نظم سكان قصر تاوريرت بجماعة أوتربات، بدائرة إملشيل، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، الأربعاء، مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر عمالة ميدلت، للمطالبة بفك العزلة التي سببتها الثلوج المتهاطلة على المنطقة، بالإضافة إلى فتح جميع الطرقات وتوفير المساعدات الغذائية والأغطية وحطب التدفئة للمتضررين من التساقطات الثلجية، المصحوبة بموجة برد قارس. وكانت المسيرة، التي قطعت مسافات طويلة بين جبال الأطلس الكبير، تقصد مقر عمالة ميدلت، عبر الطريق الجهوية رقم 704 الرابطة بين الريش وإملشيل، مشيا على الأقدام، إلا أن قائد المنطقة ورئيس الجماعة الترابية لأوتربات طوقا الشكل الاحتجاجي من أجل ثني المشاركين عن مواصلة المسيرة، إلا أنهم رفضوا الحوار مع المسؤولين المذكورين، مشددين على ضرورة استقبالهم من طرف عامل الإقليم. وصدحت حناجر المحتجين، خلال الشكل الاحتجاجي نفسه، بشعارات تطالب بفك العزلة عنهم وتسريع فتح المسالك الطرقية المقطوعة بسبب الثلوج في أقرب الآجال، من قبيل: "يا عامل يا مسؤول الطريق حق مشروع"، و"علاش جينا وحتجينا المسالك تسدات علينا"، و"لا لا للعزلة لا لا للتهميش يا حكومة باراكا من الكذوب"، و"سمع وشوف ناس كتموت بالثلج"، موجهين أصابع الاتهام إلى السلطات الإقليمية والولائية والقطاعات الحكومية بالتزام الصمت أمام معاناة الساكنة مع هذه الأجواء البادرة. محمد احبابو، فاعل جمعوي بالمنطقة المتضررة، أوضح أن السكان سئموا من أن تظل المنطقة معزولة ومحاصرة بالثلوج، ومقصية من أي برنامج تنموي، ولا تستفيد من أي مشروع، مؤكدا أن المشاركين في هذه المسيرة يطالبون بإدراج منطقتهم ضمن مخطط استعجالي للتنمية، لأنها تعاني من وعورة التضاريس، وتغمرها الثلوج خلال فصل الشتاء. وأضاف المتحدث في تصريح لهسبريس أن "من العار على السلطات أن تلتزم الصمت ولا تحرك ساكنا حتى يخرج المواطنون في مسيرات احتجاجية ويعرضوا أنفسهم للخطر"، وزاد موضحا: "هذا يعني أن السلطات المحلية بإملشيل تستمتع عندما تشاهد المواطنين يعانون وتلعب دور المتفرج". وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية، منذ العاشرة من صباح اليوم، الاتصال برئيس جماعة أوتربات، من أجل استقاء تعليقه في موضوع العزلة الثلجية التي تعرفها المنطقة مؤخرا، إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب. في المقابل، أكد مصدر محلي مسؤول، غير راغب في الكشف عن هويته للعموم، أن المحتجين رفضوا التحاور مع السلطة المحلية ومسؤولي الجماعة، مشيرا إلى أن الآليات المتوفرة لدى السلطات الإقليمية ومديرية التجهيز تم تسخيرها لدائرة إملشيل من أجل إعادة حركة المرور إلى جل المسلك المقطوعة، ومسترسلا بأن "جماعة أوتربات وقصر تاوريرت سيتم فك العزلة عنهما غدا إن لم تتساقط الثلوج مرة أخرى". ولم يخف المصدر ذاته، في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، المعاناة التي تعيشها الساكنة المحتجة منذ أيام بسبب الثلوج، إلا أنه عاد ليؤكد أن "الجماعة والسلطة المحلية ليس بيدهما شيء، وكل ما تملكانه هو التنسيق بين السلطات الإقليمية وباقي المتدخلين لإرسال آليات قصد إزاحة الثلوج عن المسالك بغية الوصول إلى المحاصرين"، مختتما: "أدعو الساكنة الغاضبة إلى مساعدتنا بالصبر، ونؤكد لها أننا نقوم بكل ما في وسعنا من أجل إزاحة الثلوج والوصول إليها".