خلدت سفارة جمهورية باكستان الإسلامية بالرباط، اليوم الاثنين، يوم التضامن مع كشمير، الذي تنظمه في الخامس من فبراير من كل سنة عبر سفاراتها في العالم للتعريف بقضية هذا الإقليم المتنازع عليه. ويوجد هذا الإقليم، ذو الأغلبية المسلمة، بشمال الهند، وهو موضوع نزاع بين الهندوباكستان يعود إلى الفترة التي قررت فيها الغالبية المسلمة في الهند تأسيس باكستان، لكن الهند بقيت مسيطرةً على هذا الإقليم إلى غاية اليوم. وتقول السلطات الباكستانية إن شعب كشمير محروم من حقه الأساسي في تقرير مصيره رغم مرور أكثر من سبعة عقود، وتعمل عبر سفاراتها على تسليط الضوء على قضية الإقليم والتعبير عن تضامنها مع "الشعب الكشميري ضد الاضطهاد الهندي". وقال نادر شودهري، سفير باكستان المعتمد لدى المملكة المغربية، إن "الهند مستمرة في تحدي المجتمع الدولي من خلال عدم تطبيقها لقرارات مجلس الأمن التي تنادي بحل النزاع حول كشمير، ولا تلتزم جدياً بإجراء محادثات ثنائية مع باكستان لحل الأزمة". وأضاف شودهري، في ندوة صحافية نظمها بمقر السفارة بحي السويسي بالرباط، أن "الباكستانيين هم أهل وأقرباء مع شعب كشمير، الذي عانى من أبشع مظاهر القسوة المروعة على أيدي 900 ألف جندي من قوات الاحتلال الهندي". وفي تصريح لهسبريس، قال شودهري إن "السفارة الباكستانية ترغب في أن يعرف المغاربة ما يعانيه الشعب الكشميري"، مشيراً إلى أن المملكة المغربية تدعم باكستان وتقيم معها علاقات دبلوماسية جيدة. وذكر السفير أن باكستان دعمت المغرب في مراحل عدة من تاريخه، موردا أن سلطات بلاده "منحت أربعة جوازات سفر باكستانية لوفد مغربي يترأسه أحمد بلافريج للذهاب إلى الأممالمتحدة، بعدما رفضت قوات الاستعمار الفرنسي ذلك". وأضاف: "نحن فخورون بما قمنا به تجاه الحركة الوطنية من أجل استقلال المغرب، ولم يتوقف الأمر عند منح الجوازات، بل منحت باكستان الكلمة للوفد المغربي في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نيويورك". وزاد شودهري قائلاً: "هكذا ساعدنا المغرب، وكل الشعوب المظلومة مثل فلسطين والبوسنة، لأننا نؤمن بالقضايا العادلة، ولا نبحث عن المنافع والامتيازات، بل ندافع عن حقوق الشعوب المهضومة، وما نطلبه من المجتمع الدولي هو التحرك لفائدة الشعب الكشميري". وبحسب السفير الباكستاني، فإن قوات الأمن الهندية "قتلت أكثر من 94 ألف شخص، واعتقلت 143 ألفا آخرين، واغتصبت 11 ألف امرأة منذ سنة 1989"، مشدداً على أن "باكستان لن تتخلى عن الكشميريين وستستمر في دعمهم سياسياً ودبلوماسياً ومعنوياً". وتقول السلطات الباكستانية إن القوات الهندية قامت منذ يوليوز 2016 بقتل الزعيم الكشميري برهان واني، بعد ذلك ارتفع منسوب العنف في البلاد بإلحاق الضرر ب8 آلاف مواطن، وفقدان البصر لأكثر من 250 شابا. وأشارت باكستان إلى أن قوات الهند لجأت إلى قص ضفائر 350 امرأة، التي تعد من رموز الشرف في الثقافة الكشميرية، منذ شتنبر 2017، كما علقت خدمات الهاتف المحمول والأنترنيت بالإقليم لكي يتعذر وصول أخبار الانتهاكات التي تقترفها هناك.