تكشف بشرى حجيج في ترافعها لصالح دعم القدرات القيادية للمرأة في المجال الرياضي أن "النساء القلائل اللواتي استطعن النجاح، والوصول إلى قمة التسيير الرياضي بالمغرب كن ممارسات سابقات"، في مجال يعرف سيطرة واضحة للرجال. وتعتبر اللاعبة السابقة للمنتخب المغربي، ورئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة، من بين هذه الفئة القليلة التي استطاعت بفضل عشقها لهذه الرياضة وقدراتها التسييرية، أن تشق طريقها بثبات وثقة، وترفع تحدي الدخول لعالم التسيير وتحمل المسؤولية، بتاريخ رياضي يمتد ل20 سنة. وتقول حجيج، التي رأت النور بالعاصمة الاسماعيلية، وتدرجت في جميع الفئات العمرية لكرة الطائرة وصولا لمنتخب الكبار، "إنها لم تخطر على بالها يوما فكرة تحمل المسؤولية" حيث تحكي، بتأثر كبير، أنها كانت في أوج مسارها المهني عندما استطاعت طرق أبواب المنتخب المغربي، "لكني لم أستطع ترك ممارسة رياضة كرة الطائرة التي يجري عشقها في عروقي". ومن أجل التوفيق بين الرياضة والدراسة لم تكن هناك خيارات كثيرة، لذلك قررت بشرى حجيج ولوج المعهد الملكي لتكوين الأطر مولاي رشيد وواصلت الدراسة لست سنوات بعد نيل شهادة الباكالوريا. وإلى جانب الرياضة، تشير سيدة الكرة الطائرة أنها تعشق تخصص تديير الموارد البشرية، وهو ما دفعها لدراسة هذا التخصص، حيث استطاعت بعد ذلك الاشتغال في مديرية الموارد البشرية بإحدى الإدارات المغربية، وتنخرط في مسلسل الدفاع عن حق المرأة في تقلد مناصب المسؤولية إسوة بالرجل، وعدم اختصار دورها في الحياة كربة بيت. ولم يشكل اعتزال لاعبة المنتخب المغربي سابقا سنة 2002، بعد الألعاب الفرنكوفونية بكندا، ودخولها عالم مهنتها الجديدة في مجال الإدارة، نهاية المسار والعلاقة مع الرياضة التي تعشقها، حيث كانت كفاءتها المهنية والتسييرية وعشقها لرياضة الكرة الطائرة، دافعا لمسيري ورؤساء العديد من الأندية، إلى طلب خدماتها في ظل مرحلة انتقالية ووضع استراتيجية لإعادة هيكلة الكرة الطائرة بالمغرب، خصوصا على المستوى الإداري والمالي. ولا تخفي حجيج أن لحظة اتخاذ قرار القبول أو الرفض جعلها تتذكر بكل حرقة بعض احباطات الماضي "عندما كنت لاعبة في صفوف المنتخب الوطني، عشت أنا وزميلاتي بعض الاحباطات لا أزال أتذكرها إلى الآن، فمع اقتراب كل موعد كبير، تتبخر أحلامنا في المشاركة بسبب العائق المادي". وتعود لتؤكد أن تحمل المسؤولية سيتيح لها فرصة تحقيق المبادئ التي تدافع عنها، الشيء الذي جعل أولى قراراتها يتجه نحو الاهتمام بالممارسة النسوية للكرة الطائرة ووضع أسس الإنصاف بين الذكور والإناث. وتسجل، في هذا الإطار، أن الحصيلة تعد جد إيجابية، لأن منتخب الإناث استطاع التتويج بلقب إفريقي، وعربي، وتأهل لكأس العالم في ثلاث مناسبات، إضافة إلى تأهل منتخب الفتيات للمرة الأولى لبطولة العالم بالصين. أما على المستوى الإداري "فقد حاولت وضع استراتيجية تهدف إلى تطوير ودعم رياضة الكرة الطائرة، بمساعدة مستشارين تقنيين جهويين، والزام الأندية، والجمعيات، والعصب، بادماج مسيرة رياضية على الأقل، وهو ماشكل خطوة أولى مهمة لتقوية التمثيلية النسوية في التسيير والادارة الرياضية بالمغرب". ومن بين الاختيارات الاستراتيجية لمرأة ترفع دائما التحدي، الاتجاه نحو القارة الافريقية، وتقوية التعاون جنوب جنوب، طبقا لرؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزة أنه " بعد تحقيق بعض التقدم على المستوى الوطني، اتجهنا نحو تقوية حضورنا على المستويين القاري والدولي". وتعمل حجيج أيضا من خلال المسؤوليات التي تتحملها في الكونفدرالية الافريقية (نائبة الرئيسة)، واللجنة التنفيذية للاتحاد العربي (رئيسة لجنة الرياضة النسوية) على الدفاع عن القضية النسائية، "أحاول العمل على تأنيث التأطير، والعمل على تكوين النساء في المهن ذات صلة بالرياضة، خصوصا تجاوز بعض أحكام القيمة التي تقف عائقا أمام الممارسة النسوية للرياضة مند سن مبكرة". وتختم بشرى حجيج أنه بعيدا عن الصور النمطية للمجتمع، يبقى وحده العمل بشكل جماعي، وكل من جهته، الكفيل بتحقيق النجاح في أي مجال. *و.م.ع