أبرز المشاركون في فعاليات المعرض الكندي للاستثمار والمعاملات التجارية «سيتكس 2016»، الذي ينظم في إطار سنة المغرب بكندا «ماروكان 2016»، تميز العلاقات التي تربط المغرب بكندا على الصعيد السياسي والتجاري والاجتماعي والثقافي التي تجمع بين البلدين لأزيد من نصف قرن. وأجمعت فعاليات من عالم الأعمال المغاربة والكنديين، خلال هذه التظاهرة الاقتصادية، التي نظمتها غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا، السبت الماضي بقصر المؤتمرات بمونريال تحت شعار «»المغرب، بوابة إفريقيا: أي فرص للمقاولات الكندية»، على أهمية دور هذا الموعد الاقتصادي في تعزيز التبادل والتعاون بين المغرب وكندا. وافتتحت هذه التظاهرة، التي اختتمت أول أمس الأحد، من قبل وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة مروان، بحضور سفيرة المغرب في كندا، نزهة الشقروني، والقنصل العام للمغرب في مونريال، حبيبة الزموري، وجواد الدقيوق مدير التعاون والدراسات والتنسيق القطاعي بالوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، وعبد الله عدناني المدير العام لدار الصانع. وعكست فعاليات المعرض الكندي للاستثمار والمعاملات التجارية (سيتكس 2016) الحضور المتجذر للجالية المغربية في كندا، الذي من شأنه أن يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين، لا يقتصر فيها التعاون على المستوى الاقتصادي بل يتعداه ليشمل مجالات متعددة مما يضفي دينامية على المبادلات وتعزيز التعاون الاقتصادي بين المغرب وكندا. وجمع معرض (سيتكس 2016) في الفضاء ذاته مقاولات مغربية وكندية تنشط في العديد من القطاعات الاقتصادية بهدف الترويج لمنتجاتها وخدماتها لآلاف الزوار الذين توافدوا بأعداد كبيرة إلى الأروقة التي أقيمت بهذه المناسبة، والتي تضم، من بين أمور أخرى، أروقة صممت من قبل دار الصانع بتعاون مع وزارة الصناعة التقليدية. واتفق المشاركون في هذا المعرض على قدرة المغرب في أن يشكل بوابة للمصدرين الكنديين لولوج السوق الإفريقية، كما يمكن أن يجعل كندا نافذة لرجال الأعمال المغاربة لولوج القارة الأمريكية الشمالية، وكذا مناسبة لبث دينامية في دور الجالية في التنمية الاقتصادية للمغرب، وجعل أفرادها «فاعلين» في التنمية الاقتصادية الوطنية، يساعدون المقاولات الكندية على الانفتاح أكثر على السوق المغربية ومؤهلاتها، ويمكنون المقاولات المغربية من التعرف على المؤهلات الاقتصادية لكندا. وأوضح المشاركون أن أنشطة غرفة التجارة والصناعة المغربية في كندا قادرة أن تساهم في تعزيز العلاقات بين المغرب وكندا والدفع بتطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين في القادم من الأيام نحو الأفضل، مع الإشارة إلى أن سنة 2015 عرفت مبادلات تجارية بين كندا والمغرب تجاوزت قيمتها خمسة مليارات درهم. وشكلت هذه التظاهرة، التي تهدف إلى إعطاء دينامية لدور مغاربة العالم في التنمية الاقتصادية للمغرب وجعل أفراد الجالية المغربية فاعلين نشيطين في التنمية الاقتصادية الوطنية، مناسبة ملائمة بالنسبة لرجال الأعمال الكنديين من أجل التعرف على السوق المغربية، التي تتوفر على مؤهلات قوية في العديد من القطاعات الاقتصادية. وعلى هامش هذا التظاهرة تم تنظيم سلسلة من المؤتمرات وجلسات النقاش نشطتها غرفة التجارة والصناعة المغربية في كندا وشركائها، بحضور ثلة من السياسيين وشخصيات من عالم الأعمال المغاربة والكنديين ومحامين، حول مواضيع تتعلق بالتنمية الاقتصادية للمغرب، وتعزيز التبادلات والشراكة بين المغرب وكندا وخاصة في المجالات الاقتصادية والأعمال. وتسعى دورة «ماروكان 2016» إلى إعطاء صبغة أوسع لمستقبل الشراكة بين المغرب وكندا، وهي الشراكة التي ترغب غرفة التجارة والصناعة المغرب بكندا في ضمان دوامها وشمول منافعها اقتصادي البلدين». وللإشارة، فإن إطلاق (ماروكان 2016) في أبريل الماضي بالعاصمة الرباط تميز بتنظيم المعرض التجاري الدولي الكندي (سيتكس 2016)، فيما سينظم بين 13 و23 ماي المقبلين فعاليات «ماروكان نيتوورك 2016» (13-23 ماي) والتي تهدف إلى تعزيز العلاقات التجارية بين المغرب وكندا، وبث دينامية في العلاقات الاقتصادية الثنائية. بهذه المناسبة، أبرز رئيس غرفة التجارة والصناعة المغرب في كندا، عبد الرحيم خيي بابا، أن وفدا من رجال الأعمال الكنديين يمثلون مختلف القطاعات الاقتصادية والصناعية سيزور المغرب في ماي المقبل، حيث سيستقبل من قبل مسؤولين حكوميين، والاتحاد العام لمقاولات المغرب وباقي الفاعلين الاقتصاديين المغاربة، بهدف نسج روابط متينة جديدة للشراكة بين الرباط وأوتاوا وتقوية المبادلات وعلاقات الأعمال بين البلدين. ويروم هذا اللقاء، يقول خيي بابا، إقامة شراكة مستدامة وناجحة بين رجال الأعمال بالبلدين، وذلك من خلال رحلة عمل إلى المغرب لفائدة ثلاثين مقاولا ومستثمرا كنديا، سيتم استقبالهم من طرف نظرائهم المغاربة ومسؤولين في القطاع العام، كما أن فعاليات «ماروكان 2016 ستمكن من إبراز مساهمة غرفة التجارة والصناعة المغرب في كندا في مشروع تركيب مضخات شمسية لتزويد 11 قرية مغربية بالماء.