باتت سلامة مستعملي الطريق من راجلين وسائقي السيارات والدراجات، عرضة للخطر، جراء الفوضى والتسيب اللذين باتا يشوبان حركة السير والجولان داخل المدار الحضري بالرشيدية، وخاصة في المقطع المعروف الممتد ما بين ثانوية سجلماسة ومقهى الكردي بشارع م. علي الشريف وهي النقطة السوداء بامتياز، وكذا على مستوى بريد بوتلامين الممتد الى شارع م. عبد الله ، وعلى مستوى المستشفى الإقليمي، وشارع محمد السادس . ومرد ذلك ليس طبعا إلى تقاعس شرطة المرور والهيئة الحضرية، في أداء واجبها، وإنما إلى غياب علامات التشوير الطرقي الكافية ، وخاصة منها تشوير الأضواء ، والمدارات بالمواصفات القانونية التي لا تساهم في الحوادث، أو كونها في وضعية غير مرضية ، في العديد من شوارع وأحياء عاصمة تافلالت ، التي عرفت توسعا عمرانيا أخطبوطيا، ودخول دواوير وقرى إلى نفوذ مجالها الحضري. الأمر الذي واكبه ارتفاع أعداد السيارات والدراجات النارية وخاصة الصينية منها، التي باتت تشكل أكبر خطر للسلامة المرورية ، مع تقلص ملحوظ أو بالأحرى تراجع في الشبكة الطرقية، التي أصبحت ضيقة ، وغير قادرة على استيعاب الكم الهائل و المتزايد من السيارات ... ومن تجليات الفوضى التي تعم خاصة شارع م. علي الشريف و زنقة مدغرة وشيخ الإسلام ... غياب التشوير الأفقي و العمودي للممرات المخصصة للراجلين و سائقي الدراجات ، والنقص في علامات التشوير الضوئي في بعض النقط الخطيرة ، وخاصة عدم الاكتراث بالأخطار التي يتعرض لها الراجلون وهم يقطعون الشارع في كل اتجاه، مما يعرقل الحركة المرورية باستمرار ، ما ينتج عنه حوادث غالبا ما تكون خطيرة ، ولتفادي هذا المشكل الذي يعرقل حركة السير ،لم يهتد بعد أهل الحل والعقد بالمدينة الى التفكير في نصب حواجز حديدية على طول جنبات الشارع ، لمنع الراجلين من قطع الطريق عشوائيا ، ليكونوا مضطرين لاستعمال الممر الخاص بهم . الوضع المروري بالرشيدية خاصة في المقاطع المذكورة ، أصبح يشكل نقطا سوداء ، إذا ما علمنا أن عدد الحوادث التي تقع بها أصبحت تفوق كل التخمينات ، حتى أن المصالح المختصة اعتذرت لمراسلين صحفيين عن منحهم إحصائيات هذه الحوادث التي لا يمر يوم من دون وقوع حادثة غالبا ما تكون مميتة، أو مخلفة جروحا متفاوتة ، وخاصة في المدار المؤدي الى محطة الطاكسي الكبير بزنقة موريطانيا . علامات التشوير الطرقي، الأضواء المنظمة للسير بالرشيدية، والتي أضحى الموجود منها لايكفي لرأب صدع الحوادث المتزايدة ، للحد من الاكتظاظ والتدافع والتسابق المروري المؤدي الى التصادم وارتكاب حوادث سير غير منتظرة ... في عدة ملتقيات من الشارع والمحاور الطرقية كتلك التي تؤدي الى محطة الطاكسي الكبير على مستوى السوق المغطاة ، التي تعرف حركة مرور دؤوبة بفعل خروج ودخول الطاكسيات، سواء بالشارع الرئيسي أو بالمحاور المؤدية الى شارع مدغرة وشارع شيخ الإسلام . وضع أصبح مصدر قلق لساكنة الرشيدية، ولمستعملي الطريق، ولم تعد تنفع معه الحلول الراهنة، هذا وأصبحت نقاط تلاقي بعض الشوارع في الرشيدية في ظل غياب الأضواء الكافية وعلامات التشوير التي تحدد أسبقية المرور ( نقطة أمام مقر الدرك الملكي نحو زنقة العلويين) ، لتفادي أحقية وأسبقية المرور، بين سائقي مختلف أنواع العربات وخاصة سيارات الأجرة الصغيرة ، ما بات يساهم بشكل متواصل في عرقلة حركات السير والجولان. عرقلة لم تعد تقتصر فقط على أوقات الذروة، ومع مواعيد دخول وخروج التلاميذ إلى المؤسسات التربوية الممركزة بنفس الشارع . إن غياب علامات التشوير الضوئي الطرقي، التي عرضنا عينة منها، وعدم إحداث بعض منها في النقط السوداء المسببة في الحوادث داخل المدار الحضري للرشيدية، يعتبر بمثابة ضوء أخضر لخرق مقتضيات مدونة السير، ووقوع حوادث سير غير محسوبة العواقب، وتحميل عناصر شرطة المرور والهيئة الحضرية، التي تقوم عناصرها مقام الأضواء، متاعب إضافية.