قال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إنه تقرر خلال السنة الحالية الاحتفاء بالمرأة المقاولة، بعدما خصص احتفال السنة المنصرمة لنساء مشتغلات في مجال الصحافة والإعلام بالمهجر، مضيفا: "اكتشفنا أن للمغرب سفيرات مرموقات في كل بقاع العالم". كلمة الوزير جاءت خلال لقاء نظمته الوزارة، تحت اسم "جائزة سفيرات"، حول ريادة الأعمال النسائية، بمشاركة نساء مقاولات وقياديات مقيمات بالخارج، وذلك بمدينة مراكش، بشراكة مع جمعية النساء المقاولات بالمغرب، ويهدف إلى الاحتفال بالمبادرات النسائية، وخلق فضاء للقاء، والتشجيع على تبادل الخبرات، والنقاش مع خبراء متخصصين في تنمية الأعمال، والاستفادة من التجارب في هذا المجال. وأكد أنيس بيرو أن دور المرأة محدد رئيسي ضمن المؤشرات الاقتصادية لقياس نمو المجتمع، مشيرا إلى أن دراسات مقارنة أثبتت أن الأم غير المتعلمة يغادر أبناؤها الدراسة ثلاث مرات أكثر من المتعلمة. فالنساء يفرضن أنفسهن أكثر من الرجال، يورد بيرو، مرجعا ذلك إلى كفاءتهن وأدائهن وإنتاجهن، متسائلا عن مستقبل الذكور أمام تفوق الإناث في كافة المجالات، ومستدلا على طرحه ب"النتائج التي تحققها التلميذات في نتائج الامتحان الوطني للباكالوريا بالمغرب". وأكد الوزير المكلف بشؤون الهجرة أن "مسار خلق المقاولة في حد ذاته درس في الانضباط والالتزام والإرادة القوية التي تميز المرأة؛ لذا استطاعت أن تضمن النجاح أكثر من المقاولة بصيغة المذكر". بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، والتي ناب عنها الكاتب العام للوزارة، أكدت في كلمة لها، قرأت نيابة عنها، ألا تنمية ولا تقدم إلا بالاستثمار في الاقتصاد اللامادي، مشددة على أن "الدول المتقدمة توجهت نحو هذا القطاع الذي شكل تجاوزا للاقتصاد الكلاسيكي". وأضافت الوزيرة أن نقل مفهوم التمكين للمرأة إلى المجال التنموي شكل مركز اهتمام وزارتها، عبر توفير فضاء سوسيو-اقتصادي للولوج إلى الموارد، كفاعلة اقتصادية دون تمييز أو إقصاء، "لأن توزيع خيرات البلاد يجب أن يقوم على العدل والمساواة"، وفق تعبير الحقاوي. أسماء مورين العزوزي، رئيسة جمعية المقاولات بالمغرب، أوضحت لهسبريس أن "هدف اللقاء هو تقريب المقاولات من الاقتصاد اللامادي الذي يشكل تراثا كبيرا للمغرب، وربطه بالتقدم العلمي في مجال الرقمي، باعتباره اقتصادا لاماديا، ويشكل مستقبل المقاولة". ونبهت المتحدثة إلى أن "أي تأخر في ربط المقاولة بالمعرفة الرقمية سيجعل القاطرة تتجاوزنا"، مبرزة أن "اللقاء ينتظر منه تبادل التجارب بين المقاولات المغربيات داخل المغرب وخارجه، وخلق شراكات، ومساعدة المقاولات المبتدئات على وضعهن في سكة الاستثمار". الشابة الأزمي إحسان، مقاولة في مجال البناء، أوضحت، في حديثها لهسبريس، أنها تنتظر من اللقاء الاطلاع على المستجدات القانونية في مجال الاستثمار، والآفاق الممكن توفيرها من طرف المنظمات العاملة في المجال الاقتصادي والتجاري، وتكوين شبكة علاقات للاستفادة منها في تطوير مقاولتها. أما نادية أوعمو، مقاولة مغربية في دولة البحرين، فشددت، في تصريح لهسبريس، على أن "الاحتفال بالمرأة المقيمة في المهجر فرصة ذهبية للاحتكاك بالنساء المقاولات في أرض الوطن، واللائي برهن على كعبهن العالي في الاستثمار؛ كما يشكل لحظة لتبادل الخبرات والتجارب العملية للرفع من الإنتاجية، ولجعل حضور حواء المغربية ذا قيمة نوعية، بفضل مبادراتها المتميزة". وتم خلال اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة وجمعية النساء المقاولات بالمغرب، تهدف إلى تشجيع التشبيك، ومواكبة النساء الراغبات في خلق مقاولات داخل المغرب.