في مناسبة مفعمة بالعواطف، أقام المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية تأبينا لأحد أبرز مؤسسي الحركة الأمازيغية في المغرب، الراحل إبراهيم أخياط، في الذكرى الأربعينية لوفاته، تحت شعار "مسار في سبيل النهضة الأمازيغية". وكان الفقيد قد أسلم الروح إلى باريها يوم سابع فبراير الماضي، بعد صراع طويل مع المرض، مخلِّفا مسارا حافلا من النضال السياسي والثقافي، انطلق منذ ستينيات القرن الماضي، في سبيل نهضة الأمازيغية، لغة وثقافة. وفي كلمة بمناسبة تأبينه، قال أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، إن الراحل إبراهيم أخياط "أعطى الكثير للأمازيغية، وكرّس لها حياته لتصل إلى المبتغى المنشود، وكان يوصينا دائما بأن نكون يقظين". واستطرد بوكوس قائلا إن الفقيد ترك وصية مضمونها أن طريق الأمازيغية طويل، "وقد قطعنا فيه أشواطا"، مُبرزا أنّ الراحل يتميز بكثير من الخصال، منها حرصه على وضع اليد في اليد، والعمل بشكل جماعي، بهدف جعل الصف الأمازيغي موحّدا، وهو ما مكنه من تجميع جميع الحساسيات الأمازيغية حوله، يضيف عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مشيرا إلى أن الفقيد كان رائد الرعيل الأول من المثقفين المناضلين لإعلاء شأن الأمازيغية وإحلالها مقاما لائقا، وأنه كان من المؤسسين الفعليين للحركة الثقافية الأمازيغية منذ الستينيات، وأنه كان يدافع عن وحدة الوطن في ظل تنوع مكوناته الثقافية والهوياتية. نجْل الراحل، ياسين، الذي تحدث عن والده بصوت تخنقه الدموع، أعلن عن تأسيس مؤسسة إبراهيم أخياط للتنوع الثقافي، لتكون حاضنة لجزء من مسار حياته. كما أعلن عن إحداث جائزة إبراهيم أخياط للثقافة، وتنظيم ندوات وأنشطة ثقافية لتقييم ما راكمه الراحل في مجال التنوع الثقافي، داعيا الفعاليات الأمازيغية إلى المساهمة في إخراج هذا المشروع إلى حيّز الوجود. ويُعدّ إبراهيم أخياط من أبرز مناضلي الحركة الأمازيغية، إِذْ كان من مؤسسي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، سنة 1967. وقال أحمد بوكوس إن الفقيد كان مشهودا له بالتوازن السياسي، ومناصرا للتدبير الجماعي، وهو ما مكّن الجمعية من العمل المتواصل طيلة خمسة عقود، رغم أن المناخ السياسي لم يكن مسعفا، وقتذاك، يضيف بوكوس. من جهته، قال الحسين آيت باحسين، الذي رافق إبراهيم أخياط في درب النضال في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، إنّ الراحل عانى كثيرا، خاصة خلال التحاقه بالمجال الحضري، مشيرا إلى أن معاناته كانت "بسبب وضعية الأمازيغ وما طالهم من إقصاء، وتلقي المدافعين عنها نعوتا قدحية من قبيل اتهامهم بالعنصرية والانفصال وحفدة اليوطي". وأوضح باحسين أن الفقيد اعتبر نفسه هِبة تقتسمها أسرته الصغيرة مع قضية الأمازيغية التي يرافع عنها، مشيرا إلى أنه قبل أن يعقد قرانه على زوجته قال لها إنّ هناك امرأة أخرى ستكون ضرة لها، ويجب أن تقبل بالتعايش معها، وهي الأمازيغية. ونوّه باحسين بالعمل الكبير الذي قام به الفقيد طيلة نصف قرن في سبيل النهوض بالأمازيغية، قائلا إن هدفه الأسمى طيلة مساره النضالي، فضلا عن النهوض بالأمازيغية وتحديثها، هو مأسستُها، بكل أبعادها، بدءا بنقلها من وضعها الشفوي إلى الكتابي.