحدات العسكرية، إلى المنطقة منزوعة السلاح شرق الجدار الأمني المغربي. وتهدف عملية نقل منشئات إدارية وعسكرية إلى شرق الجدار الأمني، بحسب مراقبين، إلى جعلها نواة مخيم جديد لتوطين عشرات الآلاف من خمسة مخيمات مقامة في ولاية تندوف، جنوبالجزائر. وأظهرت الصور الفضائية تطور أشغال بناء منشئات عدة؛ إحداها على مساحة 900 متر مربع وأخرى على مساحة 2000 متر مربع، مع وجود دلائل على احتمال إخضاعها لتوسيع كبير مستقبلا.