شهدت السفارة الكندية بالرباط، صباح اليوم، احتفالا بمناسبة انطلاق الدورة الجديدة ل"سنة المغرب في كندا" "ماروكان 2016"، المنظمة من طرف الغرفة التجارية والصناعية المغربية بكندا، والذي يهدف إلى ربط العلاقات بين رجال الأعمال المغاربة والكنديين. حضر الاحتفال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، وسفيرة كندا بالمملكة ناتالي دوبي، ووزيرة الصناعة التقليدية فاطمة مروان، وممثلين عن الاتحاد العام للمقاولات، والعديد من الأطر المغربية المقيمة بكندا. وأبرزت السفيرة الكندية في كلمتها بمناسبة إعطاء انطلاقة تظاهرة "ماروكان 2016"، إلى أن المغرب يشدد دائما على أن التنوع الثقافي والتسامح تعد قيما أساسية يتقاسمها مع كندا، لافتة إلى "أننا نعمل معا على تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والأمن ومكافحة الإرهاب. واعتبرت سفيرة أوتاوا بالرباط، أن إطلاق شركة الطيران الكندية "إير كندا" لخط جوي جديد بين مونتريال والدار البيضاء ابتداء من شهر يونيو المقبل، الوحيد من نوعه الذي تؤمنه هذه الشركة في اتجاه شمال إفريقيا، يعكس التموقع الاستراتيجي للمغرب بالقارة، وأيضا إمكانيات النمو التي يزخر بها، لاسيما في قطاع السياحة. وقال أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إن تظاهرة "ماروكان 2016"، فرصة لتبادل الأفكار والحوار، خصوصا في الظرفية الحالية "التي يقوم فيها البعض بإلقاء اللوم على الآخرين والأجانب، وتقديمهم على أنهم المسؤولون عن البطالة والمشاكل الاجتماعية وينسون التاريخ". وعبّر الوزير عن أسفه لكون دول عدة تغلق حدودها وتحاول أن تضيق الخناق على المهاجرين، معتقدة أنها من خلال هذه الإجراءات ستكون آمنة "وهي فكرة خاطئة"، في نظر بيرو، الذي شدد على أنه يتعين على السياسيين والمثقفين دق ناقوس الخطر، والتأكيد على أن الوقت حان للحث على التسامح والاستماع للآخرين واحترام الاختلاف. واعتبر الوزير أن كندا من بين الدول الناجحة في مجال إدماج المهاجرين، وأن تنظيم ملتقى "ماروكان 2016" هو فرصة من أجل تبادل الأفكار والاستماع لكل الأطراف، والتعرف على وجهات نظر مختلفة، بالإضافة إلى الدور الاقتصادي الذي يقوم به المغرب في التقريب بين المستثمرين الكنديين والمغاربة. من جهته قال عبد الرحيم خيي بابا، رئيس غرفة التجارة والصناعة المغربية بكندا، إن هذا البلد منح المهاجرين المغاربة الكثير، "وكنت أقول من المؤسف ألا يستفيد المغرب من الخبرة التي راكمها المغاربة في كندا، لهذا قمنا بالتفكير في تنظيم مثل هذه الملتقيات"، مشددا على أن "المهاجرين وإن غادروا المغرب، فإن المغرب لم يغادرهم". وأكد المتحدث ذاته أن الهدف من خلال إقامة هذه التظاهرة، وغيره، يدخل في إطار الدبلوماسية الموازية التي يمكن أن يقوم بها مغاربة العالم، مردفا أن غرفة التجارة والصناعة تهدف إلى إقامة علاقات اقتصادية بين رجال الأعمال المغاربة والكنديين، والتعرف على فرص الاستثمار في كلا البلدين. ولفت خيي بابا إلى أن هناك فئة من المغاربة "الصامتين" في كندا، "ونحن نريد أن نسمعهم ونسمع صوتهم"، مضيفا أن مغاربة كندا يتوفرون على مؤهلات علمية عالية، "ذلك أن 90 في المائة منهم يتوفرون على مؤهلات علمية عالية ويحتلون مراكز علمية رفيعة في أرقى الجامعات الكندية، كما أن مغاربة كيبيك يعدون أكثر الجاليات تعلما". وعبّر خيي بابا عن إعجابه بطريقة تعامل كندا مع المهاجرين، بحيث "لا نشعر بأننا أجانب ولا نسمع عن مواطن كندي من أصل أجنبي، وإنما مواطن كندي وفقط"، معبرا عن اعتقاده أن المهاجر الذي جرب نموذج الإدماج في كندا، "يصعب عليه أن يتحمل طريقة تعامل الدول الأوروبية مع المهاجرين". وتقديرا من الغرفة للدور الإعلامي الذي تقوم به جريدة هسبريس في ربط جسور التواصل بين مغاربة كندا فيما بينهم، وبينهم وبين بلدهم، فقد تم تكريمها في شخص رئيس تحريرها طارق العاطفي، وأكد رئيس الغرفة خيي بابا أن "جريدة هسبريس تقوم بدور كبير في ربط التواصل بين مغاربة كندا، حيث لا يمكن لقاء الجميع في بلد تصل مساحته 10 ملايين كيلومتر، كما أنها تحظى بمتابعة كبيرة من طرف مغاربة كندا". وشهد الحفل تكريم غرفة التجارة والصناعة للمغرب بكندا لعدد من النساء، بمناسبة حلول اليوم العالمي للمرأة، من بينهن السفيرة الكندية بالمغرب، ناتالي دوبي، والوزيرة فاطمة مروان، ومديرة ديوان الوزير أنيس بيرو، ليلى الرافعي، والمحاميتان بالديار الكندية نادية بارو وعواطف لخضر، ومساعدة المدير العام لمؤسسة البنك الشعبي المركزي أمينة علاديني، والراحلة زوليخة ناصري، مستشارة الملك محمد السادس، والتي تسلم درع تكريمها الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة.