بين عمالقة الغناء والمستهلين مشوارهم في المجال الفني الموسيقي، وتحديدا من اختاروا التعامل إنتاجيا مع شركة "سوني"، يلوح وجه كريمة ضمير، المغربية المتحدرة من الدارالبيضاء التي تشتغل مع هذه الشريحة الإبداعية من دولة الإمارات العربية المتحدة. تشغل ضمير موقعا بارزا في شركة الإنتاج الفني السمعي البصري نفسها، في صدارة طاقم حيوي لا يتوقف عن إبداء النصح واقتراح المخططات على أسماء غنائية لامعة؛ مراكمة احترام وتقدير وتنويه كل من تعاملوا معها في هذا المجال الشاهد مواكبة مستمرة من قبل الجماهير. إنجليزية وتواصل أبصرت كريمة ضمير نور الشمس أول مرة في مدينة الدارالبيضاء، وبها أمضت سنين الطفولة وأول أعوام الشباب، صاقلة شخصيتها الطموحة بالحياة الصاخبة وسط المستقرين في العاصمة الاقتصادية للمملكة. هوس المغربية نفسها باللغات جعلها تقبل على اللغة الإنجليزية، إذ اختارت جامعة الحسن الثاني بعد نيل الباكالوريا، وتخصصت في اللسانيات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية "عين الشق"، لتتحصل على إجازة في الشق الإنجليزي من هذه الدراسة. "إقبالي على القراءة والبحث ينمي دوما ملكاتي المتواضعة، ويجعلني أقبل دوما على خوض تحديات إضافية؛ لذلك عملت، بعد نيل شهادة الإجازة الأولى، على ارتياد الكلية نفسها مجددا، وغادرتها بإجازة ثانية في تواصل وسائل الإعلام الجماهيرية"، تقول ضمير. حلم الهجرة تقر ابنة الدارالبيضاء بأن حلم الهجرة كان يسكنها كعدد كبير من أبناء وبنات جيلها، مرجعة ذلك إلى تأثرها بأناس من محيطها غدوا من مغاربة العالم كي يبصموا على تألقات في مجالات متعددة، محسنين أوضاعهم الاجتماعية والمهنية. بشأن ذلك تقول كريمة: "لا أكشف سرا حين أؤكد أن فكرة الهجرة لازمتني منذ الصغر، بلا هوس أو سعي سريع صوب تحقيقها، وقد رأيتها قادرة على توسيع مداركي بسرعة وجعلي أراكم تجارب في مستويات عليا خارج الوطن الأم". عقب نيل شهادتي إجازة من كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الدارالبيضاء، ارتأت ضمير الإقبال على هجرة دراسية، قاصدة الديار الألمانية من أجل ذلك، لكن "ظروفا شخصية أملت عليها العودة إلى المغرب بلا استكمال لهذا المشوار"، وفق بوحها. سعي إلى دبي المشتغلة مع شركة "سوني" في دبيّ بتخصص في التسويق وإدارة المواهب، حاليا، تقول إن تحركها السابق نحو الاستقرار في ألمانيا فتح عينيها، بوضوح أكبر، على الإمكانات التي تبحث عنها من أجل شق حياتها المهنية. "صحيح أن تحقيق الاندماج في ألمانيا كان صعبا علي عند انخراطي في تجربة الهجرة أول مرة، خاصة أن عامل اللغة أثر علي وقتها، ما جعلني أستغرق زمنا في بذل جهد لضبط الألمانية، لكن عودتي إلى بلدي لأسباب شخصية لم يؤثر على حلمي بالهجرة مرة أخرى"، تورد ضمير. قدّمت كريمة طلبا لشركة إنتاج تلفزيوني مشتغلة من الإمارات العربية المتحدة، فكان قبول طلبها انطلاقة جديدة لها، فحزمت أغراضها ومداركها في مجال الإعلام لتستقر في مدينة دبي. وعما أعقب ذلك تزيد المتحدثة ذاتها: "تجربتي المهنية الإماراتية الأولى عرفت اصطدامي بمخالفة الممارسة المطلوبة مني للاتفاق الذي أبرمته مع مشغلي كمعدّة برامج سمعية بصرية..فقررت المغادرة نحو مؤسسة أخرى مشابهة في الأداء". ضمنت كريمة ضمير تواجدا لها في تلفزيونات عديدة، بينها "أو. إس. إن" و"نيكولوديون"، وأيضا قناة "Mtv" الموسيقية في دبي، التي غيرت توجهاتها كي تستقر، حتى الحين، على ما هو فني غنائي. الإشادات التي انهالت على عمل المغربية ذاتها في شق التواصل الفني جعلها تتحصل على عرض من شركة "سوني" لتعزيز أداء هذه المؤسسة المستقرة في "ميديا سيتي دبي"، فما كان منها إلا أن قبلت الانخراط في الرهان الجديد. إخراج تسويقي تمتد مهام كريمة ضمير في "سوني"، ضمن مصلحة التسويق وإدارة المواهب، إلى التعاطي مع الفنانين المتعاقدين مع المؤسسة بخصوص مظاهرهم وتصرفاتهم خصوصا، وطريقة مثولهم أمام الجماهير على وجه العموم. وتكشف المهاجرة المغربية أن انشغالها المهني نفسه يقتضي منها وضع مخططات بشأن الفترة الملائمة لتسويق الأعمال الغنائية الجديدة، بعد الحسم في النمط الغنائي المناسب لكل اسم فني. "أعمل ضمن فريق توكل إليه Sony مهام تمتد إلى اختيار فريق العمل الإشراف على الإنتاج، مرورا عبر انتقاء كتاب الكلمات والملحنين والموزعين والعازفين، مثلما توكل إليه مسؤولية وضع إستراتيجية تسويقية توصل إلى النجاح المبتغى"، تعلق ضمير. أرض الفرص تجربة ضمير خلصت إلى أن "دولة الإمارات العربية المتحدة تتيح إمكانيات التطور في زمن سريع للوافدين عليها، عكس البيروقراطية المتفشية في دول أخرى؛ بينها تلك المنتمية إلى أوروبا"، على حد قولها. أما بشأن تحقيق الاندماج في هذا البلد الخليجي فإن كريمة تعتبر التجربة الإماراتية سهلة بالنسبة لها، خاصة أن مدينة دبي تجمع أناسا من العالم بأكمله، من جنسيات الأرض عامة، مسهلة التعايش وسط هذا الخليط المجتمعي الدولي. "التحرك نحو الإمارات كان خيارا صائبا، فقد مكنني من تحقيق مكتسبات شخصية ومهنية قيمة، فهذه البلاد تؤمن بأخذ المكاسب مقابل الالتزام والعطاء الجاد، وتشجع كل من له قدرات يسعى إلى إبرازها بكل تفان"، تزيد كريمة ضمير. مستقبل وإصرار تلوح المغربية العاملة في "سوني" متشبثة بالمسار الذي تنخرط فيه حاليا خلال القادم من مستقبلها، مع الإقبال على اشتغالات تريدها أن تمثلها كمغربية، وتبرز وطنها الأم في أبهى الحلل الثقافية والفنية على المستويين الإقليمي والعالمي. بهذا الخصوص تكشف: "أحاول منذ بداية مشواري في المجال الموسيقي أن أعرف محيطي بما تزخر به بلادي في هذا المضمار، إذ إن وعي الأجانب بالثراء الفني المغربي يبقى محدودا، بل مجهولا لدى الغالبية.. أفكر في مشاريع سترى النور ببصمة مغربية جميلة". من جهة أخرى، تنصح كريمة ضمير المغاربة الراغبين في الإقبال على الهجرة بأن يكونوا خير سفراء لوطنهم، بالانتصار لذواتهم، مبتعدين عن الاستسلام أمام العراقيل التي تعترضهم، معبرين عن الإصرار في تحقيق أحلامهم، وتختم: "لا شيء يصنف مستحيلا مادام الاجتهاد متوفرا والتركيز على المرامي مستحضرا".