بعد ملتقى كفاءات مغاربة ألمانيا، المنعقد في مدينة طنجة قبل أسابيع، أعطى عبد الكريم بنعتيق، الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، صباح اليوم الجمعة بالرباط، انطلاق الملتقى الأول للكفاءات المغربية بدولة الإمارات، بحضور سعيد الكتبي، القائم بالاعمال بالإنابة لسفارة دولة الامارات العربية المتحدة في المغرب. ويندرج الملتقى الأول للكفاءات المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة في إطار تصور جديد للوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية بالخارج، والقائم على تعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج والنشيطة في مختلف المجالات. ويهدف المشروع الجديد، الذي انخرطت فيه الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، إلى إدماج الكفاءات المغربية في مختلف القارات في المشروع التنموي الذي انخرط فيه المغرب وتوفير مناخ ملائم لهم للاستثمار في بلدهم الأصلي. عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، قال في كلمة ألقاها بالمناسبة، أمام عشرات الكفاءات المغربية المقيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن إدماج الكفاءات المغربي بالخارج في المشروع التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس سيمكّن المملكة من أخذ موقعها الريادي بين الأمم في القطاعات الأساسية، كالخدمات والصناعة والتكنولوجيا. واستطرد بنعتيق أنه يتبين، بالاطلاع على الأرقام والمعطيات المتعلقة بمغاربة الإمارات، أن مجموعة من الكفاءات المغربية حاضرة في صناعة القرار بهذه الدولة، مضيفا أن حضور هذه الكفاءات العاملة في مختلف المجالات يجسّد العلاقات السياسية القوية التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة مع المغرب. واعتبر الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية بالخارج وشؤون الهجرة أن العلاقات السياسية المتينة التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب سمحت للكفاءات المغربية بأن تحظى بثقة لدى صناع القرار الإماراتيين؛ وهو ما فسح لهم المجال للحضور في مراكز صناعة القرار في مجالات متعددة. المكانة التي تحتلها الكفاءات المغربية بدولة الإمارات العربية المتحدة، وفي دول أخرى، وباعتبارها رقما أساسيا في الورش التنموي الكبير الذي يعرفه المغرب، جعل المغرب يخلق "الجهة ال13"، تنضاف إلى الجهات الاثنتي عشرة للمملكة، وهي "جهة" خاصة بمغاربة العالم وتكتسي بُعدا اقتصاديا. وتنبني "الجهة ال13"، حسب عبد الكريم بنعتيق، على ثلاث ركائز أساسية؛ أولاها الاستثمار، موضحا أن الاستثمار لا يعني فقط التوفر على الإمكانات المالية، بل، أيضا، معرفة أماكن الاستثمار، وسيتولى خبراء الإجابة عن أسئلة كفاءات مغاربة العالم بالإجابة على جميع الأسئلة المتعلقة بهذا الجانب. الركيزة الثانية ل"الجهة ال13" هي أنها ستكون قناة وسيطة لجلب الكفاءات المغربية بالعالم للتكنولوجيا الدقيقة إلى المغرب، كما أنها ستكون قناة وسيطة لتسويق المنتجات المغربية في الخارج، لتكون لها تنافسية في مختلف الأسواق الدولية. عبد الكريم بنعتيق أكد أن التعبئة التي تقوم بها وزارته لن تقتصر فقط على الكفاءات المغربية المقيمة بأوروبا وأمريكا وكندا؛ بل ستشمل مختلف القارات، وستمتد إلى الخليج، معتبرا أن "حضور الكفاءات المغربية بالإمارات إلى الرباط للمشاركة في ملتقاها الأول يعتبر جزءا من الارتباط القوي والمتين مع الوطن الأم". وأضاف المسؤول الحكومي: "لا يمكن تصور مغرب الغد بدون الرأسمال البشري الذي يتوفر عليه المغرب في مختلف بقاع العالم، وحضور هذه الكفاءات هو نجاح للمغاربة المستقرين في الخارج، والذين يشكلون دعامة أساسية لبناء المستقبل". وبعد الملتقى الأولى للكفاءات المغربية بالإمارات العربية المتحدة، ستشتغل الوزارة المنتدبة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج على تنظيم ملتقى مماثل للكفاءات المغربية بالولايات المتحدةالأمريكية، وسيقام الملتقى في غضون الأسابيع القليلة المقبلة في مدينة مراكش. وعن الجدوى من تنظيم ملتقيات الكفاءات المغربية بالخارج، قال بنعتيق إن هذه الملتقيات ستتمخض عن تشكيل خزان من المعلومات عن الكفاءات المغربية الموجودة في كل بقاع العالم، ووضعها رهن إشارة المسؤولين، مضيفا: "هذه الكفاءات هي مصدر فخر لنا". وأعلن بنعتيق أنه سيتم تأسيس جمعية محاميي العالم، يوم غد السبت، وستكون إطارا قانونيا ينتظم فيه المحامون المغاربة المقيمون في الخارج، وستشكل الجمعية في البداية من سبعين محامية ومحاميا، قال بنعتيق إنهم يتحدثون بعشرين لغة، وسيكونون دعامة للمغرب في مختلف القضايا ذات الطابع القانوني "وبفضل هؤلاء المحامين لن نحتاج إلى اللجوء إلى مكاتب محاماة أجنبية". وأضاف بنعتيق أن "هذه التعبئة التي نقوم بها ستصل مغاربة العالم وستربطهم بوطنهم الأم، وستجعلهم إلى جانب المغرب في كل اللحظات وستكون رأسمال كبير للمغرب الذي يسير بوتيرة سريعة"، مردفا: "هذا كنز يجب أن يتم تحصينه وتقويته". الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج دعا إلى تغيير النظرة السائدة إزاء مغاربة العالم، قائلا: "يجب الانتقال من المقاربة التقليدية التي لا ترى في المغربي المقيم بالخارج سوى الشخص الذي يحول الأموال إلى البلد. نحن اليوم في عالم معولم ويجب أن يكون مغاربة العالم حاضرين في جميع المجالات، كالطب والهندسة والمحاماة وغيرها"..