دعا السيد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، الكفاءات المغربية في ألمانيا إلى الانخراط بشكل قوي في الدينامية التي تعرفها المملكة والعمل على جلب الاستثمارات إليها. و أكد الوزير في افتتاح الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بألمانيا، الذي ينظم على مدى يومين تحت شعار "مغاربة العالم: كفاءات لمغرب الغد"، بمدينة طنجة تفعيلا للجهة 13، أكد على أن المغرب عرف تغيرا وتحولا سريعا، وهو في حاجة إلى كفاءاته لإقناع الرأسمال الألماني للاستثمار أكثر والثقة في الكفاءات البشرية المغربية. وطلب بنعتيق من الكفاءات الحاضرة في اللقاء المنظم من طرف الوزارة وبتعاون من شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا أن تكون وسيطة لمساعدة المملكة المغربية على جلب الاستثمار الألماني، وأضاف: "في أي بلد هناك صعوبات وتحديات و نحن رهن الإشارة لمساعدتكم على جلب الاستثمارات أو مساعدتنا في نقل التكنولوجيا الألمانية لتكون حاضرة في قطاعات إنتاجية وصناعية في المغرب". و أضاف المسؤول الحكومي: "لا يمكن أن نعقد اللقاءات والملتقيات دون تقديم حصيلة لها، يجب أن نلتقي السنة المقبلة ونعرض ما تم إنجازه، كما يجب أن تكونوا وسطاء إيجابيين، وستحسون بأنكم مساهمون بقيمة مضافة اقتصادية وخدماتية"، واسترسل: "أبواب الوزارة مفتوحة، والصعوبات جزء من التحديات التي يجب أن نواجهها جميعا، وبذلك سنحس بتحقيق التراكم". وأكد الوزير على أن كل المقاولات مرحب بها سواء صغيرة أو متوسطة : "حين جلبها سنحس بأننا نتقدم، وستحسون بأنكم طرف أساسي في معادلة المساهمة في الدينامية التي أطلقها جلالة الملك والتي ترفع تحدي تصنيع وتطوير المغرب". وأورد عبد الكريم بنعتيق أن الرغبة أكيدة في جعل الجهة 13 امتدادا للعمل الحكومي بغض النظر عن عمر وشكل الحكومة، وأضاف: "نحن عابرون كأغلبية حكومية وأنتم باقون، وواجب الوطن يلزمكم بالتواجد كجهة 13 بجانب أي حكومة قائمة كيفما كان لونها، لأنكم تنتمون إلى الوطن، والوطن أولا وثانيا وثالثا". وناشد الوزير مغاربة ألمانيا الحاضرين في الملتقى المساعدة على تقديم الصورة الحقيقية للمغرب، وقال: "ربما لا نعرف تسويق بلدنا أو نسوقه بطريقة تقليدية أو متجاوزة، لكن المغرب تقدم كثيرا في البنية التحتية، و تشكل طنجة مثالا للمغرب الذي تطور وحقق إيجابيات عدة في مجالات مختلفة ولكن هناك صعوبات يجب أن تكونوا حاضرين للمساهمة في تجاوزها". "يجب أن تلمسوا وتؤمنوا بأنكم جزء من ديناميكية المغرب، فجلالة الملك قد رفع تحديات التنمية والاستقرار ونحن معه، وسننتصر تدريجيا"، يقول الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة، مؤكدا على ضرورة الحفاظ على الاستقرار والهوية والحضور في التنمية التي تعيشها المملكة. بنعتيق لم يفوت الفرصة دون دعوة مغاربة ألمانيا إلى الترافع من أجل الوحدة الترابية للمملكة المغربية وشرح الملف، وزاد: "ممثل الأممالمتحدة في هذا الملف هو الرئيس الألماني السابق، وأنتم تعرفون الثقافة الألمانية، لذلك ندعوكم إلى المساهمة في التنوير والشرح والتفسير لأنكم تفعلونها بوطنية وإحساس"، وزاد: "راهن البعض على تراجع تحويلات المغاربة وارتفعت، ودخلتم لوطنكم بكثافة عكس توقعات البعض، فعلتم ذلك لأنكم تحبون الوطن وتتفهمون الصعوبات". الملتقى الذي استقبل عددا كبيرا من الكفاءات المغربية المقيمة بألمانيا وفاعلين من القطاعين العام والخاص، وباحثين ومنظمات دولية، عرف تأكيد كريم زيدان، رئيس شبكة الكفاءات المغربية بألمانيا، على ضرورة المساهمة في تطور المغرب وتقدمه، وعدم انتظار ما سيقدمه الوطن كمقابل. ومن جهته استعرض مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، في مداخلته أهم الإنجازات التي حققها المغرب على المستوى الصناعي خلال السنوات الأخيرة، مقدما أرقاما لهذا التقدم، مبرزا أن المغرب يخطو خطوات ثابتة ليصبح بلدا صناعيا. وفي كلمة العربي بن الشيخ كاتب الدولة لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، المكلف بالتكوين المهني، حاول من خلالها التأكيد على أهمية التكوين، مبرزا الخطوات التي قامت به الدولة المغربية في المجال، وداعيا بدوره إلى المثابرة والعمل من أجل المسيرة التنموية التي يعيشها المغرب. بدوره أبرز عادل الزايدي، رئيس الجهة 13 في الاتحاد العام لمقاولات المغرب، التقدم الذي يعرفه المغرب على جميع المستويات، موردا أن الكفاءات المغربية قوة يجب أن تتعاون لمصلحة وتقدم وازدهار المملكة، وعلى أن الاتحاد العام يبقى رهن إشارة المستثمرين. وحرص سفير ألمانيا في المغرب على إبراز أهمية التكوين الذي اعتبره مساعدا على فتح آفاق عمل داخل المغرب وخارجه، مؤكدا على تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال. هذا وأكدت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة في بلاغ لها أن التوجه الرئيسي هو تعبئة كفاءات مغاربة العالم من خلال حثها على التنظيم داخل شبكات وتأطير مساهمتها في الدفاع عن قضايا ومصالح المغرب وتقوية روابط الشراكة مع كل المتدخلين، سواء بالمغرب أو ببلدان الإقامة، وتقوية مساهمة مغاربة العالم في التنمية من خلال تحديد وتوجيه مبادراتها خدمة للأوراش التنموية بالمغرب.