أكد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الجمعة الماضي بالرباط، أن المرحوم ابراهيم أخياط كرس حياته لهندسة مسلسل النهوض بالأمازيغية وإحلالها مقاما لائقا في بناء الصرح الجديد للحقل السياسي – الثقافي الوطني. وأبرز بوكوس، خلال يوم دراسي نظمه المعهد تكريما لروح الراحل ابراهيم أخياط تحت شعار "الأستاذ ابراهيم أخياط، مسار في سبيل النهضة الأمازيغية"، أن الفقيد يعد من المؤسسين الفعليين للحركة الثقافية الأمازيغية، حيث كان له السبق في منتصف ستينيات القرن الماضي في إنشاء أول نواة من الشباب المناضلين من أجل القضية الأمازيغية. وأضاف، في هذا الصدد، أن الفقيد كان يتقاسم مع هؤلاء المناضلين الإيمان الراسخ بضرورة النهوض باللغة والثقافة الأمازيغيتين، من خلال منظور قائم على مرتكزات تستمد جذورها من الفكر الاختلافي، وتتمحور حول شعار "الوحدة في التنوع". كما أن الفقيد، يضيف بوكوس، ساهم في سنة 1967، في إحداث الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي، التي تم الإجماع على إسناد رئاستها له. وخلص بوكوس إلى أن الراحل أخياط كان مجبولا على التوازن السياسي وامتلاك ناصية التنظيم والتدبير، الشيء الذي مكن هذه الجمعية من الاستمرار والصمود والعمل المتواصل طيلة خمسة عقود. ومن جهته، قال الحسين أيت بحسين، باحث في المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في عرض تحت عنوان "الفقيد ابراهيم أخياط، هبة حياة من أجل الصحوة الأمازيغية" إن الفقيد تجشم عناء الدفاع عن الأمازيغية في ظرفية صعبة، مشيرا إلى أن مسيرة الفقيد تميزت بغناها الكبير، حيث كان عضوا في الكشفية وبطلا في رياضة الزوارق إلى جانب تأليفه للعديد من المؤلفات. ومن جانبها، قالت فاطمة بوخريص، الأستاذة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد الخامس بالرباط، في عرض تحت عنوان "القيم الإنسية في مسار الفقيد إبراهيم أخياط"، إن الفقيد شكل ويشكل القدوة لميلاد الوعي بالقضية الأمازيغية. وأضافت أن المتتبع لمسار الرجل يخلص إلى الإنسية الكامنة في شخصية هذا المناضل الذي أفنى حياته في الدفاع عن الأمازيغية، مسجلة أن الفقيد تميز بغيرته المتسامية فوق الأنا وحب الذات، والتي جسدها نشاطه التطوعي في محاربة الأمية لدى صغار التجار في سيتينيات القرن الماضي. وفي هذا السياق، شددت بوخريص على أن الإنسان كان في صلب اهتماماته، حيث ساهم في بروز عدد من الفنانين على غرار فاطمة تبعمرانت. ومن جهته، قال الصافي مومن علي، عضو مجلس إدارة المعهد سابقا، في عرض تحت عنوان "العمق الثقافي والهوياتي في العمل الفكري للفقيد إبراهيم أخياط"، إن النهضة الأمازيغية التي كان ينشدها الفقيد تجسدت في دستور 2011، منوها في هذا الصدد، بإرادة جلالة الملك محمد السادس، الذي اقتنع بعدالة القضية الأمازيغية، محدثا من أجل ضمان حقها في البقاء والنماء، مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. أما الحسين المجاهد، الأمين العام للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، فأبرز خلال مداخلة تحت عنوان "العمل الأمازيغي وهاجس التدبير عند الفقيد"، أن الراحل تميز بمقومات ذاتية استثنائية تتمثل في القدرة الفكرية العالية بالإضافة إلى مقومات تنظيمية وتدبيرية تتمثل في روح الابتكار وبعد التصور والتمحيص والمبادرة والاستباق والتشاركية. من جانبه تناول الكلمة السيد ياسين أخياط باسم عائلة الفقيد، وقد كانت كلمة قوية ومؤثرة، أدلى خلالها بوصايا الفقيد لفصائل الحركة الأمازيغية، معلنا عن تأسيس "مؤسسة إبراهيم أخياط للثقافة الأمازيغية" وإحداث "جائزة إبراهيم أخياط". وتخلل هذا اليوم الدراسي أيضا تقديم شهادات لكل من حسن إذ بلقاسم وعلي خداوي اللذين أجمعا على التنويه بمناقب الفقيد وسيرته الفكرية والنضالية. للإشارة فقد عرف هذا الحفل التكريمي الذي احتضنته القاعة الكبرى بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الجمعة الماضي حضور أسرة الفقيد وممثلي فعاليات الحركة الأمازيغية وعدة شخصيات من المجالات السياسية والفكرية والثقافية والحقوقية والجامعية والإعلامية والجمعوية، وقد كان حزب التقدم والاشتراكية ممثلا بالرفيق السعيد سيحيدة عضو اللجنة المركزية وعضو قطاع الثقافة والاتصال التابع للحزب. ومن جهتها، أهدت الجهة المنظمة لعائلة الفقيد بعض التذكارات (درع، لوحات فنية، بورتريه، كتب…) تخليدا لهذه المناسبة.