"تعاقدنا مع الوطن أكبر استثمار"، هكذا خاطب عبد الكريم بنعتيق الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الكفاءات المغربية بألمانيا، وهو يدعوهم إلى الدفاع عن الوحدة الترابية، والمساهمة في تنمية وطنهم الأم. وقال بنعتيق خلال افتتاحه أشغال الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بألمانيا، التي انطلقت بطنجة صبيحة السبت 30 شتنبر، أن "حب الوطن وحب الملك وحب رفع التحديات تجمعنا"، من أجل "كسب المستقبل"، وجعل "الجهة 13 حاضرة على مستوى كل القطاعات"، وهو ما يفرض على مغاربة العالم، يضيف بنعتيق، أن يكونوا "وسطاء إيجابيين ومساهمين بقيمة مضافة" في مواكبة التحولات التي تشهدها بلادنا. ودعا وزير الهجرة، خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار برنامج تفعيل الجهة 13 لمغاربة العالم، الكفاءات المغربية بألمانيا، إلى مساعدة الدولة على جلب الاستثمار الألماني ونقل التكنولوجيا إلى القطاعات الإنتاجية بالمغرب، وكذا الاستفادة من التجارب والخبرات، التي من شأنها الرفع من مستوى المقاولات المغربية، من خلال الاعتماد على الكفاءات الوطنية في الداخل والخارج. "المغرب تغير وتطور بسرعة كبيرة"، هذا ما حاول بنعتيق، تأكيده للمشاركين في هذا الملتقى، وهو يطالب الكفاءات المغربية بألمانيا، بالاندماج في مسيرة الإصلاح ببلادنا، والمشاركة في مواجهة باقي الصعوبات والمعيقات، والعمل على التغلب عليها تدريجيا، باعتماد النموذج الألماني في "تأهيل الانسان وتكوينه". هذا الرهان، عبر عنه أيضا، كريم زيدان، رئيس شبكة الكفاءات المغربية الألمانية، الذي أكد على أن من أهداف إنشاء هذه الشبكة، هو الدفاع عن مصالح المغرب، الأمر الذي يتطلب، حسب زيدان، العمل بكل جدية ومسؤولية بغاية المساهمة في كسب التحديات، التي رفعها المغرب، من خلال وضع خبرات الكفاءات المغربية بألمانيا رهن إشارة بلادهم. وأعرب زيدان، خلال الجلسة الافتتاحية، التي حضرها كل من مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي والعربي بن الشيخ الدولة المكلف بالتكوين المهني والسفير الألماني بالرباط غوتر شميدت بريم وكذا عادل الزايدي عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ( أعرب زيدان) عن رغبته في فتح حوار وطني صريح، من خلال مثل هذه اللقاءات، مع مغاربة العالم، من أجل "الحفاظ على الهوية والأصل"، والاستفادة من كفاءتهم في تأهيل برامج التنمية وتشجيع الاستثمار ببلادنا. ويسعى هذا الملتقى، الذي تنظمه الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة بتعاون مع شبكة الكفاءات المغربية لألمانية، تحت شعار "مغاربة العالم : كفاءات لمغرب الغد"، إلى طرح ومناقشة المشاريع التي تحملها الكفاءات المغربية بألمانيا بارتباط مع حاجيات المغرب، وكذا خلق شراكات بين هذه الكفاءات والفاعلين العموميين والخواص. كما يهدف هذا اللقاء، الذي يعرف مشاركة أزيد من 100 كفاءة مغربية مقيمة بألمانيا، إلى ربط جسور التعاون بين الكفاءات المغربية الألمانية ونظيرتها المغربية في ميادين الاستثمار وإحداث المقاولات في مجالات الطاقة والتكنولوجيا المتجددة. وينعقد الملتقى الثالث في إطار مواصلة تفعيل مرامي مبادرة الجهة 13 لمغاربة العالم، التي أطلقتها الوزارة المكلفة بشؤون الهجرة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، في يوليوز الأخير، قصد تعبئة خبرات المقاولين من مغاربة العالم والاستفادة من تجاربهم، وتمكينهم من ربط شراكات كفيلة بإنجاز مشاريع ذات قيمة مضافة، وفق ما ورد في الورقة التأطيرية للملتقى، الذي يناقش على مدى يومين، ثلاث محاور تتعلق بالاستثمار وخلق المقاولات، ومحور الطاقات والتكنولوجيات الحديثة، إضافة إلى التربية والتكوين المهني.