شدد عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، على الدور الريادي للمرأة في المجتمع، معتبرا أنه لا تقدم بدونها، داعيا إلى انخراطها بقوة في "النموذج التنموي الذي يقوده الملك محمد السادس بكل إصرار وتحدٍّ". كلمة بنعتيق جاءت خلال افتتاح النسخة الثالثة من المبادرة الاقتصادية لنساء الجنوب تحت شعار "الابتكار والرقمنة: أي دور ريادي للنساء؟" المنظمة بمراكش من طرف الوزارة بشراكة مع جمعية النساء المقاولات بالمغرب، اعتبر خلالها أن "هذه اللقاءات هي لقاءات للتعبئة لنقول لكم إن المغرب يتوفر على إمكانيات قوية للدفع بالمشروع التنموي". الوزير المغربي اعتبر أن "حضور 40 مقاولة من مغاربة العالم للملتقى سيكون للتعريف بالجهة 13، وسنعرفهن من خلال الورشات بإمكانيات المواكبة المتاحة، التي للأسف يجهلها الكثيرون، وبالتالي شرحها من طرف ذوي الاختصاص سيشجعهن على الانخراط في المشروع التنموي الذي تحتل فيه المرأة مكانة أساسية". وأضاف: "الجهة 13 التي أطلقناها مع اتحاد مقاولات المغرب تسمح لمغاربة العالم أن يكتشفوا المؤهلات للاستثمار في المغرب، وأن يكونوا وسطاء بين ما ننتج والأسواق الخارجية، ويكونوا قناة لنستفيد من التطور التكنولوجي في بلدان الاستقبال"، مشددا على أن نجاح المهاجرين لا يمكن أن يكون جيدا دون استفادة بلد الأصل". ولم يفوت بنعتيق الفرصة دون التأكيد على أن الاستثمار لا بد أن تعترضه صعوبات، وأضاف: "نشتغل في الوزارة على توفير عروض مهمة مع مؤسسات مالية لدعم مغاربة العالم وتحفيزهم على الاستثمار، كما أننا نواكبهم ونشتغل معهم لمواجهة الصعوبات والتحديات". وأكد المسؤول الحكومي على أن "الرقمنة وسيلة وأداة مهمة في المواكبة، إذا استوعنباها وتموقعنا فيها سنربح الوقت وسنعبئ الكفاءات التي لدينا ونربح رهان الحضور في الدول الرائدة في مجالات متعددة". أسماء مورين العزوزي، الرئيسة الوطنية لجمعية النساء المقاولات بالمغرب، أوردت أن الملتقى في دورته الثالثة فرصة لنساء مقاولات من أوروبا وأمريكا وإفريقيا وآسيا للترافع والتلاقي وخلق شبكات للتعاون وتبادل الخبرات، معتبرة أن ذلك فخر للتنظيم. وشددت المتحدثة في كلمتها الافتتاحية على انخراط المقاولات في الاستراتيجيات الرقمية، داعية الحاضرات إلى ضرورة التواجد على المنصات الرقمية، مشددة على أن "ذلك هو المستقبل الذي يجب أن يبدأ اليوم". مورين دعت المقاولات المغربيات الحاضرات إلى تشجيع الشابات الحاملات للمشاريع ودعمهن، وقالت: "بيننا شابات هنا، هن أملنا في المستقبل، سيقدمن مشاريعهن وسيدافعن عنها وعن أفكارهن، وهذا رائع جدا، لأنها فرصة مهمة لهن، وهذا سبيلهن للنجاح، لذا أناشدكم للأخذ بأيديهن". عثمان فردوس، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلف بالاستثمار، أبرز في كلمته تفوق المرأة عالميا على الرجل في بعض المجالات، قبل أن يقدم أرقاما تبين ضعف نشاط المرأة المغربية إفريقيا وتفوقها عربيا، معتبرا أن الطريق مازال طويلا. بدوره اعتبر عبد اللطيف ميراوي، رئيس جامعة القاضي عياض بمراكش، أن المرأة تتواجد بشكل محتشم في أسلاك التعليم العالي، حيث أورد أن أقل من 5 في المائة من الطالبات يتوجهن إلى الدكتوراه، في حين 35 في المائة يتابعن دراستهن في سلك الماستر. وختم ميراوي كلمته بالتأكيد على ضرورة انخراط النساء في الدينامية التي تعرفها المملكة، موردا أن المناصفة في مراكز المسؤولية تغيب عن الجامعة لعدم وجود ترشيحات نسائية رغم وجود رغبة أكيدة في تفعيل ذلك. المبادرة التي تنظم بمراكش على مدى يومين، تعمل عبر أرضية رقمية تفاعلية من شأنها أن تمكن المقاولين من مغاربة العالم من الولوج إلى الخدمات المختلفة المقدمة من طرف الاتحاد العام لمقاولات المغرب، كما ستوفر منصة للتواصل والتشبيك بينهم وبين مختلف الفاعلين الاقتصاديين. ويرتقب، وفق المنظمين، أن تناقش الجلسة العامة الأولى الدعامات المؤسساتية لتعزيز الابتكار، بينما ستناقش الجلسة الثانية "النظام البيئي باعتباره إطارا محفزا لمقاولة الغد". كما سيشهد الحدث تنظيم 3 ورشات ستناقش مواضيع "الابتكار في 2018: تفعيل الأفكار"، و"الاقتصاد الرقمي على منصة التتويج"، و"الجامعة والمقاولة.. عالمان منفصلان".