ليس المغاربة وحدهم المهووسون بمعرفة أسرار المنطقة المحظورة التي تقع تحت أحزمة سراويلهم ، ففي موقع "إيلاف" الإلكتروني ، يوجد قسم مخصص لنشر الثقافة الجنسية ، يكتب مواضيعه بشكل علمي دقيق الكاتب والطبيب المصري المتميز الدكتور خالد منتصر . وعندما كانت إيلاف تضع على صدر صفحتها الأولى لائحة بأكثر المواضيع قراءة ، كانت زاوية الثقافة الجنسية هي التي تستولي على حصة الأسد من القراء ، وهذا يدل مرة أخرى على أن العرب كما قلت في مرات سابقة يحبون الجنس كثيرا ويهتمون بأخباره وأسراره أكثر مما يهتمون بأخبار وأسرار المفاعلات النووية الإسرائيلية ! "" الذي يقرأ الأسئلة التي يطرحها قراء "إيلاف" على الدكتور خالد منتصر سيكتشف أن العرب لا يعانون من الأمية في القراءة والكتابة فحسب ، بل حتى في أمورهم الحميمة ! فالناس في هذا الوطن المظلم مازال كثير منهم يجهلون مثلا أن الجهاز التناسلي للمرأة يتوفر على ثقبين ، وليس ثقبا واحدا كما يعتقد البعض . واحد لإفراغ المثانة والثاني للقيام بأشياء أخرى ! وقد أورد الدكتور منتصر أنه يستقبل في عيادته بين فينة وأخرى نساء تعرضن لنزيف خطير بعدما أخطأ الزوج الطريق في ليلة الدخلة ودخل بقضيبه الغليظ في فتحة البول عوض أن يدخل به في المكان الصحيح ، أي فتحة المهبل ! وهذا بطبيعة الحال ليس سوى جزءا بسيطا جدا من الكوارث التي تحدث على الأسرة داخل غرف النوم العربية بعد منتصف الليل ، فالناس عندنا يصرون على حبس الجنس داخل صندوق حديدي متين مثل جني خطير داخل القمقم ، والنتيجة النهائية كوارث خطيرة تكون المرأة ضحيتها الأولى والأخيرة في كل الأحوال . المرأة المسكينة التي يرمي بها حظها التعيس بين أحضان رجل يعاني من القذف السريع ولا يريد أن يعالج نفسه عند الطبيب لا يمكن أن تكون لياليها سوى لحظات ثقيلة جدا من الحزن ، تتجرع فيها أطنانا من المرارة المرة والحسرة والندم ، وتذرف فيها سيولا من الدموع الحارقة ، وإذا تجرأت على المطالبة في الحصول على نصيبها من المتعة فقد ينضاف لقب العاهرة إلى اسمها الشخصي ولقبها العائلي ، وفي أسوأ الأحوال قد يتم قصفها بوابل من الطلقات لتنضم إلى طابور المطلقات رغم أنفها . لذلك نجد أن كثيرا من النساء اللواتي سقطن في كمين الخيانة الزوجية كان السبب وراء خروجهن عن الطريق هو لا مبالاة أزواجهن وقسوة المجتمع ، فالنظرة التي ينظر بها المجتمع العربي إلى المطلقة تجعل كثيرا من النساء اللواتي يعانين من "الجوع الجنسي" يفضلن العيش مع أزواجهن داخل عش الزوجية ، وفي نفس الآن يبحثن لأنفسهن عن المتعة المفقودة في أعشاش أخرى عوض المطالبة بالطلاق . عندما أقرأ مشاكل هؤلاء النساء اللواتي يقاسين الويلات على فراش النوم أتساءل مع نفسي عن السبب الذي يجعل الرجل العربي أنانيا وفظا إلى هذا الحد القاسي، ولماذا عندما لا يجد هو المتعة التي يريدها في زوجته يتزوج امرأة ثانية وثالثة ورابعة ؟ بينما لا يمكن أن يعطي ولو دقيقة واحدة من وقته للاستماع إلى شكاوى زوجته ؟ ألأنه يخشى أن تخدش صورة ( رجولته ) عندما يجلس على طاولة المفاوضات لمناقشة فشله في المعارك التي يخوضها داخل غرفة النوم مع زوجته ؟ أم لأن عقليته مريضة ومتحجرة مثل الحديد ؟ أم لأنه بكل بساطة يريد أن يوجه رسالة عامة إلى كل النساء مفادها أن الرجل العربي لا يمكن أن يتنازل أبدا عن كبريائه لفائدة المرأة مهما كان ؟ إنني حقا لم أعد أفهم شيئا في شخصية الرجل العربي . يعيش في القرن الواحد والعشرين ، بسيارة فارهة ، وهاتف من الطراز الرفيع ، وآخر موديلات الحاسوب ، ويبحر في عوالم الإنترنت لساعات طويلة كل يوم مثل سكان العالم المتحضرين ، لكن عقليته مع الأسف لم تستطع بعد أن تتخلص من عتاقتها المزمنة ، وتحتاج إلى قرون طويلة من أجل إصلاحها كي تنسجم مع روح العصر ، خاصة في جانبه الحميمي ! كثيرون منكم سيتهمونني مرة أخرى بأنني من دعاة الفساد والانحلال الأخلاقي ، لكن مهلا ، لا تتسرعوا في كيل الاتهامات الرخيصة بلا سبب ، فقد سبق لي أن قلت لكم غير ما مرة أني ضد ممارسة الجنس خارج إطار الزواج ، وهذا معناه أنني عندما أتحدث عن علاقة جنسية بين رجل وامرأة فإنني أقصد بالطبع تلك العلاقة التي تجري بين زوجين يجمع بينهما عقد نكاح مصادق عليه من طرف العدول وقاضي المحكمة ، أما العلاقات العابرة التي تجري أطوارها داخل البورديلات البئيسة والشقق المفروشة وغرف الفنادق المصنفة ويلعب دور البطولة فيها رجال ونساء لا يربط بينهم أي رابط شرعي ، فهذا النوع من العلاقات الجنسية لا يهمني بالمرة ، لأنها بكل بساطة تفتقد إلى الشرعية ، وتفتقد أيضا إلى عنصر مهم اسمه الحب ، الذي لا تكتمل المتعة بدونه ، فاللقاء الجنسي الذي يجمع بين امرأة وزوجها داخل غرفة نوم يوجد عقد نكاح صحيح على أحد رفوف دولابها لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقارنها بلقاء عابر يحدث بين عاهرة ورجل متعطش في غرفة مظلمة داخل بورديل من الدرجة العاشرة . الجنس له ارتباط وثيق بالحب ، وله ارتباط أيضا بالإعجاب ، لذلك فليس غريبا أن نقرأ في دراسة فرنسية أجريت قبل شهور أن كثيرا من النساء يصلن إلى مرحلة الأورجازم (النشوة الجنسية) بين يدي حلاق وسيم تفوح منه رائحة عطر ساحرة داخل صالون التجميل ، بينما لا يصلن إلى أي متعة بعد انتهاء اللقاءات الجنسية التي تجمعهن بأزواجهن ! وهذا هو السبب الذي يجعل الأطباء المختصين في هذا الموضوع يقولون بأنه يجب استعمال الحواس الخمس أثناء الممارسة الجنسية ، اللمس والسمع والشم والبصر واللسان أيضا . وهنا سوف ندق ناقوس الإنذار بشكل عنيف قرب آذان الرجال المتزوجين علهم ينتبهون إلى نقطة مهمة للغاية ، وهي أن المرأة تفهم الجنس بطريقة تختلف كثيرا عن تلك التي يفهمها به الرجل . الرجل يفهم الجنس على أنه مجرد عملية ميكانيكية تؤدي في آخر المطاف إلى القذف وينتهي الأمر ، بينما تفهم المرأة الجنس على أنه لحظات طويلة من الاحتضان الدافئ والعناق الحار والقبلات العميقة والمداعبات اللطيفة والهمسات الساحرة التي تلهب المشاعر وتشعل النيران الهوجاء في أعماق القلوب . لكن المصيبة العظمى التي نعاني منها نحن القاطنون في هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من المحيط إلى الخليج هي أننا نعتبر كل شخص يفتح فمه ليمطر زوجته بعبارات الحب الرقيقة شخصا غير مكتمل الرجولة ، لذلك سوف تظل هذه الهوة السحيقة التي تفصل بين مشاعر النساء والرجال عندنا محافظة على شساعتها المهولة إلى ما لا نهاية . ويبقى المشكل الأكبر هو أن مثل هذه الثقافة المريضة يتم زرعها حتى في نفوس الأطفال الصغار رغم أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين . فكثير من الأسر العربية مع الأسف ما زالت تربي أطفالها الذكور مثلا على أن الرجال لا يبكون ، فكيف تريدون من طفل تم شحن رأسه بمثل هذه الأفكار المريضة التي تجعل منه شخصا فظا أن يرتمي في حضن زوجته عندما يكبر ويبكي ؟ وكيف تريدون منه أن يعبر عن المشاعر الرقيقة الكامنة في أعماق قلبه لزوجته بلا تحفظ ؟ وإذا كانت رؤوس أطفال اليوم يتم تلغيمها بهذه الأفكار المعوجة فإننا لا ننتظر أن تعرف الحالة الصحية للعلاقة المريضة بين الرجل العربي والمرأة العربية أي تحسن على الأقل في المستقبل القريب . وكل ما نملكه هو أن نطلب من الرجل العربي أن يتخلص قليلا من فظاظته القاسية ، فالأمر في نهاية المطاف يوجد بيده ، والمرأة العربية بدون شك ستكون سعيدة عندما ترى الرجل العربي حنونا وعطوفا ورقيقا مثل أولائك الممثلين الوسيمين الذين تشاهدهم في أفلام هوليود والمسلسلات المكسيكية الحالمة . واخا داكشي غير سيناريوهات خيالية ، ولكن مفعولها يكون خطيرا جدا خاصة في ظل الفظاظة اللا محدودة التي يتميز بها الرجل العربي ! ملحوظة : أنصح كل الذين يرغبون في الحصول على معلومات جنسية دقيقة وعلى أجوبة علمية حول قضاياهم الحميمية أن يدخلوا على الفور إلى موقع ( إيلاف ) وبالضبط إلى الركن المخصص للثقافة الجنسية ، ففيه ستجدون مقالات متميزة بقلم الدكتور خالد منتصر ، وستجدون فيه أيضا معلومات دقيقة وأجوبة شافية ستجعلكم بكل تأكيد تعيشون حياة جنسية هادئة وسليمة لا تتخللها الكوابيس المزعجة . وأقول لبني جنسي من الذكور أنهم سيخرجون بأفكار تجعلهم يدركون أن المتعة الجنسية يجب أن تقسم بين المرأة والرجل بالتساوي والتراضي عوض أن يستولوا عليها لوحدهم ! إيوا غير توكلو عالله ودخلو بلا ما تحشمو ، راه ما فيها باس الواحد يحول هاديك المقولة اللي كاتقول أطلبوا العلم ولو في الصين ، لتصير أطلبوا العلم والمعرفة ولو في الشؤون الجنسية! almassae.maktoobblog.com