بِاحترافيته ورحابة صدره المعهودتين، خصّ الإسباني خوان كارلوس غاريدو، مدرب فريق الرجاء البيضاوي، جريدة "هسبورت" بلقاء في أحد فنادق مدينة الدارالبيضاء، قبيل ساعات من موعد مباراة "الديربي" المرتقبة بين الرجاء والوداد البيضاويين، عصر اليوم السبت، لحساب المباراة المؤجّلة عن الجولة العاشرة من البطولة الاحترافية لكرة القدم. على الرّغم من ضغط أول "ديربي" يخوضه غاريدو في العاصمة الاقتصادية، إلا أنه فتح قلبه من خلال حوار مطوّل، تحدّث فيه عن "الميركاتو"، مباراة الوداد، علاقته باللون الأخضر، علاقته بالرجاء، فضلا عن رسالته الخاصة لجماهير الرجاء البيضاوي. تخوض أوّل "ديربي" في البيضاء رفقة الرجاء. ماذا يمثّل لكم ذلك؟ تعد مباراة بصبغة خاصة بالنسبة إلي، لأنه "الديربي" الأوّل الذي سأخوضه في المغرب، الأخير الذي يملك صيتا عالميا بما يحمله من شغف جماهيري ويشكّل حدثا استثنائيا للاعبين، المدرّبين، المسيّرين والأنصار، وهذا يؤثّر بشكل أو بآخر على طريقة التحضير للمباراة، لا على مستوى التكتيكي أو الإعداد الذهني للاعبين. يعي الجميع داخل مجموعة الرجاء أن هذه المباراة تكتسي أهمية كبيرة، حيث يجب أن تملك عناصرنا تلك القوّة الذهنية لمجاراة "الديربي"، فضلا على الظرفية التي تلعب فيها، والتي تعتبر نقاطها الثلاث حاسمة في مسار البطولة. ماذا عن العودة إلى اللعب في "دونور"؟ بالتأكيد، لطالما أشرت في تصريحات سابقة إلى أن رياضة كرة القدم تكتسب توهّجها من الأنصار، إذ تكمن حلاوة المباريات في خوضها أمام مدرّجات مملوءة وفي توقيت مناسب للفرجة، ومن هذا المنطلق فلعب "الديربي" أمام مدرّجات ملعب محمد الخامس في مدينة الدارالبيضاء، يشكّل حافزا كبيرا لنا من أجل تقديم طابق كروي مميّز وإثبات اللاعبين لمؤهّلاتهم على أرضية الميدان. بعد "ديربي" إشبيلية بالأخضر.. هل سيرتبط غاريدو بهذا اللون؟ (مبتسما) في غالب الأحيان، أرتدي اللون الأخضر وهو من الألوان المفضّلة لدي.. كيف تعاملتم مع فترة توقف البطولة؟ شخصيا، أعتبر أن فترة توقّف البطولة على هامش احتضان المغرب لبطولة أمم إفريقيا للاعبين المحليين، كانت مهمة بالنسبة إلى فترة إعداد الفريق، إذ اشتغلنا بشكل مستمر على الجانب التكتيكي والإعداد البدني للاعبين، رغم مغادرة بعض اللاعبين، على غرار المدافع جواد اليميق الذي كان يعد من الدعامات الأساسية في الخط الدفاعي. حاليا، يجب التعامل مع التغييرات التي أحدثت في التشكيلة، أنا سعيد حاليا بانتداب كل من عبد العظيم خضروف ومنير عوبادي، اللاعبان من شأنهما تقديم قيمة مضافة للمجموعة، خاصة على مستوى خط الميدان، الذي هو حاليا من نقط قوة الفريق في ظل وجود تنافسية على المركز، خاصة مع إعادة الهيكلة التي سنقوم بها على مستوى التشكيلة خلال المنتصف الثاني للبطولة. جواد اليميق.. من اللاعبين الذين غادروا الفريق صوب الاحتراف.. (مقاطعا) في البداية، أنا سعيد جدا للطريقة التي تم تدبير بها ملف انتقال اللاعب جواد اليميق، حيث تم ذلك باتفاق مع النادي وفي إطار احترام بنود العقد الذي يربط الطرفين معا، فضلا على أن رحيله ساهم في إنعاش خزينة النادي ماديا، مع العلم أيضا أن اللاعب يملك رغبة كبيرة في الاحتراف في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى.. نحترم قرار اليميق وشكرا لكل ما قدّمه للنادي. جواد اليميق لاعب موهوب بمؤهّلات تقنية عالية على مستوى الشقين الدفاعي والهجومي، حيث أعتقد أنه مؤهل للعب في دوري عالمي على غرار "الكالتشيو"، وأتنبّأ له بمستقبل زاهر خاصة وأنه حظي بفرصة مواتية لإثبات أنه قادر على اللعب على أعلى مستوى، وهو ما أظهره أثناء فترة لعبه رفقة الرجاء. ما هو تقييمكم لبطولة "شان2018" في المغرب؟ بطولة إفريقيا للاعبين المحليين "شان" تجربة جد مميّزة للاعبي الرجاء، وأخص بالذكر الزنيتي، بانون، جبيرة، الحافيظي وحدراف، فهي محطة مهمة لهم، إذ تساهم مثل هذه التظاهرات في منح الثقة للاعبين وتضيف بصمة في تجاربهم الكروية. بصفتي مدربا لفريق الرجاء، أنا سعيد بالمؤدى العام للعناصر "الرجاوية" في بطولة "شان2018"، لقد أظهروا مستوى مميزا طيلة مباريات الدورة، ومن شأن هذه المشاركة أن تنعكس إيجابا على الفريق "الأخضر" بحكم الفترات الجيّدة التي يمر منها اللاعبون. ما هي علاقة غاريدو بالرجاء؟ فخور لكوني مدربا لفريق الرجاء البيضاوي، وأعتز بهذا الامتياز الذي حظيت به في مسيرتي الرياضية، مع العلم أنني قدمت إلى هنا في ظل ظروف يطبعها جو مشحون، ماديا وتسييريا، إلا أنني أظهرت رغبتي في الاستمرار في النادي وتجاوز المطبّات التي صادفتني. دوما ما أسعد بمقابلة الأنصار "الرجاويين" الذين يأتون إلى الملعب بكثافة من أجل مؤازرة الرجاء، خاصة أنهم يتميزون بشغفهم الكبير وتعلّقهم الجارف بفريقهم، وهذا ما يجعلني مرتبطا أكثر بالاشتغال مع هذا النادي الكبير وجماهيره العريضة.. علاقتي مستمرة مع الرجاء ومبنية على تحقيق مزيد من الانتصارات والألقاب. رسالة أخيرة.. أدعو الجماهير "الرجاوية" الوفية إلى مؤازرة فريقها في مباراة "الديربي"، حيث أود أن أخبرهم بأن اللاعبين سيبذلون قصارى جهدهم من أجل تحقيق نتيجة الانتصار ليفتخروا بهم.. اللاعبون واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم وحمل قميص الرجاء.