مع حلول الثامن من مارس من كل سنة، تحتفي نساء العالم بصفة عامة، والمرأة الرياضية المغربية بصفة خاصة، بيومهن الأممي، حيث تطفو على سطح نقاش الرأي العام الوطني تساؤلات بصيغة المؤنث عن الدور الذي تلعبه المرأة المغربية في دواليب تسيير الشؤون الرياضية، إضافة إلى تأثيثها لأجهزة القرار الرياضي الوطني. وإن كان الحضور النسوي شبه منعدم في تسيير الجامعات الرياضية المغربية، فإن بعض النقط المضيئة تشع وسط التكتل الرجالي، على غرار بشرى حجيج، رئيسة الجامعة الملكية المغربية للكرة الطائرة وعضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للعبة، والتي أرست دعائم تطوير ممارسة اللعبة في المغرب، إلا أن النتائج لم تتماش إلى حد ما مع حجم التطلعات، خلال السنوات الثلاث التي قضتها حجيج على رأس الجهاز الوصي على رياضة كرة الطائرة في المغرب. نزهة بيدوان، البطلة العالمية السابقة في رياضة ألعاب القوى، أحد هؤلاء النساء اللواتي تجاوزن حاجز العقدة "الذكورية"، لتقرر إنشاء جامعة ملكية للرياضة للجميع، جعلت منها خلية نحل لا تتوقف لعدة أنشطة رياضية واجتماعية، على غرار رياضة "الترياتلون" الأولمبية، والتي تمكنت أخيرا من ولوج جهازها التنفيذي الدولي. عيد المرأة الرياضية، يصادف هذه السنة عودة المشاركة النسوية المغربية من خيبة أمل في دورة الألعاب الأولمبية "ريو2016"، صيف السنة الماضية، إذا استثنينا بصيصا إيجابيا من مشاركة البطلتين وئام ديسلام وخديجة المرضي، اللتين كانتا وشيكتين من إحراز ميدالية برونزية في رياضتي التايكواندو والملاكمة، وهو معطى يطرح عديد علامات الاستفهام حول مدى الاهتمام بقاعدة الممارسة الرياضية النسوية في تربة أنجبت نوال المتوكل، نزهة بيدوان، بهية محتسن، منى بنعبد الرسول وأخريات. وإن كان غياب النساء على رأس هرم الجامعات الرياضية ملحوظ بشكل كبير، فإن ذلك لا يعني أنها لا تشهد دينامية "نون النسوة" داخلها، بل نجد أن أغلب الأجهزة الرياضية المغربية تتحرك بأنامل نسوية داخل لجان تواصلها، ولعل في جامعة الكرة والدراجات خير مثال على الحضور البارز للمرأة المغربية في صلب التسيير الرياضي، ولو من الجانب التواصلي.