يشكل تساقط الأمطار والثلوج بمنطقة إقليمالحوز، التي تدخل ضمن السلسلة الجبلية للأطلس الكبير، مطلبا ترفع من أجله الأيادي تضرعا بالدعاء خلال فترة الخريف من أجل فصل شتاء ممطر، يسقي الأشجار ويملأ الأنهار وينعش الإنسان والأحجار، لكن حين يحل هذا الموسم وتتهاطل نعمة الأمطار، سرعان ما تتحول إلى نقمة تحول حياة بعض الدواوير إلى جحيم. دواوير عديدة بجماعة تغدوين التابعة لإقليمالحوز تعتبر نموذجا للمداشر التي عزلت بشكل تام بعد التساقطات التي شهدتها منذ الأحد الماضي؛ ما أفضى إلى استنفار السلطة المحلية لكل إمكانياتها لفك العزلة عنها. وفي هذا السياق، قال مصدر مسؤول من لجنة اليقظة بجماعة تغدوين لهسبريس إن "السلطات تجندت بغية فتح الطريق أمام ساكنة الدواوير المعزولة عن العالم الخارجي جراء التساقطات الغزيرة للثلوج التي شهدتها مختلف ربوع المملكة بداية الأسبوع المنصرم"، مضيفا أن عملية إزاحة الثلوج مستمرة لفك الحصار الذي ضربته هذه التساقطات على مجموعة كبيرة من المداشر. وأضاف أن "لجنة اليقظة تمكنت أيضا من القيام بتدخلات لفائدة النساء والحوامل والأشخاص في وضعية صعبة؛ إذ تم إنقاذ شخص بدوار ياكر وماشيته وإسعاف آخر، كما تم تفعيل دور لجان اليقظة الخاصة بتوقيف واستئناف الدراسة بالمؤسسات التعليمية وكذا دور الطالب والطالبة". وأبرز المتحدث أن رجال السلطة قضوا ليلة أمس السبت وصباح اليوم الأحد وهم يحاولون جاهدين فك الحصار عن القرويين المحاصرين بجبال الأطلس الكبير، مستعملين كاسحات الثلوج للوصول إلى السكان المتضررين، بعدما توقفت التساقطات الثلجية وسطعت أشعة الشمس التي غابت عن المنطقة لأيام. وللتخفيف من المعاناة التي خلفها تساقط الثلوج على ساكنة الجبل بالزات العليا، قامت جمعية الأعمال الاجتماعية وجمعية مهندسي المكتب الشريف للفوسفاط، أمس السبت، بتوزيع 200 حصة من المساعدات لفائدة خمسة دواوير من مشيخة أيت انزال الجبل التي عرفت تساقطات ثلجية كثيفة. وفي سياق التضامن ذاته، قام عدد من الفاعلين الجمعويين من الجماعة السابق ذكرها بزيارة جماعية لصلة الرحم مع إخوانهم بدوار تغزيرت بالزات نوفلا (العليا)، آخر مدشر بهذه المنطقة الجبلية، وللاطمئنان على أحوال الساكنة والتعرف عن قرب على معاناتها في ظل قساوة الطبيعة التي أفرزها تساقط الثلوج بشكل غير مسبوق، قاطعين مسافة 10 كيلومترات عبر ممرات جبلية ضيقة ومسالك جد وعرة وخطيرة، وعبور وادي الزات يمينا ويسارا مرات عدة.