انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات "ماروكان 2017" المنظمة من قبل الغرفة التجارية والصناعية للمغرب بكندا، وذلك بمقر السفارة الكندية في العاصمة الرباط. وخلال كلمة افتتاحية لهذا الحدث، أثنت السفيرة الكندية بالمغرب، ناتالي دوبي، على متانة العلاقات بين البلدين في عدد من المستويات، مشددة على أن الروابط التي تجمع بينهما قديمة جدا، وزادت: "للمغرب مكانة مميزة لدى بلادي على الصعيد الدبلوماسي". واستشهدت المتحدثة ذاتها بكون المملكة تعد الشريك الخامس لكندا في إفريقيا، كما أن المبادلات التجارية بينهما في تطور مستمر، إذ تطورت العام الماضي بنسبة خمسة في المائة، وهو ما تأتى من خلال تصدير كندا لعدد كبير من المنتجات الفلاحية والصناعية إلى المملكة، مقابل استيراد الفوسفاط والمواد الفلاحية، في حين أن هذا التطور ينعكس أيضا على مستوى قطاع الخدمات، مبرزة أن هذا المجال واعد ويمكن القيام بعدد من التدابير من أجل تطويره. وتابعت ناتالي: "يمكن للمغرب أن يكون منصة للشركات الكندية في القارة الإفريقية؛ وفي مقابل ذلك تعتبر كندا بوابة مزدوجة اللغة لسوق أمريكا الشمالية من أجل الشركات المغربية وملاذا لآلاف المغاربة"، موضحة أنها على استعداد لدعم برامج الغرفة التجارية والصناعية للمغرب بكندا من أجل تطوير المشاريع الهادفة إلى تطوير العلاقات بين البلدين. وفي وقت أشارت إلى أن المغرب شريك أساسي لكندا على مستوى المنظمة الفرانكوفونية، تحدثت ناتالي عن مجالات التعاون في ما يتعلق بمحاربة الإرهاب والعمل على تعزيز الديمقراطية والنهوض بأوضاع المرأة والشباب، كما أثنت على دينامية الجالية المغربية المقيمة في كندا، بالإضافة إلى الذين يحملون الجنسية الكندية المغربية. في مقابل ذلك، نوّه الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أنيس بيرو، بالدور الذي تقوم بها الجالية المغربية في كندا، إذ قال إن "100 ألف مغربي مقيمين هناك، ويقومون بأدوار كبيرة من أجل التقريب بين البلدين والانفتاح المتبادل على كلا المجتمعين؛ كما تمكنوا من الاندماج في المجتمع الكندي، ولازالوا مرتبطين بأصولهم المغربية". وتحدث المسؤول الحكومي ذاته عن التزام الجالية المغربية في كندا على المستوى الثقافي، من خلال العمل الذي تقوم به "دار المغرب"، وهو مركز ثقافي في مونتريال، وزاد مستدركا: "رغم وجود بعض الصعوبات في البداية، إلا أنه بدأ في نقش اسمه بين أكثر المؤسسات النشيطة في كندا". وفيما تم توقيع اتفاقية شراكة بين الغرفة والاتحاد العام لمقاولات المغرب، أثنى عبدو ديوب، رئيس لجنة العلاقات الإفريقية جنوب جنوب في الاتحاد، على عمل الغرفة من أجل تطوير العلاقات المغربية الكندية على الصعيد الاقتصادي؛ فيما أشار إلى أن اتحاد مقاولات المغربية هو الفاعل الأول في القطاع الخاص بالمغرب، كما أنه جد نشيط على مستوى الدبلوماسية الاقتصادية. وأشار ديوب إلى أن الاتحاد يعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية للمغرب على المستوى الاقتصادي، منوها في الوقت ذاته بالدور الذي يقوم به الملك محمد السادس في مجال العلاقات المغربية الإفريقية، وداعيا إلى العمل على تطوير العلاقات الكندية المغربية على المستوى الإفريقي. عبد الرحيم خيي بابا، رئيس الغرفة التجارية والصناعية للمغرب بكندا، أبدى سعادته بما تقوم به الأخيرة، فيما وجه شكره لعدد من الفاعلين الذين يساهمون في عملها، خاصة الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بالإضافة إلى السفارة الكندية بالرباط. ويقول خيي بابا إن خصوصية نسخة هذه السنة من "ماروكان" تتمثل في الشراكة التي تم توقيعها مع اتحاد مقاولات المغرب، بالإضافة إلى زيارة 31 من رجال الأعمال من كندا إلى المغرب، في حين لم يتجاوز العدد العام الماضي 8 أفراد. وكرم رئيس الغرفة المشار إليها عددا من الشخصيات والمؤسسات المغربية والكندية التي ساهمت في تسهيل عملها، ومن بينها الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، وسفيرة كندابالرباط، بالإضافة إلى مريم بنصالح، رئيسة اتحاد مقاولات المغرب، والبنك الشعبي، ووفا كاش، ومهاجر مغربي في كندا يدعى إدريس بنزاكور، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الأخرى.