انصبت اهتمامات الصحف الصادرة اليوم الجمعة في بلدان أوروبا الغربية حول الوضع الكارثي بالغوطة الشرقية والنقاش الدائر حول حيازة الأسلحة في الولاياتالمتحدة وقمة الاتحاد الاوروبي ببروكسل والانتخابات التشريعية بإيطاليا. ففي فرنسا تناولت الصحف الوضع الكارثي بالغوطة الشرقية، عقب القصف المكثف للنظام السوري وحلفائه ،والتظاهرات التي تشهدها الولاياتالمتحدةالامريكية من اجل مراقبة حمل السلاح الناري. وكتبت صحيفة (ليبراسيون) ان اعمال الابادة متواصلة بالغوطة الشرقية حيث يرزح ازيد من 400 الف مدني منذ بداية فبراير تحت القصف المكثف لطيران ومدفيعة النظام السوري. وأضافت الصحيفة استنادا الى شهادات سكان هذه البلدة الواقعة شمال شرق دمشق والمحاصرة منذ 2013 ، والذين يواصلون التواصل مع الخارج عبر الشبكات الاجتماعية ومنها وات ساب، ان اطفال هذه البلدة غادروا مدارسهم، وتركوا لعبهم في منازلهم من اجل الاحتماء الى جانب ابائهم في ما يشبه المقابر . من جهتها، قالت صحيفة (لوفيغارو) ان نظام بشار الاسد يواصل تقدمه نحو بلدة الغوطة،مدعوما بحلفائه الروس والايرانيين أمام ضعف الغرب، تاركا وراءه بركا من الدم والدمار. وتطرقت صحيفة (لوموند) الى المظاهرات التي تشهدها الولاياتالمتحدةالامريكية من اجل فرض مراقبة صارمة على حمل السلاح، بعد عملية اطلاق النار في فلوريدا. واشارت الى ان غضب شباب ثانوية مارجوري ستونيمان دوغلاس بفلوريدا حيث اطلق احد التلاميذ السابقين النار على 17 تلميذا واستاذا في 14 فبراير، اعطى طابعا استعجاليا واحيى النقاش بشأن مراقبة السلاح الناري. وفي البرتغال، اهتمت بالبرنامج الجديد للتمويل الرامي إلى النهوض بالابتكار داخل المقاولات والنقاش الدائر حول حيازة الأسلحة في الولاياتالمتحدة. وأبرزت (دياريو دي نوتيسيا) أن الأمر يتعلق بحوالي 120 مليون أورو موزعة على 6 سنوات وخطين للتمويل التي ستعزز دور مراكز برنامج (أنترفاس) كجسر لنقل التكنولوجيا المبتكرة بين الجامعات ومراكز الأبحاث والمقاولات . وأوضحت اليومية نقلا عن وزير الاقتصاد مانويل كالدييراكابرال أن هذا النموذج الجديد يتوخى "تحقيق الاستقرار وتمكين هذه المراكز التي تدعم الابتكار في المقاولات من تسريع وتيرة العمل ونقل التكنولوجيا للمقاولات وتطوير مشروع الابتكار ، ولكن أيضا تطوير مشاريع في ميادين جد متقدمة. وكتبت (صحيفة بوبليكو) أنه بعد مأساة أخرى في الولاياتالمتحدة خلفت مقتل 17 شخصا في ثانوية باركلند خلال الأسبوع الماضي ، عاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة تشريع قانون يتعلق بمراقبة الولوج للأسلحة النارية. وأضافت الصحيفة ان دونالد ترامب طلب هذا الأسبوع من المدعي العام حظر تسويق الأسلحة شبه الاتوماتيكية كتلك التي تم استعمالها في فلوريدا ، مسجلا أن هذا الإجراء ينظر إليه من قبل المدافعين عن مراقبة الأسلحة النارية كتدبير متواضع مطالبين بعمل أكثر شمولية. وأولت الصحف الإيطالية اهتمامها بتصريحات رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بشأن النتائج المحتملة للانتخابات التشريعية بإيطاليا و ذكرت صحيفة (لاريبوبليكا) أن جان كلود يونكر أعرب مساء أمس الخميس عن "الثقة" بأن تعمل الحكومة الايطالية على أن تظل روما لاعبا رئيسيا في الاتحاد الأوروبي وفي تحديد مستقبله. و أضافت اليومية أن هذا الموقف الذي عبر عنه رئيس المفوضية الأوروبية في بيان له، جاء في أعقاب تصريحات سابقة له أثارت جدلا في البلاد تضمنت الحديث عن "التحضير للسيناريو الأسوأ، أي حكومة بدون صلاحيات في إيطاليا" بعد الانتخابات البرلمانية . و نقلت عن يونكر قوله في وقت سابق ببروكسل "نتائج الانتخابات الإيطالية تثير قلقه أكثر من نتيجة الحملة التي أطلقها الحزب الاشتراكي الديمقراطي لإقناع منتسبيه بالتصويت لصالح تشكيل إئتلاف حكومي مع الحزب الديمقراطي المسيحي، بقيادة أنغيلا ميركل. و أشارت إلى أن الرئيس يونكر يتجنب التصريحات التي تبدو تدخلا حقيقيا في الحياة السياسية لواحدة من البلدان المؤسسة للاتحاد الأوروبي . وأبرزت أنه في محاولة لطمأنه الاتحاد الأوروبي، قال رئيس الوزراء الإيطالي أنه ليس هناك داع للتخوف مما يمكن أن تسفر عنه الانتخابات التشريعية القادمة . وأضافت الصحيفة أن "السيناريو المطروح حاليا هو حكومة يمينية تشرع في مهامها بشكل كامل في غضون شهر من تاريخ الانتخابات" و في مقال بعنوان "الاتحاد الأوروبي يخشى من إيطاليا دون حكومة"، أشارت الصحيفة الى تاكيد رئيس المفوضية الأوروربية، استعداد الاتحاد لأسوء السيناريوهات التي قد يكون له تأثير سلبي على الأسواق المالية . وسجلت أن من ضمن مخاطر انعدام الاستقرار السياسي نقل الاستثمارات بعيدا عن أوروبا. من جانبها، تطرقت صحيفة (كوريري ديلا سيرا) إلى تأكيد رئيس الوزراء الإيطالي ان بلاده في "حاجة إلى حكومة متماسكة، والتي لا تضرب عرض الحائط المكتسبات الأساسية التي تم تحقيقها في السنوات الأخيرة،"، محذرا من "العنف السياسي" الذي تفشى قبل الانتخابات وما أثاره من قلق. وتمحورت اهتمامات الصحف الالمانية حول قمة الاتحاد الاوروبي المنعقدة اليوم الجمعة في بروكسيل. وكتبت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" أنه عندما يجتمع القادة في بروكسل اليوم، فإن المال يلعب دورا هاما بشكل خاص حيث ستناقش الحكومات - للمرة الأولى - التخطيط المالي للفترة من 2021 إلى 2027. انها حوالي مئات المليارات من اليورو، والتي يجب دفعها، وعلاوة على ذلك، يتعلق الأمر بالقضايا الأساسية للاتحاد، مضيفة ان الاموال تظهر اهمية أوروبا لأعضائها. وما هو مهم لاوروبا. وهذا يؤثر على جميع المواطنين، سواء كدافعي الضرائب أو كمستفيدين. أما صحيفة "تاغس تسايتونغ" فترى أن الاتحاد الاوروبي يريد أن يكون أكثر من مجرد فضاء اقتصادي، إذ أن السياسيين الأوروبيين ومفوضي الاتحاد الأوروبي يرغبون في الحديث عن المبادئ والقيم والأهداف التي تربطهم، بما في ذلك حماية البيئة وهو ما يجب أن تعكسه ميزانية الاتحاد الأوروبي، بحسب الصحيفة التي تشير الى أن 50 في المائة من إجمالي الميزانية يجب أن تقدم أيضا مساهمة إلزامية في الأهداف المناخية والبيئية . من جانبها، أعربت صحيفة "فرانكفورتر الغمانيه تسايتونغ" عن اعتقادها بان المقاربة المشتركة تتطلب أيضا آراء مشتركة غير أنه لا يزال هناك نقص في الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بمواءمة التجارب والثقافات المختلفة ، مبرزة "أن أي شخص يحاول أن يفعل ذلك بمطرقة حداد لن يكون قادرا على إظهار تمثال أوروبا متلألئا في النهاية، بل مجرد كومة من الأنقاض". وتابعت اليومية أن هذا ينطبق على وجه الخصوص على قضية تقسم الاتحاد الأوروبي بشكل أعمق من أزمة الديون: التعامل مع موجة اللاجئين، مشيرة الى ان المستشارة الالمانية انغيلا ميركل جددت في تصريحها الحكومي امس الخميس امام البرلمان الالماني التأكيد على الحاجة إلى "تعزيز" حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي على نطاق واسع، ملحة على جزء من خطتها القديمة الذي يتعلق بالتوزيع العادل للاجئين في الاتحاد الأوروبي. واهتمت الصحف السويسرية بالنقاش الدائر حاليا في الولاياتالمتحدة حول حيازة الاسلحة، بعد حادث اطلاق النار المميت في احدى الثانويات بفلوريدا في الولاياتالمتحدة. وترى صحيفة "لوتون" تحت عنوان "في الولاياتالمتحدة، صحوة الجيل المناهض للأسلحة" ان "التغيير سيأتي من المجتمع المدني، وليس من الكونغرس، تعبئة تخيف المؤيدين للأسلحة". وقال كاتب الافتتاحية ان المعركة تنذر بانها ستكون شديدة، ولكن من المثير للاهتمام بشكل خاص ان الناجين من عملية اطلاق النار يستخدمون نفس طرق دونالد ترامب: التواصل المباشر دون طابوهات، مؤكدا انه " يبدو أن الشباب تولوا زمام السلطة ". من جانبها، كتبت صحيفة "تريبون دو جنيف" أن الرئيس الامريكي وعد بتدابير قوية من خلال طرح إمكانية، مثيرة للجدل، تتمثل في الترخيص لبعض المدرسين بحيازة الاسلحة. وذكرت "فانت كاتر اور" ان ترامب وعد بنهج الصرامة في ما يتعلق بالسن القانونية لشراء سلاح نارى بعد ان لاحظ كثير من الناس أن القاتل في فلوريدا تمكن من الحصول على سلاح شبه اوتوماتيكي وعمرة لا يتجاوز 19 سنة. وأوضحت الصحيفة ان مجموعة الضغط المؤيد للاسلحة أعرب على الفور عن معارضته لرفع السن القانونية لشراء سلاح، معتبرا انه يجعل المواطنين الملتزمين بالقانون يؤدون ثمن الأفعال غير المشروعة للمجرمين. وفي إسبانيا ركزت الصحف على السحب المثير للجدل لبعض الأعمال الفنية من المعرض الدولي للفن المعاصر في مدريد " أركو" وكذا المظاهرة الكبيرة التي نظمها المتقاعدون بعدة مدن إسبانية بالإضافة إلى الخلافات والانقسامات التي تعرفها الأحزاب الداعمة للاستقلال بمنطقة كتالونيا . وتطرقت صحيفة ( البايس ) إلى سحب بعض الأعمال الفنية حول " معتقلين سياسيين " من المعرض الدولي للفن المعاصر في مدريد " أركو" والتي شكل بعض القادة المدافعين عن استقلال كتالونيا يوجدون رهن الاعتقال أو متابعين لتورطهم في المسلسل الانفصالي موضوعا لها، مشيرة إلى أن قرار المشرفين على هذا المعرض سحب هذه الأعمال الفنية أثار جدلا وتم التنديد به باعتباره يشكل مسا خطيرا بحرية التعبير . وكتبت الصحيفة أن الجدل الذي أعقب سحب المشرفين على المعرض لبعض الأعمال الفنية تجاوز الحزب الشعبي الحاكم وكذا الحزب العمالي الاشتراكي أهم أحزاب المعارضة، مضيفة أن المتحدث باسم الاشتراكيين تراجع في الأخير بعد أن دعم وساند هذه المبادرة في حين أوضح وزير التربية والثقافة والرياضة الناطق الرسمي باسم الحكومة أن السلطة التنفيذية " لا علاقة لها " بقرار سحب هذه الأعمال من المعرض . ومن جهتها تحدثت صحيفة ( إلموندو ) عن المظاهرة الكبيرة التي نظمها المتقاعدون أمس الخميس بعدة مدن إسبانية من أجل المطالبة ب" دخل محترم " كما نددوا بتدهور القدرة الشرائية . وأوضحت الصحيفة أن العاصمة مدريد استقطبت أكبر عدد من المتقاعدين المشاركين في هذه المظاهرة التي أغلقت أبواب مجلس النواب ( الغرفة السفلى للبرلمان ) مشيرة إلى أن حجم التعبئة التي عرفتها هذه المظاهرة تجاوز حتى المظاهرات التي نظمت للتنديد بانعكاسات الأزمة الاقتصادية لعام 2008 . أما صحيفة ( لاراثون ) فأكدت من جهتها أن المفاوضات بين أهم حزبين يدعمان استقلال إقليم كتالونيا حول تنصيب كارليس بيغدومنت مجددا رئيسا للحكومة المحلية للجهة قد اقتربت من دائرة الفشل مؤكدة أن مؤيدي بيغدومنت بدأوا يهددون بالدعوة إلى انتخابات جهوية جديدة .