اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بعدة مواضيع، أبرزها الانتخابات الرئاسية في مصر، والمصالحة الفلسطينية، وإقالة الرئيس الأمريكي لوزير الخارجية وتداعيات ذلك على المنطقة، والعجز المالي ل (الأونروا) وانعكاس ذلك على الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، وتطورات الأوضاع في سوريا، ثم الأزمة الدبلوماسية بين لندن وموسكو على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا. ففي مصر، تركز اهتمام الصحف المحلية على انطلاق الانتخابات الرئاسية غدا الجمعة، بتصويت المصريين في الخارج. وأشارت الصحف، في هذا السياق، إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات، أعلنت أن تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية يبدأ غدا الجمعة ويستمر ثلاثة أيام ، وذلك وفقا للجدول الزمني للعملية الانتخابية حيث تستقبل مراكز الاقتراع واللجان الفرعية، البالغ عددها 139 لجنة موزعة على 124 دولة، الناخبين المصريين بالخارج. ونشرت يومية (الأهرام)، بخصوص المصالحة الفلسطينية، مقالا لأحد كتابها قال فيه، إن إنجاز المصالحة الفلسطينية على أرض الواقع شرط لا غنى عنه لإنقاذ مستقبل القضية الفلسطينية، ذلك أنه لا استراتيجية فلسطينية صالحة للنضال من أجل استخلاص حقوق الشعب الفلسطيني دون وحدة وطنية، ولا بديل أمام الفلسطينيين سوى أن يتمسكوا بقضيتهم في أيديهم، "فقد انتهى ذلك الزمان الذي كانت الحاضنة العربية تتحمل فيه مسؤولية القضية". وأشار إلى أن المخرج الوحيد لتحقيق المصالحة الفلسطينية هو نقلة نوعية في النضال الفلسطيني، وهذه لن تتحقق، يضيف كاتب المقال، دون مصالحة وطنية، "وهي المصالحة التي رأينا تعثرها حتى الآن ليس فقط بسبب تعقد ملفاتها وإنما بسبب وجود مصالح راسخة لأطراف فلسطينية في استمرار الوضع الراهن". وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الخليج) في افتتاحيتها، أن إقالة الرئيس الأمريكي "ترامب" لوزير الخارجية ريكس تيلرسون من منصبه "لم تكن مفاجئة، فقد كان الرجلان منذ تولى تيلرسون منصبه في مطلع فبراير 2017 يفتقدان الكيمياء المشتركة، حتى بدا أن هناك انقطاعا بينهما، ولا آراء مشتركة تجمعهما حول معظم القضايا والأزمات العالمية التي تواجهها الولايات المتحدة. ليس هذا فحسب، بل حاول الرئيس ترامب أن يقلص صلاحيات وزير الخارجية، من خلال تحديد بعض السياسات الخارجية بمعزل عن الوزير، حيث كثر الحديث عن (عسكرة) السياسة الخارجية، من خلال إعطاء وزن أكبر لرأي البنتاجون وأجهزة المخابرات". وأكدت الصحيفة "استحالة التعايش أو حتى المساكنة بين سيد البيت الأبيض ووزير خارجيته، وطالما ظهر التعارض بينهما في العديد من القضايا، وخصوصا ما يتعلق بالموقف من الملف النووي الإيراني، والملف النووي والصاروخي الكوري الشمالي، حتى إن مسألة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة ل (إسرائيل)، ونقل السفارة الأمريكية إليها كان لهما نصيب من الاختلاف في وجهات النظر، إذ كان تيلرسون يرى أن نقل السفارة يحتاج إلى عدة سنوات، وأن مستقبل القدس خاضع للمفاوضات، في حين كان للبيت الأبيض موقف مغاير تماما ". وخلصت الصحيفة إلى القول "ننتظر إذا سياسات أمريكية جديدة وواضحة، وقد تكون صادمة ومفاجئة للبعض". من جانبها، أشارت صحيفة (الاتحاد) في مقال لأحد كتابها بعنوان "رحيل تيلرسون.. إيرانوكوريا الشمالية" إلى أن "رحيل تيلرسون كان متوقعا منذ وقت؛ فداخل وزارة الخارجية، كثيرا ما تهامس حلفاؤه حول رحيله الوشيك. بل إن ترامب نفسه اعترف الثلاثاء الماضي، قبل صعوده الطائرة الرئاسية متجها إلى كاليفورنيا، بأنه وتيلرسون يتحدثان حول رحيله منذ الصيف. وأضحت الصحيفة أن الرجلين، كانا مختلفين حول قضايا كثيرة منها، على الخصوص الاتفاق النووي مع إيران، والمحادثات مع كوريا الشمالية. وفي السعودية، اهتمت يومية (الوطن) بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إقالة وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، وتداعيات ذلك على المستوى الإقليمي، وقالت في هذا الصدد إن "المخاوف الإيرانية بدت جلية حول مستقبل مشروعها النووي، بعد إقالة تيلرسون، حيث سارع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد إلى القول في تغريدة له على حسابه في (تويتر) إنه لا يمكن عقد اتفاق مع البيت الأبيض ربما خلال الثماني سنوات المقبلة، في إشارة إلى مخاوف من تعقد الموقف من الجانب الأمريكي تجاه البرنامج النووي الإيراني وعدم رضا البيت الأبيض عن الصفقة مع الأوروبيين". وقالت الصحيفة إن المراقبين يعتقدون أن تعيين مدير الاستخبارات المركزية السابق مايك بومبيو وزيرا للخارجية "يشير إلى ملامح من الحزم الأمريكي تجاه التعاطي مع الملف الإيراني، بل يؤكد أن الانسحاب الأمريكي من اتفاق (خمسة زائد واحد) بات يلوح في الأفق، خصوصا مع وجود تخاذل أوروبي في هذا الملف". وفي نفس الموضوع، أكد مقال في يومية (عكاظ) أن إقالة تيلرسون لم تكن مفاجئة ، بسبب الخلاف الواضح بينه وبين ترامب حول السياسة الخارجية لأمريكا، مؤكدا أن تيلرسون "يمثل دور الحمائم في حقبة يتبنى فيها الرئيس الأمريكي سياسة الصقور". وبرأي كاتب المقال، فقد "كان بإمكان تيلرسون أن يكون مناسبا وممثلا للحقبة التي كان باراك أوباما يرأس فيها أمريكا وانتهت بتراجع النفوذ الأمريكي (...)، ولذلك لم يكن هناك بد لترامب من إقالة تيلرسون وإسناد وزارة الخارجية لوزير جديد ينتمي للصقور وتنسجم رؤاه السياسية مع رؤى ترامب نفسه مما يعني أننا سنجد أنفسنا أمام مرحلة جديدة تكرس الموقف الأمريكي الحازم". وتحت عنوان "التغيير الأمريكي المرتقب"، أكد مقال في يومية (الرياض) أن قرار إقالة تيليرسون "ليس تغيير أشخاص بقدر ما هو تغيير في السياسة الأمريكية مستقبلا، (...) ويبدو أن هذا التوجه جاء سابقا لأهم ملفين أطاحا بتيلرسون، هما: الملف النووي الإيراني، والمحادثات الأمريكية والكورية الشمالية المرتقبة بشكل مباشر، فضلا عن ملفات أخرى في الشرق الأوسط"، مؤكدا أن العالم "سيشهد تغيرا كبيرا خلال ما تبقى من ولاية ترامب الرئاسية، وتعيين بومبيو بداية لذلك التغيير". وفي قطر، توقفت افتتاحيات الصحف المحلية عند الإطلاق الرسمي، أمس الأربعاء، من قبل الحكومة لاستراتيجية التنمية الوطنية الثانية (2018 -2022)، مسجلة أنها "خطوة مهمة" ساهم في إعدادها القطاعان العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الأكاديمية بغرض "تحقيق غايات رؤية قطر الوطنية 2030 على مستوى ركائزها الأربع المتمثلة في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية"، وذلك "بتحويلها إلى واقع ملموس"، يتقدمها العمل على "ضمان اطراد معدلات التنمية المستدامة في كافة قطاعات الأنشطة الاقتصادية". وفي الشأن الدولي، نشرت صحيفة (الوطن) مقالا تحت عنوان "معسكران جديدان"، اعتبر كاتبه أن العالم الحالي بات، بعد سقوط المعسكر الشرقي وانطفاء حرارة الحرب الباردة وتجربة المرور من قطبية ثنائية إلى قطبية أحادية، يعيش حالة تحول جديدة أفرزت معسكران جديدان يتمثلان في ما سماه ب"(دول عميقة)، يحكمها الجيش والأمن والمؤسسات البيروقراطية المدنية" و"ديمقراطيات تحتكم لمؤسسات لا دخل للجيش والأمن في تسيير شؤونها"، وتسري بين مفاصلها جميعا حرب باردة أكثر سخونة من ذي قبل. ولفت الكاتب إلى أنه وبخلاف حرب "المعسكرين الشرقي والغربي" التي كانت "ذات طابع إيديولوجي" وضمن "حدود معروفة"، وبطبيعة صراعات "مفهومة"، فإن حرب اليوم أصبحت "فوضوية بلا عقيدة وبلا حدود ودون ضوابط (...) ويمكن أن تكون مفتوحة على كل المفاجآت السيئة"، مسجلا أن "المقارنة تنذر بالأسوأ" في ظل سباق محموم نحو التسلح ومواجهة "تبدو أكثر احتمالا مع أسلحة متوحشة تضخ الدول الكبرى المليارات لجعلها أكثر توحشا". وفي سياق متصل، كتبت نفس الصحيفة في مقال بعنوان "النظام العالمي وصراع العمالقة في آسيا" أن "موازين القوى في النظام العالمي لا تكف عن التغير بمعدلات تتسارع باطراد"، لافتة إلى أن العالم الحديث انتقل من قطبية أوروبية مزقها الصراع بين أطرافها حول الاستفراد بالهيمنة وأنهكتها الحربان العالميتان، الى معسكرين شرقي وغربي ثم الى أحادية قطبية فتعددية قطبية منذورة لأن يصبح الثقل فيها للقارة الآسيوية وفي مقدمتها الصين واليابان والهند. ولاحظ كاتب المقال أن في قلب هذا التوجه الجديد تكمن نواة تحول أخرى محتملة شبيهة بما آل إليه صراع الأطراف الأوروبية في ما بينها؛ موضحا أن إقدام الصين في 2013 على إعادة إحياء طريق الحرير (بطول 12 ألف كيلومتر من شنغهاي الصينية الى لندن) بطموحات اقتصادية وأيضا سياسية لا تخفى، برأيه، على أحد، دفع باليابان، بتشجيع من الولايات المتحدة والهند وأستراليا، الى الدخول في منافسة على هذا المستوى بحثا عن ريادة لها بالمنطقة، وذلك بطرح بديل تحت مسمى "محيط هادي وهندي.. حر ومفتوح" قالت إنها تستهدف من خلاله "تأمين حرية الملاحة في المحيطين استنادا لقواعد القانون الدولي، وتعزيز التعاون الاقتصادي والأمني بين الدول المشاطئة التي تضم دولا آسيوية وإفريقية وشرق أوسطية". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الغد) في مقال لرئيسة تحريرها تحت عنوان "حق جديد يضيع"، أنه بعد سبعة عقود من العمل لخدمة ومساعدة ملايين اللاجئين الفلسطينين تجد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) نفسها أمام تحدي الزوال والاندثار، ما يفتح الباب على سيناريو كارثي يحل باللاجئين الفلسطينيين. وأشارت إلى أنه مع استمرار الضغوط على المنظمة الدولية يلمس اللاجئون تراجعا في الخدمات المقدمة لهم، كما يستشعرون تهديدات متعددة في ظل تراجع في التمويل بدأ منذ سنوات لعدم التزام الدول بدفع التزاماتها للوكالة، والذي انتهى بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض تمويل المنظمة إلى النصف خلال العام الحالي، والذي يشكل خطوة لئيمة لا تنفصل عن مخطط كبير لتصفية القضية الفلسطينية بأكملها ودفن حقوق اللاجئين من خلال القضاء على حق العودة. وفي موضوع آخر، كتبت صحيفة (الدستور) في مقال بعنوان "درعا على صفيح ساخن.. أي تهديدات للأردن؟"، أن ما يجري في درعا ومحيطها، ليس معزولا أبدا عن "الصورة الكبرى" للتطورات الأخيرة في الأزمة السورية، وتحديدا ما يتصل منها بتفاقم حدة التوتر بين موسكو وواشنطن، وتبادل التهديدات والتهديدات المضادة، وبصورة غير مسبوقة منذ اندلاع هذه الأزمة. ويرى كاتب المقال أنه إذا ما تحولت "المناوشات" الحالية على حدود الأردن الشمالية إلى مواجهات مفتوحة، فإنه معرض لاستقبال شظايا المعارك، ومعها موجات جديدة من اللاجئين، كما أن تهديد الإرهاب، الذي تراجع مؤخرا بعد القضاء على البنى المؤسسية ل (داعش) واسترجاع جغرافيا الدولة الإسلامية، سيتفاقم من جديد. أما (الرأي)، فكتبت في مقال بعنوان "حالة غير مسبوقة في التاريخ الأمريكي!!"، أن التصعيد الخطير في المنطقة، جاء نتيجة التهديدات التي أطلقتها المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن، نيكي هايلي، ضد سوريا، وهو التهديد الذي خلط الأوراق من جديد بشكل قد يغيرالمسارات السياسية الراهنة، تقول الصحيفة. واعتبر كاتب المقال أن ما يقلق المتابعين لتفاصيل الصراع الإقليمي أكثر هو أن الصراع في المنطقة يرتبط بالتطورات الفوضوية التي تحدث داخل الإدارة السياسية للولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه التغييرات الصادمة المتواصلة في مفاصل السلطة في واشنطن، والقرارات المتسرعة غير المدروسة التي يتخذها الرئيس الأمريكي، مؤشر على أن شيئا غير مسبوق يحدث داخل دوائر اتخاذ القرار في أمريكا، حيث "قد يكون حكم الفرد وتجاوز نظام المؤسسات في أقوى وأكبر دولة هو الأخطر، وقد يعزز التوتر في العالم". وفي البحرين، اهتمت (أخبار الخليج) بالتوتر الحاد بين لندن وموسكو على خلفية تسميم الجاسوس الروسي السابق على أراضي بريطانيا، حيث أكدت الصحيفة، أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أعلنت عن سلسلة عقوبات ضد روسيا، بينها طرد 23 دبلوماسيا وتجميد العلاقات الثنائية ومقاطعة كأس العالم المقبل بروسيا، معتبرة موسكو مسؤولة عن تسميم الجاسوس الروسي السابق على أراضيها، قبل أن تحذر رعاياها الراغبين بالتوجه إلى روسيا من مخاطر التعرض لمضايقات. وذكرت الصحيفة أن هذا التصعيد بين البلدين، يأتي قبل أيام على الانتخابات الرئاسية في روسيا والتي يعتبر فيها الرئيس فلاديمير بوتين الأوفر حظا بالفوز، وقبل أشهر على افتتاح كأس العالم لكرة القدم في روسيا. من جهتها، اعتبرت صحيفة (البلاد) أن إقالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوزير الخارجية ريكس تيلرسون عزز من فرص واشنطن في الانسحاب من اتفاق الغرب مع إيران بشأن برنامجها النووي في 2015، مما يزيد خطر مواجهة عسكرية محتملة مع طهران. وأوضحت الصحيفة، استنادا إلى تقارير إعلامية، أنه بهذا الإجراء "وضع ترامب مستقبل الاتفاق النووي مع إيران على المحك"، بعد أن حذر في يناير الماضي من انسحاب الولايات المتحدة منه ما لم ينجح الحلفاء الأوروبيون أو الكونغرس في "إصلاح العيوب الكارثية في الصفقة". وأشار المصدر ذاته إلى أن اختيار ترامب، مدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ليحل مكان تيلرسلون، هو رسالة واضحة بمضيه قدما في موقفه من الاتفاق النووي مع إيران، مع اقتراب الموعد النهائي لإصلاحه في 12 مايو المقبل.