عقدت اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اليوم بالرباط، دورتها السادسة (دورة الفقيد أحمد بنجلون) التي تصادف الذكرى الثالثة لرحيله، تحت شعار "الدعم والانخراط في الحراك الشعبي للتصدي لسياسة التفقير والتهميش". وأشارت اللجنة المركزية، في بيان توصلت به هسبريس، إلى أنه "بعد المصادقة على جدول أعمالها، قدم علي بوطوالة، الكاتب العام للحزب، تقريرا شاملا تطرق فيه بالتحليل لما عرفته بلادنا في الشهور الأخيرة من أحداث وتطورات أكدت تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها بلادنا، وتداعياتها الكبيرة على الأوضاع المعيشية للأغلبية الساحقة من جماهير شعبنا، مما تسبب في انطلاق احتجاجات شعبية عارمة على إثر سقوط ضحايا للاختيارات المخزنية في المناطق التي تعاني الإقصاء والتهميش بكل من الحسيمة والصويرة وجرادة". واعتبر الحزب أن الاعتراف الرسمي بفشل النموذج التنموي يتناقض مع الإصرار على الاستمرار في نهج نفس الاختيارات اللا ديمقراطية واللا شعبية المفروضة على شعبنا بقوة القمع وتزوير الإرادة الشعبية، من خلال إفراغ العملية السياسية من أي محتوى ديمقراطي، والتحكم في الحقل السياسي بضرب استقلالية الأحزاب ومصداقيتها، لدفع المواطنين والمواطنات لاحتقارها والابتعاد عنها حتى تبقى الطبقة الحاكمة وحدها مسيطرة على الحكم والسلطة". وندّدت اللجنة المركزية لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفق البيان ذاته، بما سمته "التراجعات الحقوقية الكبيرة والمتمثلة في القمع والاعتقال والمحاكمات الصورية وخرق الحريات العامة وحقوق الإنسان". كما تطالب ب"وضع حد لمسلسل الاعتقال، بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الحراك، وإيقاف المتابعات في حق النشطاء والمناضلين، وإبطال الأحكام الصادرة في حق مناضلينا ببني ملال لمجرد مساندتهم للمطالب المشروعة للمحتجين في مناطق التهميش والإقصاء". واعتبر البيان "إقدام الحكومة على دعم قطاع التعليم الخاص في الوقت الذي تسعى فيه إلى ضرب مجانية التعليم العمومي من خلال القانون الإطار الذي سيتم تمريره، يفضح بشكل جلي توجهاتها الطبقية واليمينية التي تهدف إلى خدمة مصالح الأقلية الطبقية السائدة على حساب المصالح الحيوية للأغلبية الساحقة من الشعب المغربي". ودعت اللجنة المركزية كل القوى ل"الانخراط الكامل في النضالات الاجتماعية في أفق بلورة جبهة واسعة للنضال، من أجل انتقال ديمقراطي حقيقي يضع حدا لسيطرة منظومة الفساد والاستبداد وبناء دولة الحق والقانون على أسس الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، حسب البيان. وسجلت اللجنة المركزية "استمرار أزمة العولمة الليبرالية بتداعياتها الوخيمة على أوضاع الشعوب في الشمال والجنوب. كما ندّدت ب"التصعيد غير المسبوق للإمبريالية الأمريكية بالإضرار بمصالح الشعوب النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية"، مجدّدة دعم الحزب ل"كفاح الشعب الفلسطيني البطل في مواجهة مؤامرة التحالف الصهيوني الامبريالي الرجعي الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية ولاسترجاع حقوقه المغتصبة وبناء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس وتدين كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني". وجاء في البيان أن اللجنة المركزية تستنكر "استمرار الهجوم الإمبريالي الرجعي على الدول والشعوب، في محاولة لتقسيم الأوطان وتفتيتها بكل من سوريا وليبيا والعراق واليمن وتحويلها إلى دول فاشلة لنهب خيراتها كما تثمن مبادرات الجبهة العربية التقدمية لإعادة بناء حركة التحرر العربية".