شكل الدور الطلائعي للمرأة المغربية المهاجرة بكندا محور لقاء نظم أمس السبت بدار المغرب بمونريال، بحضور عدد كبير من النساء اللاتي جئن للاحتفاء بالمرأة، والإشادة بتضحياتها ومساهمتها الغنية في تنمية المجتمع الكندي. وبهذه المناسبة، نوهت سفيرة المغرب في أوتاوا، نزهة الشقروني، بهذا اللقاء المنظم بمبادرة من منتدى الكفاءات المغربية المقيمة بكندا، والذي يروم الاحتفاء بالمرأة المغربية المهاجرة ومساهماتها في إثراء المجتمع الكندي، مضيفة أن الاعتراف بمختلف الثقافات يعد أحسن وسيلة للحفاظ على الهوية، وأفضل طريقة للاندماج في البلد المضيف. وأبرزت السيدة الشقروني أن اندماج المهاجرين بالمجتمعات المضيفة يتوقف على مدى قدرتهم على الولوج إلى المجالات المؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرة إلى أن المرأة المغربية أثبتت قدرتها على الاندماج المثالي في هذه المجالات الثلاثة. وفي هذا السياق، أوضحت السيدة الشقروني أن كندا تضم العديد من النساء المهاجرات المغربيات، اللواتي تمكن من ترك بصماتهن في مختلف المجالات (الأكاديمية والاقتصادية والسياسية والإعلامية والاجتماعية والثقافية)، مبرزة أن النساء المغربيات (مسلمات أو يهوديات) يساهمن من خلال الشبكات التي أنشأنها في النسيج الاجتماعي والأنشطة الثقافية من أجل تعزيز انفتاح المرأة المغربية والعربية بشكل عام. وأكدت أن النساء المغربيات المهاجرات يشكلن "قوة فاعلة" لتعزيز المبادئ والقيم العالمية، مضيفة أنهن أظهرن قدرتهن على التكيف والإنتاج والمساهمة في النمو الاقتصادي وفي الإثراء الثقافي للبلدان المضيفة. ونوهت الدبلوماسية المغربية بنجاح المرأة المغربية المهاجرة، والذي يعد ثمرة العمل الجاد والمثابرة، معتبرة أن هؤلاء النسوة يجب أن يشكلن نماذج للأخريات اللواتي اخترن الهجرة إلى كندا بحثا عن حياة أفضل، لكنهن يواجهن مشاكل تتعلق بعدم الاعتراف بالشهادات، وقلة الخبرة، وصعوبة اختراق الهيئات المهنية، مما يؤدي الى ارتفاع معدل البطالة في صفوف النساء المهاجرات بشكل عام. وأمام هذا الوضع، حيث تتأثر المرأة بانعكاسات تواجدها في وضعية عدم الاندماج والتهميش، دعت السيدة الشقروني إلى استكشاف كل الوسائل لإخراجهن من عزلتهن، ومنحهن فرصة ليصبحن فاعلات في التنمية. ومثل هذا الاجتماع مناسبة للسيدة الشقروني لتسليط الضوء على المجهودات الجبارة التي يبذلها المغرب في إطار سياسته الجديدة للهجرة، التي وضع أسسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تشكل نموذجا في المنطقة. وأشارت في هذا السياق إلى الإصلاحات الجوهرية التي أطلقها جلالة الملك من أجل تعزيز حقوق المرأة، مضيفة أن هذه الدينامية، التي أدت سنة 2011 إلى اعتماد دستور جديد يرسخ المساواة بين الرجل والمرأة، تنضاف إلى المكتسبات الأخرى التي حققتها المرأة (قانون الأسرة، والجنسية ....الخ). ومن جانبها، اعتبرت الأمينة العامة لمنتدى الكفاءات المغربية المقيمة بكندا، السيدة نفيسة أبرباش، أن هذا اللقاء يشكل تكريما لجميع النساء المغربيات المهاجرات في كندا، مشيرة إلى الدور الحيوي الذي اضطلعت به في المجتمع الكندي. وذكرت بأن تاريخ المغرب مليء بنماذج من النساء اللواتي ساهمن في تنمية المملكة وإشعاعها على الساحة الوطنية والدولية، لافتة إلى أنه ليس من الغريب أن نجد مهاجرات مغربيات يضطلعن بدور أساسي في المجتمع المضيف بفضل شجاعتهن ومثابرتهن وإصرارهن على النجاح في بلد الهجرة. وأضافت أن هؤلاء النساء، اللواتي يواصلن النضال لمكافحة كل الصور النمطية، تمكن من اختراق، بنسب غير مسبوقة، سوق العمل في جميع المجالات تقريبا. من جانب آخر، أشادت وزيرة الهجرة والتنوع والاندماج بكيبيك، كاثلين ويل، بالمساهمة المتميزة للهجرة في المجتمع الكيبيكي بفضل الامكانيات الهائلة للمهاجرين، بما فيهم المرأة المغربية التي ساهمت في تنمية الكيبيك. كما سلطت الضوء على السياسة الجديدة للهجرة والاندماج في كيبيك، داعية الجميع إلى الانخراط فيها لتجاوز كل ما يعيق اندماج المهاجرين، خاصة في سوق العمل. وقد تخللت هذا اللقاء شهادات لمغربيات مهاجرات في كندا، حققن نجاحات في عملهن، حيث تقاسمن مع الحاضرين تجاربهن والعقبات التي واجهنها لتحقيق أفضل اندماج في بلد الاستقبال.