سلّط عدد من الناشطين المغاربة المقيمين بكندا الضوء على واقع الهجرة بهذا البلد الأمريكي، وكيفية اندماج المهاجرين في بلد الإقامة الجديد. وأسهب الناشطون المغاربة المقيمون بكندا، خلال ندوة احتضنها الرواق الخاص بمجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء عصر يوم الثلاثاء، في التفصيل عن واقع الهجرة، وكيفية اندماج المغاربة وتدبير التنوع الثقافي بهذا البلد. واعتبرت الناشطة فيروز فوزي، القادمة من كندا، أن المرأة المغربية حاضرة في المجتمع الكندي إلا أن هناك نساء لم تجدن بعد مكانهن وسطه. المتحدثة نفسها أكدت أن "السبب في عدم تأقلم النساء مع هذا الوضع، يرجع إلى صعوبة اللغة وعدم إتقانها بالتالي تجدن صعوبة في الحصول على منصب عمل". وأوضحت فيروز فوزي أن اللغة تعد عاملا مهما في التأقلم بالمجتمع الكندي، لافتة إلى أن النساء المهاجرات تبذلن مجهودا في التأقلم. من جهته، تحدّث عبد القادر فيلالي، الذي يشغل مسؤولا بأحد مراكز البحث بأوتاوا الكندية، عن وجود اختلاف في التعاطي مع التعدد في كندا بين المحيط الذي يتحدث باللغة الإنجليزية والمحيط الذي يتحدث بالفرنسية، هذا الأمر، يضيف المتحدث نفسه، ينعكس على الحياة اليومية للمهاجر المغربي. وأشار فيلالي، في معرض مداخلته، إلى أن الحديث عن عدم الاندماج في كندا يهم بالأساس "السكان البيض الذين يقطنون بالضواحي؛ فيما نحن نقطن بمراكز المدن". وشدد المتحدث نفسه على أن الهجرة لم يعد ينظر إليها على أنها رغبة في تحسين الوضعية الاقتصادية؛ "لكنها بات النظر إليها من المنظور الأمني، إذ أصبحنا نرى صعود بعض الوجوه التي ترتكز على أساس اقصاء الآخر، حيث تمت صباغة الهجرة بشكل أمني". هشام معتضد أوضح أن البلد الذي يقيم فيه لا يزال في حاجة ماسة إلى أعداد من المهاجرين؛ لكنه دعا إلى عدم الاقتصار على دراسة تيمة الهجرة، لكن يجب أن يتم تحليل وضعية بلد الاستقبال أيضا. ولفت المتحدث نفسه إلى أن الجمعيات بهذا البلد تعمل على تنشيط المهاجرين من أجل إدماجهم وسط المجتمع الكندي، إذ تحدث عن تنظيم عدة تظاهرات ثقافية وغيرها، وأيضا يتم التعريف بالهوية والثقافة المغربية.