انطلقت، مساء اليوم السبت، فعاليات الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية، تحت شعار "الواحات ورهانات التدبير الترابي"، والذي تحتضنه مدينة زاكورة إلى غاية 27 فبراير الجاري. الجلسة الافتتاحية، التي حضرها ثلة من المسؤولين بوزارة الفلاحة، وبوكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والطاقة والمعادن، وأساتذة باحثين، أجمع المشاركون فيها، على أن هذه الدورة تعتبر ذات أهمية كبيرة لكونها تتناول موضوعا يتعلق بمعالجة الإشكالية التي تواجه الواحات المحلية والتنمية الترابية، مشيرين إلى أن هذه الدورة تطرح قضايا تتعلق بالهشاشة الإيكولوجية والسوسيو ثقافية للمجالات الواحية. وتناولت المحاضرات والندوات العلمية التي ألقيت مواضيع ذات صلة بالتنمية الواحية والفلاحة والمعادن، بالإضافة إلى دور القصبات والقصور في خلق دينامية تنموية محلية، حيث قدم الأستاذ الجامعي شكيب العالم محاضرة بعنوان "المناطق الواحية.. الإمكانيات والتحديات"، تطرق فيها إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الواحة في خلق التنمية، باسطا بعض التحديات التي تقف عائقا أمام تحقيق التنمية بالواحات. أما المحاضرة الثانية، التي قدمها عبد الله عبداللاوي، رئيس مصلحة الإنتاج بالمركز الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات، فكانت حول موضوع "تنمية واحات زاكورة في إطار برنامج المغرب الأخضر"، حيث عرض المحاضر أهم الإنجازات التي حققها مخطط المغرب الأخضر بمناطق نفوذ المركز الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات، مقدما بعض المعطيات الخاصة بأهم الأشجار والنباتات التي يجب الاعتماد عليها محليا، بالإضافة إلى عدد الهكتارات المستفيدة من برنامج الري بالتنقيط، وغيرها من الإحصائيات التي تهم القطاع الفلاحي وسلاسل الإنتاج. وتناول الحسين الذهبي، ممثل الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، في محاضرته، "استراتيجية الوكالة في التنمية الترابية الواحية"، مشيرا إلى أن الوكالة لعبت دورا هاما، من خلال التنسيق بين جميع المتدخلين لخلق مشاريع مندمجة، بغية تنمية المجال. وأضاف أن الوكالة عملت على تشخيص المقومات الواحية، التي تتضمن تأهيل النمو البشري، والتنمية الاقتصادية، مع المحافظة على البنية كرهان استراتيجي للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تقديم بعض المنجزات الهامة التي قامت بها الوكالة منذ سنة 2012. وتناولت المداخلة التي قدمها مدير صيانة وتوظيف التراث المعماري موضوع "المعمار الطيني واقتصاد التراث". فيما تطرقت محاضرة الحو المربوح، مستشار برلماني وعضو جهة درعة تافيلالت، إلى موضوع "القطاع المنجمي رافعة للتنمية المجالية"، حيث تحدث عن دور المعادن المنتشرة بمناطق عدة بالجنوب الشرقي، ودور المقالع التقليدية في التنمية المحلية. من جانبه، أوضح أحمد شهيد، مدير المنتدى الدولي للواحات والتنمية المحلية، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، أن هذا الملتقى يهدف إلى المساهمة في بلورة استراتيجية تنموية تشاركية تراهن على إقلاع اقتصادي هادف ومسؤول يرتكز على مؤهلات الواحات الفلاحية والحضارية والثقافية، ويعمل على تثمين تراثها المادي واللامادي، من فنون وحرف ودراية محلية، من أجل النهوض بالاقتصاد الواحي بصفة عامة، والاقتصاد الاجتماعي التضامني بصفة خاصة. وقال أحمد شهيد، في تصريح لهسبريس، إن اختيار شعار "رهانات التدبير الترابي" يأتي من أجل شرح كيفية المرور بالواحات من إعداد التراب إلى التدبير الترابي، مضيفا أن "هذه المقاربة تجعلنا نستلهم جميعا المؤهلات، التي تتوفر عليها الواحة لجعلها رافعة للتنمية". وأوضح أن "الملتقى سيكون على موعد مع شق علمي مهم سيتكون من ثلاثة محاور أساسية، تخص السياسات العمومية في مقاربتها للتنمية الترابية، والجماعات الترابية والوكالات الوطنية والدولية، وكيفية ملامستها هذه المقاربة وتفعيلها على أرض الواقع". وأضاف أنه "بهذه المحاور الثلاثة سيكون المنتدى جمع جميع الفاعلين من أجل قول كلمتهم والخروج بتوصيات، لجعلها خريطة طريق للدفع بعجلة التنمية إلى الأمام". ويتضمن برنامج المنتدى العديد من الندوات وورشات العمل ينشطها ويؤطرها خبراء وباحثون مغاربة وأجانب، اشتغلوا سنوات عدة على موضوعة الواحات وإمكانات التنمية في المجال الواحي، بالإضافة إلى معرض للصناعة التقليدية وأروقة خاصة بالجماعات الترابية والقطاعات المتدخلة، وكذا سهرات فنية.