مر أكثر من أسبوعين على التغييرات التي أقدمت عليها مصلحة السير والجولان بمقاطعة جليز بوضع علامات منع جديد بشوارع وفتح شوارع أخرى؛ ما أثار استياء وتذمر سائقي السيارات والمهنيين بالنقل العمومي، بسبب ما وصفوه "حالة الفوضى والاختناقات المرورية والارتباك الذي ترتب عن ذلك"، بحسب تصريحات متطابقة لسائقين وحرفيين بقطاع طاكسيات الأجرة والنقل السياحي. محمد فضلي، سائق مهني بالنقل السياحي، قال لهسبريس إن "هذا التغيير في علامات التشوير أربك حركة السير والجولان بالشوارع الرئيسية بحي جليز؛ إذ فوجئ السائقون بمنع السير بممرات بين عيشة وضحاها"، وتساءل:" هل تسعى المصلحة المعنية بهذا الأمر إلى تيسير هذه العملية أم إلى عرقلتها؟"، مضيفا أن "السائق أصبح مجبرا بشارع محمد الخامس على الذهاب إلى مدارة مقهى النهضة إذا أراد الوصول إلى شارع الحسن الثاني"، وفق تعبيره. وفي السياق ذاته، قال عمر لمزر، رئيس جمعية سبعة رجال للتنمية والتضامن لسائقي سيارات الأجرة، إن "المشرفين على تدبير السير والجولان بمراكش لا يشركون المهنيين في كل القرارات التي يتخذونها؛ ما ينتج عنه ولادة إجراءات مشوهة وغير فعالة"، مستدلا على قوله ب"ما أقدمت عليه هذه المصلحة بمقاطعة جليز، والنتائج السلبية التي ترتبت عن ذلك"، وفق تعبيره. وأضاف لمزر أن "المسافة أصبحت طويلة، وهذا الأمر لا يفهمه الزبون الذي اعتاد على قطع مسافة قصيرة يعرف تكلفتها بدقة"، موردا أن مقطع "بين لقشالي ومحطة القطار أصبح جحيما لا أحد يرغب في وصول إليه، خاصة في وقت الذروة بين الساعة 12 و16 بعد الزوال". في المقابل، أوضح محمد الزروقي، رئيس مصلحة السير والجولان بمقاطعة جليز، في تصريح لهسبريس، أن "مقاطعة جليز تعرف تغييرا جذريا لم تعرفه منذ 15 سنة تقريبا، وهذا زمن طويل يفرض على المقاطعة إحداث حيوية في شوارعها التي ظلت على حالها فيما عدد السيارات والدراجات يزداد ارتفاعا"، مؤكدا أن التغيير طفيف، مستدلا على ذلك بعدم إضافة أي علامة منع جديدة، بل "قمنا فقط بإعادة توزيعها، فالزنقة التي كانت ممنوعة أصبح السير مسموحا به فيها، كزنقة لبنان والمستشفى والمدينة"، بتعبيره. وأورد المسؤول ذاته أن "مراكش أصحبت مدينة عالمية يريد الجميع زيارتها؛ ما يحدث ضغطا على حركة السير والجولان، وهذا دفعنا إلى وضع تصور جديد للتشوير استغنينا فيه عن 34 أزقة يدر كراء واجهتيها مبالغ مالية على خزينة الجماعة، فقررنا كراء جهة واحدة، لوضع حل للاكتظاظ الذي تعرفه شوارع جليز، وتسهيل حركة المرور".