رغم مرور خمسة أيام على التساقطات الثلجية الكثيفة التي عرفتها مختلف مناطق الأطلس منذ بداية الأسبوع الجاري، لا تزال ثلاث جماعات بإقليم ميدلت في عزلة تامة، بسبب الحصار الذي فرضته الثلوج المتساقطة على الساكنة. وفي هذا السياق، أكدت مصادر من الجماعة القروية تونفيت، في اتصال هاتفي صبيحة أمس الجمعة، أن جماعتي كل من "أنمزي" و"أكديم" و"سيدي يحى أيوسف" بإقليم ميدلت، لا يزال سكانها يستغيثون ويطلبون النجدة، إثر انقطاع الطرقات وانقطاع الكهرباء وشبكة الاتصالات، ما أفضى إلى انعزالهم الكلي عن العالم الخارجي. ويضيف سعيد منهو، وهو ناشط حقوقي، في التصريح ذاته ل"هسبريس"، بنبرة ملؤها الترقب والتوجس حول مصير الناس في الجماعات الثلاث، أنهم يجهلون الحالة النفسية والصحية والاجتماعية لساكنة دواوير الجماعات الثلاث المذكورة، "منذ الاثنين الماضي ونحن نحاول الاتصال ببعض الأفراد هناك، غير أن شبكة الهاتف لديهم غير مشغلة، ولا ندري هل هم أحياء أم في عداد الموتى، وهل يتوفرون على مؤونة تقيهم الجوع أم لا، وماذا عن حالة المرضى والحوامل بتلك المناطق من المغرب العميق"، يتساءل المصدر. ويواصل المتحدث عينه ناقلا معاناة الساكنة هناك، أن "بعض التلاميذ ممن يدرسون بثانوية عبد المومن التأهيلية بتونفيت محاصرون هناك، بعد زيارتهم لذويهم بمناسبة العطلة الموسمية للتلاميذ، ولن يتمكنوا من استئناف دراستهم يوم الاثنين المقبل في حالة ظل الوضع كما هو عليه اليوم". وأكد أنهم اتصلوا بالسلطات المعنية من عمالة ورؤساء الجماعات المعنية ومندوبية التجهيز بميدلت، للتدخل العاجل لفك العزلة عن الدواوير المعنية، غير أن إجابتهم "لا نتوفر على الإمكانيات"، يقول المصدر قبل أن يضيف، "لا أدري عن أي إمكانيات يتحدثون، إن كانت الإمكانيات غير متاحة في فصل الشتاء فمتى ستكون متوفرة، ورؤساء الجماعات لا يجيبون عن مكالماتنا الهاتفية، للاستفسار حول الإجراءات المتخذة في الموضوع، وقائد منطقة أكديم أخبرنا أنه لا يتوفر على البنزين"، يختم الفاعل الحقوقي. وأمام هذا الوضع، أطلق نشطاء فايسبوكيون عبر صفحاتهم تدوينات في هذا الاتجاه، من أجل لفت انتباه المسؤولين المحليين والإقليميين والجهويين، لإيجاد حل قصد إنقاذ حيوات المحاصرين من ساكنة الجماعات المعنية.